الخميس 17 يناير 2019

رؤية 2035 وإقليم الحرير... حلمٌ أم حقيقة؟

رؤية 2035 وإقليم الحرير... حلمٌ أم حقيقة؟

رؤية 2035 وإقليم الحرير... حلمٌ أم حقيقة؟

وسط حضور من النخب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الكويت، احتضن تجمع دواوين الكويت في ديوان الغنام في ضاحية عبدالله السالم أعضاء مجلس أمناء إقليم الحرير، لعرض رؤية «الكويت 2035»، والمتعلقة منها بتطوير الجزر والمنطقة الشمالية، والإجابة عن تساؤلين هما: ما هي فلسفة الرؤية؟ وهل إقليم الحرير حلم أم حقيقة آتية؟ وقالت عضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية عضو مجلس أمناء مدينة الحرير سارة أكبر، إن اللقاء هو الرقم 40 مع جميع فئات المجتمع، سواء كان مع الجهات الرسمية أو الدواوين، بهدف خلق تواصل مع جميع فئات المجتمع لشرح الرؤية للجميع، فالخطة موجودة وقادرة على تحقيق طموح وتطلعات المجتمع، ومن المتوقع أن تغير مكانة الكويت إقليميا ودوليا، مشيرة إلى أن مشروع مدينة الحرير جزء رئيسي من رؤية (كويت 2035). وأضافت أن «النفط لن ينتهي، ولكن ستتوجه الصناعات إلى منتجات أخرى بديلة، فيفقد قيمته التشغيلية، وبالتالي نحن أمام مشكلة حقيقية، ليس لها حل سوى رؤية الكويت، وهي التي أقرتها الحكومة، وتبدأ من إدارة حكومية فاعلة يكمن دورها في التنظيم والإشراف فقط، ولذا يجب خلق قطاع قادر على إدارة المشاريع في البلد». ورأت أن المدينة هي «تطوير منطقة دولية تابعة لسيادة الدولة، تكون مستقلة في كل شؤونها وتشريعاتها وماليتها، وتدار من قبل هيئة أمناء مستقلة، وتعتبر ممرا دوليا استراتيجيا للمنطقة، فهي مدينة نموذجية في خمس جزر مثل فيلكا وغيرها، إضافة إلى الشريط الساحلي، كمعبر دولي وتجاري وسياحي ومالي، يعتمد في بنائه على رؤوس الأموال الخاصة، حتى تصبح مورداً أساسياً للاقتصاد، ومكملة ومرتبطة بالمناطق الحرة الرئيسية وطريق الحرير». وأكدت أن هذه المنطقة الجديدة «لدينا جميع مقوماتها كالعلاقات التجارية والاستثمارية والديبلوماسية، التي رسخها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد». وقالت أكبر إن المنطقة الجديدة ذات أهمية للدول المحيطة، باعتبارها بوابة وسوقاً لأكثر من 150 مليون شخص يعيشون في هذه الدول، مبينة أنها ستكون بوابة استثمارية، خصوصاً مع انطلاق عمليات إعادة الإعمار التي ستشمل عدداً من دول الجوار لاحقاً، مثل العراق وسورية. وأشارت إلى أن «اللجنة المشرفة على تنفيذ الرؤية لن تغير من واقع جزيرة فيلكا، كونها منطقة أثرية، ولهذا لن تُزال هذه الآثار بل سيتم الاهتمام بها واكتشاف الجديد منها». وأكدت أن المنطقة تحتاج لقانون مستقل ينظم عملها، يختلف في جوهره عن بقية قوانين الدولة، وهذا يعد كخطوة أولى لأن الدورة المستندية طويلة ومعقدة، فالقانون هو الخطوة الاولى، وهو ما اصبح جاهزاً. من جانبه، قال عضو المجلس الاستشاري للدعم الإعلامي لرؤية 2035 الدكتور ناصر المجيبل، ان الشائع لدى الجميع كيفية بناء كل شيء، الا ان كيفية بناء دولة هو ما يجب أن يتعلمه الجميع، فالهجرة الأولى أقدم عليها الكويتيون بسبب نقص الغذاء، وكانت الهجرة الثانية بسبب عدم الاستقرار حتى استقر بهم الحال في الكويت، ومن هاتين الهجرتين تعلم الكويتيون أن بناء الدولة يعتمد على الاستقرار السياسي والاقتصادي، لكن الخلل كان بعد اكتشاف النفط، حين تراخى الناس عن الهمة والنشاط. وتابع المجيبل «كانت أعمال الكويتيين متعددة كالغوص والتجارة والعمل الحر، ولم يكن هناك أعمال في القطاع الحكومي لأن القطاع الخاص كان فاعلاً وقادراً على تلمس حاجات الناس، وبعد تجارة اللؤلؤ تغيرت الحياة، وتم اكتشاف النفط الذي لن يستمر في مثل أسعاره الحالية بعد 20 سنة». وقال إن «عدد السكان في الكويت بلغ ما يقارب مليون ونصف المليون نسمة، يعيشون حياة منعمة بسبب 50 ألف شخص يعملون في قطاع النفط، وهنا الخطر إن تغيرت أسعار النفط، وأصبحنا من دون مصادر أخرى». وبين أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى ابتكار مصادر أخرى غير النفط، لأننا نعيش في محيط لديه العديد من المصادر المهمة كمنطقة البصرة التي تنتج أضعاف ما تنتجه الكويت من النفط. وأكد أن «الدولة اليوم تقوم ببناء المستشفيات والطرق والمشاريع ... وهو ما ينهك الدولة ويحملها أعباء كل شيء». وأشار إلى التشويه السائد عند المواطن عن القطاع الخاص، حتى أصبح عالة على الحكومة، وبالتالي تشوهت صورته واتهم البعض من القطاع الخاص بالفساد. وبين أن «هناك فرقاً كبيراً بين العدالة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، لأن العدالة هي أن تعطي المستحق فقط في حين الرعاية هي التي تشمل الجميع، وهنا تكمن المشكلة في تقديم الدعم لمجتمع يبلغ فيه عدد الوافدين أكثر من 70 في المئة». وقال إن «الكويت دولة استثنائية واليوم أصبحت بحاجة لعمل استثنائي لكي تعود إلى مكانتها السابقة، ويعود القطاع الخاص إلى مكانته السابقة، ويبقى الدور الحكومي على دعم المشاريع حتى تعود الكويت دولة استثنائية». تقدير إلى العم عبدالعزيز الغنام رحب عريف الندوة حازم النوري بالضيوف، وتوجه بالتقدير إلى العم عبدالعزيز الغنام وإخوانه وأبنائه لاستقبالهم في ديوانهم العامر هذا اللقاء المهم. السنعوسي: فيلم من أفلام هوليوود قال وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي «انا أكثر واحد محبط من الواقع ومن الاستمرار في نفس النهج، والكل يتساءل: ما هو عملنا وما دورنا في الرؤية؟». وأضاف أن «هذه الرؤية بمثابة وقائع فيلم من أفلام هوليوود، لأننا نريد انجازاً لا شعارات وكلام فقط، بل نريد أن نعرف ماذا سيتم في جزيرة فيلكا؟ ومتى يبدأ هذا العمل وإلا نبقى نسمع عن الأحلام فقط».

جميع الحقوق محفوظة