رغم توقع مسؤولي وزارة الصحة وصوله إلى البلاد، استنفرَّ اكتشاف «كورونا» المتحور (كوفيد 20) لأول مرة في الكويت، السلطات الصحية، التي رفعت من درجة التأهب القصوى وإجراءات الحذر، لاحتواء السلالة الجديدة والسيطرة عليها ومنع انتشارها. وأعلن المتحدث الرسمي باسم «الصحة» د.عبدالله السند رصد إصابة مواطنتَينِ قادمتينِ من بريطانيا بالتحور الجديد للفيروس، موضحاً أن نتائج فحوص مسحات الـPCR للمواطنتين من دولة الإقلاع كانت سليمة إلا أن فحص الـPCR الذي أجري لهما في مطار الكويت عند وصولهما أثبت إصابتهما. وقال السند إن فرق «الصحة» تعاملت مع الحالتين بتطبيق إجراءات العزل الصحي وفقاً للبروتوكولات المعتمدة عالميًّا، مطالباً بالتزام الجميع الاشتراطات الصحية وإجراءات التباعد. إلى ذلك، أبلغت مصادر صحية القبس أن الوزارة اتخذت إجراءات استثنائية، وقائية واحترازية مع الحالتين المصابتين، اللتين جرى إدخالهما المستشفى، مع عزل المخالطين لهما منذ وصولهما إلى البلاد، واجراء الفحوص الجينية لهم. وذكرت المصادر ان اكتشاف السلالة الجديدة في البلاد كان متوقعاً، لا سيما أنها دخلت أكثر من 50 دولة مؤخراً، ولا يعني دخولها تفشِّي الفيروس بشكل أوسع، خاصة مع تطبيق الإجراءات الصحية من قبل الفرق الصحية في كل المنافذ، وتشديدها بشكل ملحوظ مؤخراً، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى. وختمت المصادر بأن الفرق الصحية ستقوم بفحص المخالطين للحالتين في مواقع عزلهم، فضلاً عن إجراء الفحوص الجينية، وفحص من كانوا بالقرب منهما في مقاعد جلوسهما برحلة الطيران الآتية من المملكة المتحدة إلى الكويت، لضمان عدم إصابتهم بالفيروس أو السلالة الجديدة منه. في السياق، حذر أطباء متخصصون في الأوبئة من أن السلالة الجديدة تنتشر بسرعة وتصيب الأطفال وصغار السن، لافتين إلى أن المصابين بها يجب نقلهم إلى أجنحة المستشفيات. واعتبروا في تصريحات لـ القبس أن المرحلة الحالية أكثر خطورة من السابق، ما يستلزم الإسراع بتطعيم المواطنين والمقيمين في البلاد، والتشدد في تطبيق الاحترازات الصحية. فيما يلي التفاصيل الكاملة مع ظهور حالتين مصابتين بفيروس كورونا 2020 أو «التحوّر الجديد للفيروس»، لمواطنتين قادمتين من بريطانيا، رفعت وزارة الصحة أقصى درجات التأهّب والحذر، وتعاملت الفرق الطبية المختصة مع الحالتين وفق إجراءات استثنائية بعزلهما في أحد المستشفيات، وجرى إعطاؤهما الأدوية الموصى بها وفق البروتوكولات العالمية. وكشفت مصادر صحية عن تطبيق كل الإجراءات الوقائية والاحترازية مع الحالتين، ابتداء من نقلهما إلى جناح العزل في المستشفى، مروراً برصد المخالطين لهما ومتابعة بقائهما في العزل المنزلي لمدة أسبوعين، انتهاء بإجراء الفحوص الجينية للمخالطين لهما. أبلغت المصادر القبس بأن اكتشاف الفيروس المتحور في البلاد كان أمراً متوقعاً، ولم يكن مفاجئاً للأجهزة الصحية؛ فالسلالة الجديدة دخلت أكثر من 50 دولة مؤخراً، مشيرة إلى أن دخولها لا يعني تفشّي الفيروس بشكل أوسع؛ فالإجراءات الوقائية مطمئنة، بدءاً من تطبيق الفحوص الصحية في جميع المنافذ من قبل الفرق المختصة، مروراً بالتنسيق المكثّف بين الجهات الحكومية الأخرى. ولفتت المصادر إلى أن الفرق الصحية ستقوم بفحص المخالطين للحالتين في مواقع