الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

... يوم الحساب

... يوم الحساب

... يوم الحساب

جسد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أمس القول بالفعل، بتعليمات حاسمة وحازمة تُرجمت قرارات فورية في مواجهة التقصير في الاستعدادات لموسم الأمطار وغرق الطرق والمناطق. ومن غرفة «اتخاذ القرار» في وزارة الداخلية التي زارها المبارك بعد الإعلان عن تعطيل العمل في الوزارات فجر أمس، أكد المبارك أن «أي تقصير من أي الجهات سيواجه بكل حزم وشدة»، فيما صدرت قرارات بإحالة مدير عام هيئة الطرق والنقل البري أحمد الحصان إلى التقاعد، وعدم التجديد لوكيلة وزارة الأشغال عواطف الغنيم وإحالتها إلى التقاعد، ووقف الوكيل المساعد لقطاع هندسة الشؤون والصيانة محمد بن نخي والوكيل المساعد لشؤون الهندسة الصحية عبدالمحسن العنزي عن العمل وإحالتهما الى التحقيق. ووجّه سمو الرئيس بتشكيل لجنة تقصي حقائق فنية وقانونية من جهات محايدة لبيان ومعرفة أوجه القصور والأخطاء، ومحاسبة المقصرين مهما علت مناصبهم سواء كانوا الحاليين أو من تمت إحالتهم الى التقاعد أو السابقين، واتخاذ الاجراءات القانونية لملاحقة من يثبت تسببهم من مقاولي الشركات المنفذة للمشاريع. وبرلمانياً، ثمن النواب الخطوات التنفيذية للمبارك، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عما حدث، فيما لوح آخرون باستجواب وزير الأشغال حسام الرومي. وبلغت كمية الأمطار التي هطلت أعلى مستوى لها في مدينة الكويت 58 مليمتراً (حوالي 2.2 إنش) بحسب ما أعلنت إدارة الأرصاد الجوية للطيران المدني. الرئيس الذي لم ينم لم يكن صَباح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك (أبو صُباح) كغيره من الصباحات أمس. كان الرجل خلية أزمة وفريق طوارئ بحد ذاته. يقول القريبون منه إنه لم ينم مع بدء العاصفة وهطول الأمطار الغزيرة، إذ بدأ متابعة أحوال الطرق والناس في ساعات متقدمة من الليل عبر اتصالات مباشرة بالمسؤولين المعنيين وأعطى توجيهاته بالتحرك والتصرف، ثم قرّر بعد صلاة الفجر أن يجمع فريق العمل الحكومي المصغّر في غرفة اتخاذ القرار في وزارة الداخلية لمتابعة الاوضاع مباشرة، ومنها توجه ميدانياً إلى غرفة عمليات الإدارة العامة للإطفاء. في غرفة عمليات «الداخلية»، تحدث بو صباح الى الإعلام بوجه مرهق من قلة النوم إنما بعزيمة مستيقظة تماماً. كان يتكلم وعينه على خريطة الشوارع والطرق. يسأل عن الوقت الذي سيستغرقه فتحها ثم عندما يحين الوقت يقول «اطلبولي» المسؤول ليذكره بأن الوقت انتهى والطريق لم تفتح فيعرضون عليه الصور عبر الشاشات. من رافق رئيس الحكومة أمس شهد كم كان هاجس الناس عنده أولوية. كل دقيقة كان يسأل طوارئ المستشفيات أو الدفاع المدني عن وصول أي حالات مصابة وعندما يأتيه الجواب بالنفي يكرر كلمة «الحمدلله» خمس مرات. صَباح بو صُباح لم يكن صباح المسؤول فقط... كان صباح الإنسان الخائف على البلد والناس. كيف تم اتخاذ قرار التعطيل؟ بعد صلاة فجر أمس، جال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح برفقة وكيل الوزارة الفريق عصام النهام على بعض الطرق والمنشآت للوقوف على الحجم الحقيقي للأضرار التي خلفتها العاصفة الهوائية وما رافقها من هطول كثيف للأمطار. وعندما توجه إلى غرفة عمليات «الداخلية» لمتابعة القطاعات والوحدات وأعمال الاغاثة وفتح الطرق، بادر الجراح للاتصال بعدد من الوزراء والمسؤولين فأجاب بعضهم وتعذّر التواصل مع الآخرين بحكم التوقيت المبكر (كانت الساعة لم تبلغ الخامسة صباحاً بعد)، لذلك لم يكن أمامه إلا اتخاذ قرار التعطيل بنفسه استناداً إلى المعطيات الميدانية ونصائح مسؤولي فرق الطوارئ، لأن البديل قد يؤدي إلى حصول ما لا تحمد عقباه في حال تكثّفت حركة السير بطريقة غير طبيعية خصوصاً في المناطق التي تحولت شوارعها الى بحيرات كبيرة. ولذلك أعطى أوامره بإعلان العطلة بعد مباركة سمو رئيس الوزراء للقرار إفساحاً في المجال لانتهاء الأعمال وتقليلاً للخسائر.

جميع الحقوق محفوظة