الاثنين 21 أكتوبر 2019

ترامب سيُبقي قوات قرب نفط سوريا

ترامب سيُبقي قوات قرب نفط سوريا

ترامب سيُبقي قوات قرب نفط سوريا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، خلال اجتماع لإدارته في البيت الأبيض: «سنضرب إيران إذا اضطررنا.. نحن مستعدون للحرب إذا كانت هناك ضرورة».

وأضاف أن «وقف النار شمالي سوريا صامد، مع وجود خروق بسيطة. الأكراد ينسحبون من مناطق معينة في سوريا بطريقة ذكية»، مردفاً أن «الولايات المتحدة لم تقدم أبدا أي تعهد للأكراد بالبقاء في المنطقة 400 عام».

وذكر أن عددا محدودا من الجنود الأميركيين سيبقون في سوريا، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن، بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط: «قلت دائما: إذا كنا سننسحب فلنحمِ النفط. يمكن ان نرسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك في شكل صحيح». وأكد ترامب: «إذا اتبعت تركيا سلوكا خاطئا فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات عليها، وتفرض مزيدا من الضرائب على منتجاتها».

وفي وقت سابق، أفادت مصادر في واشنطن، أمس، بأن ترامب يدرس السماح ببقاء 200 جندي شرقي سوريا، في حين تواصل القوات الأميركية انسحابها من سوريا إلى شمالي العراق.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز إن «ترامب سيقبل خطة لوزارة الدفاع تقضي بإبقاء 200 جندي شرقي سوريا، قرب الحدود مع العراق، لسببين، أولهما مكافحة تنظيم داعش، وثانيهما منع وقوع مناطق النفط في أيدي النظام السوري وروسيا».

حماية إسرائيل

من جهة أخرى، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن طرح ترامب في ما يتعلق بالتعامل مع حقول النفط في سوريا قد يدر عوائد للمنطقة، ويولّد دخلا يمكن من خلاله دفع تكاليف التزام الولايات المتحدة في سوريا، ملمحا إلى استعداد ترامب لاستخدام القوات الجوية الأميركية «كي لا يخرج مقاتلو داعش من مخابئهم». وأضاف: «أعتقد أننا على وشك الإقدام على مشروع مشترك بيننا وبين قوات سوريا الديموقراطية (الكردية) لتحديث حقول النفط، وضمان أنها هي التي تحصل على الإيرادات وليس إيران أو نظام بشار الأسد، وهدفنا الأساس من كل هذا هو حماية إسرائيل».

انزعاج طهران

وعقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة تعتزم إقامة «12 موقع مراقبة» داخل سوريا، بدأ الجيش التركي، أمس، إنشاء نقطة مراقبة عسكرية في قرية صالحة الجنوبية في ريف رأس العين الغربي.

وكان عباس موسوي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عبّر عن رفض بلاده لذلك، مبينا أن طهران ستعتبر إجراء كهذا «عدوانا ضد السيادة الوطنية ووحدة أراضي دولة مستقلة». وأوضح: «بطبيعة الحال ستواجه (تركيا) معارضة من إيران ودول أخرى».

ودعت طهران مرارا الى الوقف الفوريّ للعملية العسكرية التركية في سوريا، التي أطلقتها أنقرة في 9 الجاري، بعدما أعلنت واشنطن سحب كل قواتها من المنطقة.

ورأى الكاتب راي تاكيا، الخبير في الشأن الإيراني، والباحث في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، أن «إيران ليست سعيدة، وهي ترى الولايات المتحدة تنسحب من سوريا، بل إنها منزعجة، لأن تركيا هي التي ستملأ الفراغ في البلاد».

قوة هائلة

وتابع تاكيا أنه «بعد انسحاب الولايات المتحدة واضطرار الميليشيات الكردية للتحالف مع بشار الأسد، فلم يعد أمامه الآن سوى القليل للتمكن من الاستيلاء على %40 من البلاد الواقعة خارج سيطرته. أي محاولة من جانبه للسيطرة على المزيد من الأراضي من شأنها تعريض مكاسبه الحالية للخطر، وإذا ما غرق الأسد في حرب أطول وأغلى، فعلى طهران أن تخصص موارد كبرى لهذا الصراع، في وقت يعاني فيه اقتصادها بسبب العقوبات وسوء الإدارة». وأردف تاكيا: «تركيا قوة هائلة في منطقة مليئة بالدول الضعيفة والفاشلة، ولدى أنقرة طموحاتها الخاصة في الشرق الأوسط. وتدخّلها في سوريا سيعقد مخططات إيران في بلاد الشام». ويختم الكاتب: «مع انسحاب الولايات المتحدة، ستكون تركيا أكثر قوة في سوريا، والأسد أكثر تهوراً، والأكراد ضعافاً، فضلاً عن احتمال عودة داعش من جديد.. لا شيء من كل هذا يعد ساراً بالنسبة لإيران».

انتهاء الهدنة

ومساء اليوم، تنتهي مهلة الأيام الخمسة التي توافقت عليها أنقرة وواشنطن، وجرى خلالها تعليق العملية العسكرية للجيش التركي (نبع السلام) ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا، حيث من المفترض أن يكونوا قد انسحبوا من مواقعهم، التي ستقيم فيها أنقرة «المنطقة الآمنة»، بعمق 32 كلم، وطول 120 كلم - كمرحلة أولى - على أن يجري توسيعها لاحقا إلى 444 كلم.

لقاء سوتشي

واليوم، يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي، لبحث مستجدات الأوضاع، واتخاذ الخطوات اللازمة في شأن دور قوات النظام السوري في حفظ الأمن على الحدود بعد انسحاب الميليشيات الكردية. (رويترز، أ.ف.ب، الأناضول).

  •  

جميع الحقوق محفوظة