عزلهما، فضلاً عن إجراء الفحوص الجينية، وفحص الأشخاص الذين كانوا بالقرب منهما في مقعدَي جلوسهما برحلة الطيران المتجهة من المملكة المتحدة إلى الكويت، لضمان عدم إصابتهم بالفيروس أو السلالة الجديدة منه. ولفتت المصادر إلى أن ظهور هاتين الحالتين يفرض إجراءات صحية استثنائية لحماية البلاد من التحوّر الجديد، مشيرة إلى أن الفرق الصحية على قدر كبير من الجهوزية والاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي مستجدات. رصد الحالتين وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة د.عبدالله السند أمس أن الحالتين لمواطنتين قادمتين من المملكة المتحدة، وتبيّنت إصابتهما بالتحوّر الجديد لفيروس كورونا (B 1. 1. 7 (20I.501Y.V. وأشار السند إلى أن ذلك جاء تزامناً مع الإعلان عن ظهور أنماط جديدة في بعض دول العالم لفيروس كورونا، وفي إطار تأهّب خطة وزارة الصحة عبر سلسلة من الإجراءات الاحترازية، التي من أبرزها الجهود القائمة للتخطيط الجيني عبر الفرق الفنية المتخصصة. تباين الفحوص وذكر أن نتائج فحوص مسحات الـ PCR للمواطنتين من دولة الإقلاع كانت سليمة، إلا أن فحص الـ PCR الذي أجري في مطار الكويت عند الوصول عبر فرق وزارة الصحة أثبت إصابتهما بالفيروس، مؤكداً أنه جرى تطبيق إجراءات العزل الصحي وفقاً للبروتوكولات المعتمدة وعند إجراء فحص التخطيط الجيني ثبتت إصابتهما بنمط التحور الجيني الأخير للفيروس، وعلى ضوء نتيجة الفحص جرى اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية وكل إجراءات التقصّي الوبائي. التزموا الضوابط وجدَّد السند الدعوة للمواطنين والمقيمين بضرورة المداومة على التزام كل الاشتراطات الصحية التي تتطلبها المرحلة الراهنة من تغطية الأنف والفم وتطهير اليدين باستمرار، والمحافظة على التباعد البدني وحماية فئات ذوي الاختطار؛ كأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، ومَن يعاني ضعفاً في المناعة. وشدّد على ضرورة تجنّب التجمّعات في مختلف المناسبات، مطالباً بضرورة المبادرة إلى التسجيل لطلب موعد مسبق في الموقع الإلكتروني المخصص لتلقّي لقاح «كوفيد ــــ 19». محمد أبل طبيب الأمراض الفيروسية محمد أبل: انتشار السلالة الجديدة أسرع بنسبة 55% من النوع الأصلي قال الطبيب المختص بالأمراض الفيروسية الإكلينكية في مستشفى مبارك د. محمد أبل، إنه لا يوجد ما يسمى بـ «كوفيد - 20»، موضحاً أن «سارس - كوف -2» هو الاسم المختصر لفيروس كورونا للمتلازمة التنفسية الحادة، وهو الفيروس المسبب للوباء الحالي «كوفيد - 19». وأضاف أبل في تصريح لـ القبس أن السلالة الجديدة من الفيروس والتي ظهرت في بريطانيا مؤخراً ورصدت منها حالتان لمواطنتين قادمتين من المملكة المتحدة سُمِّيت «VUI–202012/‏‏‏01» أو B.1.1.7 V1، لافتاً إلى أن نسبة انتشاره أسرع بنسبة تصل إلى %50-55 مقارنة بالنوع الأصلي. ودعا الموطنين والمقيمين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات الصحية والتباعد الاجتماعي والابتعاد عن التجمعات، منوهاً بأن الفيروس الأصلي يصيب جميع الفئات العمرية من الأطفال وكبار السن ولكن لوحظ أن إصابة الأطفال بالتحور الجديد أكثر من كوفيد 19. وحذر أبل من سرعة انتشار التحور الجديد ما قد يؤدي إلى زيادة حالات الإصابة وإلى زيادة