الاثنين 29 يونيو 2020

جنوب سوريا طلقة في صدر إيران

جنوب سوريا طلقة في صدر إيران

جنوب سوريا طلقة في صدر إيران

في وقت يعمل النظام السوري على تصعيد الأوضاع الأمنية في شمالي البلاد منتهكاً هدنة إدلب والاتفاق الروسي ــ التركي، تتجه الأنظار إلى الجنوب السوري الذي يشهد توتراً كبيراً بين المتنافسين الداعمين للأسد. وترى مصادر متابعة للملف أن الجنوب السوري سيكون الطلقة الحاسمة في صدر النظام، لا سيما أن الروس أخذوا على عاتقهم تطهير هذه المنطقة من الميليشيات الايرانية وحزب الله نظراً لواقعها الجيوسياسي والديني حيث يشكل الدروز والسنة الأغلبية هناك.

وأمس انتزع «الفيلق الخامس» المدعوم روسياً في منطقة الجنوب بقيادة أحمد العودة حواجز من عناصر فرع أمن الدولة، في ريف درعا الشّرقي عقب اشتباكات اندلعت بين الطرفين أسفرت عن قتلى وجرحى، على حاجز عسكري في بلدة محجة. كما سيطرت عناصر الفيلق الخامس بعد ذلك على عدد من حواجز النظام في بلدات كحيل وصيدا بريف درعا الشرقي.

ويعمل القيادي السابق بالجيش الحر وقائد الفيلق الخامس في درعا أحمد العودة، على تشكيل جيش موحد للجنوب بدعم روسي قائلاً: «إن هذا الجيش ليس للدفاع عن حوران فقط إنما هي الأداة الأقوى للدفاع عن كل سوريا».

حراك السويداء

وسط هذه الأجواء تعيش محافظة السويداء جنوبي سوريا حالة من الترقب من قبل مئات الناشطين، الذين ينتظرون الإفراج عن آخرين شاركوهم تظاهرات ردًا على تدهور الظروف المعيشية. ورغم تراجع وتيرة الاحتجاجات فإن الحراك مستمر وجاء ليعبر عن رأي الأغلبية الصامتة. ويتجلى طموح المحتجين في إحداث تغييرات أساسية، تتيح أمام كل السوريين العيش بأمان وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية، والخلاص أيضًا من كل أشكال الاحتلال والتدخل الخارجي. ومن المتوقع حصول تطورات في الأيام المقبلة.

إلى ذلك، استقدمت «الفرقة 15- قوات خاصة» في قوات النظام، المتمركزة في محافظة السويداء، تعزيزات عسكرية شملت دبابات ورشاشات متوسطة ومئات الجنود، ونشرت حواجز في ريف السويداء الغربي، ويرجح استقدام التعزيزات التي سترفدها فصائل محلية لملاحقة عصابات الخطف في عريقة التي تشهد منذ سنوات فلتانا أمنيا، بسبب انتشار عصابات منظمة في البلدة ومحيطها.

الشرق يشتعل

في المقابل، تتجه اسرائيل إلى التصعيد ضد ايران، لا سيما في شرقي سوريا وعلى امتداد الحدود مع العراق لقطع إمداداتها بالسلاح والرجال، في وقت أكدت صفحات معارضة ونشطاء سوريون افتتاح «الحرس الثوري» الإيراني معسكراً جديداً في مدينة البوكمال بعد زيارة لقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى المدينة ذاتها. في وقت تعرضت مواقع لقوات النظام والفصائل المدعومة إيرانياً في قرية العباس في ريف مدينة البوكمال لغارات جوية يرجح بأنها إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل ستة مقاتلين. وأكد المرصد السوري حالة «استنفار كبير» للفصائل الموالية لإيران في دير الزور عقب تلك الغارات. كما قُتل تسعة عناصر على الأقل من بينهم جنسيات غير سورية في ضربات جوية استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في بادية السيال بريف البوكمال بعد ساعات من استهداف مواقع في قرية العباس، وأدى القصف إلى تدمير مستودعات أسلحة. وكشف المرصد أن القوات الإيرانية تعمد إلى شن حملات أمنية تستهدف عناصرها ومتعاونين معها، بتهمة «التخابر والتعامل مع إسرائيل».

صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية قالت إن إسرائيل تقف وراء الهجمات التي استهدفت مواقع في سوريا، لتوجه رسالتين إلى النظام السوري وإيران، مفادها طالما أن النظام يحمي الإيرانيين، فسيستمر في دفع ثمن باهظ، ولتأكيد أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتحصن في سوريا، وسترغمه على الدفع بالمال والدم، وستعطل مشروع الصواريخ الإيرانية قدر الإمكان. ولفتت الصحيفة إلى أن بديل سليماني، إسماعيل قاآني ليست لديه الميزانية نفسها التي كانت متوافرة لسلفه.

  •  

جميع الحقوق محفوظة