دخول الحالات للمستشفيات، خصوصاً من ذوي فئات الاختطار، وهو ما قد يتسبب في إرهاق النظام الصحي في الدولة. «لتتناسب مع التحورات الجديدة للفيروس» مصدر طبي: يجب التوصل إلى لقاحات متكررة في المستقبل أوضح مصدر طبي مسؤول أن «كوفيد 19» هو المرض وليس الفيروس، كما ان الفيروس يطلق عليه SARS-CoV2، وهو الذي يسبب «كوفيد 19». وذكر المصدر في تصريح لـ القبس أن نسبة الوفيات في SARS-CoV2 تصل الى %0.6 في الكويت، أي من كل ألف شخص يتوفى 6 أفراد، أما في بريطانيا فإن نسبة الوفيات تصل إلى %7، فيما تصل الى %10 في بلجيكا. وفيما يتعلق بسرعة انتشار الفيروس R0، قال المصدر ان نسبة الاصابة بـ «كوفيد -19» تصل الى 2.5، أي كل اثنين يتسببان في عدوى 5 أفراد، اما الفيروس المتحور الجديد فإن R0 يساوي 5، أي أن كل شخصين يصيبان 10 أشخاص بالعدوى. وبين المصدر ان الفيروس المتحور الجديد ليس شرسا، لكنه سريع الانتشار وتصل نسبة العدوى فيه إلى %50 أكثر من الأصلي، لافتا الى عدم اختلاف الأعراض بين كوفيد 19 والفيروس المتحور. واضاف المصدر «نحن في سباق بين التحورات واللقاحات، وهناك دراسة تفيد بأن التحورات الجديدة لا تتماشى مع اللقاح، وقد لا تكون اللقاحات فعالة في المستقبل، لذلك لا بد من عمل لقاحات متكررة». السعيد: «فايزر» يحمي من السلالة الجديدة استشهد عضو لجنة اللقاحات في وزارة الصحة د.خالد السعيد بالدراسات التي تشير إلى أن المصاب بفيروس كورونا‬، وتلقى اللقاح لا خطر عليه، كما أن نسبة الحماية من اللقاح %100 لكبار السن. وأوضح السعيد أن لقاح «فايزر» المتداول في الكويت يحمي من سلالة «كورونا» الجديدة، كما أن أعراض اللقاح الجانبية تختلف من شخص إلى شخص، مشيرا إلى ضرورة عدم التهاون فيما يتعلق بتطبيق الاشتراطات حتى لا تحدث موجة ثانية من «كورونا». خالد الحساوي مدير مستشفى الأمراض السارية سابقاً خالد الحساوي: الإسراع في تطعيم المواطنين والمقيمين ضرورة ملحة أكد مدير مستشفى الأمراض السارية سابقا د. خالد الحساوي ضرورة تشديد الاجراءات الصحية من قبل وزارة الصحة أكثر من السابق، داعياً إلى وقف الرحلات القادمة من الدول الموبوءة بـ كوفيد 20، فضلا عن تشديد الرقابة بفحص pcr وخاصة في الدول الضعيفة الامكانات. وشدد الحساوي لـ القبس على ضرورة الإسراع في تطعيم المواطنين والمقيمين باللقاحات المتوافرة، محذرا من أن «أي تأخير في التطعيم، قد يضر بالصحة العامة للشعب». وقال ان كوفيد 19وكوفيد 20 يحتويان على RNA، أي الحمض النووي الريبي ولديهما spikes (نتوءات ومسامير) خارجية، مضيفا «وعمليا صار الفيروس اكثر انتشارا بين البشر وفي الأعمار الصغيرة من الأطفال والشباب وأصبح أكثر عنفا». وزاد بالقول: حصل هذا التطور في كوفيد 19 إلى كوفيد 20 في بريطانيا وجنوب افريقيا، وبعدها فرضت بريطانيا الاغلاق في المطارات والاغلاق الجزئي ثم الكلي، ثم اغلقت كثير من الدول مطاراتها للطائرات من بريطانيا. وذكر الحساوي أنه لوحظ التهاون في لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي في الدواوين والشاليهات والمزارع وحتى لاحظنا اجتماعات أعضاء مجلس الأمة كتفا بكتف ولم يلبسوا كمامات ولا التزام بالتباعد وهم الذين يمثلون الشعب ويضعون القوانين، لافتا الى عدم مبادرة أي نائب بإصدار قانون يحمي الشعب من هذا