الأحد 22 مارس 2020

تتبع المحجورين إلكترونياً... كلمة السر في تطويق «كورونا»

تتبع المحجورين إلكترونياً... كلمة السر في تطويق «كورونا»

تتبع المحجورين إلكترونياً... كلمة السر في تطويق «كورونا»

على الرغم من حالات التفشي الكبيرة لفيروس «كورونا» المستجد في كوريا الجنوبية، فقد استطاعت السلطات الكورية أن تحتوي تصاعد الانتشار إلى حد كبير، خصوصاً في مدينة دايغو، وهي المدينة التي انتشر فيها الفيروس، عبر طريقة اتبعتها، قائمة على التجميع والاستخدام المكثف للبيانات من خلال تطبيقات إلكترونية لاقت رواجاً كبيراً.
وفي هذا الإطار، يصدر مركز كوريا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC» يومياً معلومات تفصيلية عن المرضى المصابين الذين تم اختبارهم، والعلاقات والروابط بينهم، والمناطق التي يعيشون فيها، وتشمل هذه المعلومات معدلات الوفيات، بناء على العمر والجنس، كما تقدم الهيئات الصحية سجلاً تفصيلياً لأماكن تواجد المرضى قبل تأكيد الإصابة بالفيروس، ولكن دون إعطاء أسماء المرضى، باستخدام أرقام «كودية» لهم، وتم إخبار الناس بأن هذه المعلومات الشخصية تم تحصيلها ونشرها، ولم يكن لهم خيار آخر.
ومن خلال المعلومات حول زيارة الأشخاص لأماكن، مثل أماكن الجنازات والمطاعم والمخابر، يمكن تتبع المصابين بالعدوى، وعمل أكواد لونية لهم، مع بيان موعد التواجد، حتى تسمح للناس الآخرين بتجنب الذهاب لتلك الأماكن، وتفعيل ما يطلق عليه اسم «التباعد الاجتماعي» أو البقاء بعيداً عن التجمعات الضخمة أو الزحام، وبالتالي، فهي طريقة أكثر تركيزاً لمواجهة الوباء، بدلاً من العيش في حالة عامة من جنون الارتياب أو البارانويا، كما أنها أكثر تحديداً للأهداف من إغلاق مدن بأكملها.
واستطاع مطورو تطبيقات البيانات العامة في كوريا الجنوبية، أن يستخدموا التكنولوجيا، لتحذير المستخدمين ما إذا كان هناك شخص مصاب في حدود 100 متر. فكلما كان لدينا معلومات أكثر، زادت قدرتنا على التعامل مع انتشار المرض، ولذا فإن كم المعلومات الهائلة والمتنامية مكنت السلطات الكورية من احتواء المرض بسرعة ومواكبة انتشاره السريع، وقد ساعد علمها بأن الحالات مركزة في دايغو على تكثيف الاختبارات هناك، لكن استخدام البيانات بفعالية لم يكن مهمة سهلة.
أما الوضع في أوروبا فكان مختلفاً عن التجربة الكورية، فعلى الرغم من رغبة الحكومات في القارة العجوز من الاستخدام الكامل لكافة المعلومات المتاحة، فإن قوانين حماية الخصوصية الجديدة تقف عقبة في طريقهم. ومع ذلك تدرك كوريا الجنوبية المخاطر التي تهدد حماية الخصوصية، حيث يوجد بها قوانين لحماية المعلومات عن الأطفال، وكذلك المعلومات الشخصية، ولكن وجود عين مراقبة ساهرة باسم الصحة العامة قد ساعد في وقت الأزمة. ومن دون استخدام المعلومات كذخيرة، لا يكون من الواضح كيفية احتواء تفشي هذا المرض بفعالية من دون إغلاق أجزاء كبيرة من الدولة، ومن منا لا يريد أن يعرف ما إذا كان شخص مصاب بفيروس كورونا جالساً بجانبه أم لا في مقهى أو متجر أو سوق؟
ووفقاً لتقارير إعلامية أميركية، فإن «كوريا الجنوبية استطاعت تتبع الأشخاص ذوي الإصابات المؤكدة بالفيروس بتقنية (GPS) وتم توفير خريطة مباشرة لمواقعهم (دون وجود أسمائهم) للجميع حتى يتجنبوهم، وربما يبدو هذا الأمر اقتحاماً للخصوصية، ولكنه بالتأكيد أفضل من نشر الطائرات المسيرة لقياس درجة حرارة الناس»، مشيرة إلى أن «كوريا الجنوبية قامت بتنفيذ نظام فحص ثلاثي الخطوات في مطار إنشون الدولي، لإيقاف تصدير الفيروس خارج حدودها، حيث اتبعت إجراءات وتدابير فحص أكثر صرامة للمسافرين المتجهين للولايات المتحدة، فسيئول تريد أن تعطي الدول الأخرى ثقة بأنهم يمكنهم الاستمرار في التعامل التجاري وقبول كوريا الجنوبية».
وبينما لا يوجد عجز في أدوات الفحص في كوريا الجنوبية، حيث حصلت أربع شركات على اعتماد تصنيعها، وهذا يعني القدرة على فحص 140 ألف عينة فى الأسبوع، لم تشمل الإجراءات الوقائية التي اتبعتها كوريا الجنوبية حتى الآن إغلاق أي مدينة أو طريق، أو تقييد للحركة حيث كان المبدأ هو التتبع والفحص والعلاج.

لا تكن كالحالة رقم 31!

ما زالت الحالة رقم 31 التي أصيبت في كوريا الجنوبية، وهي لامرأة، تشكل خوفاً كبيراً من تكرار نفس السيناريو الذي مرت به، سواء في الكويت أو غيرها من دول العالم.
وبدأت قصة تلك المرأة عند تعرضها لحادث سيارة صغير في مدينة دايغو، التي يزيد عدد سكانها على مليوني شخص، ذهبت على أثره إلى المستشفى للاطمئنان، وهناك عرض الأطباء عليها إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا نتيجة ارتفاع حرارتها، إلا أنها أصرت على مغادرة المستشفى، لتعود لممارسة حياتها الطبيعية، حيث حضرت طقسين دينيين بكنيسة شينتشيونجي بالمدينة، بحضور أعداد كبيرة من الناس، وذهبت لتناول الغداء في بوفيه أحد الفنادق بالفترة ذاتها.
وبعد أيام، استسلمت المرأة للأعراض، وخضعت لفحص الكشف عن فيروس كورونا ما أكد إصابتها، وفي الأيام التي تلت ذلك، تم تشخيص مئات الحالات في الكنيسة بفيروس كورونا، والتي مثلت 80 في المئة من الحالات في البلد بأكمله.
وحصلت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في كوريا الجنوبية، على قائمة تضم 9300 شخص، حضروا الطقسين دينيين بكنيسة شينتشيونجي، حيث شكا نحو 1200 منهم من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وأكدت مئات الحالات، ولا تزال السلطات الكورية تحقق في كيفية إصابة المصابة رقم 31 بالفيروس، التي لا تملك سجلاً حديثاً بالسفر إلى الخارج، وليس لديها اتصال سابق معروف بحالات مؤكدة أخرى.

هل يستخدم السوار الإلكتروني  على المحجورين منزلياً في الكويت؟

فيما لجأت السلطات في هونغ كونغ إلى استخدام الأساور الإلكترونية لمراقبة الأفراد الذين يخضعون للحجر الصحي الإلزامي، في محاولة للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد، ارتفعت أصوات كويتية تطالب بتجربة مشابهة لما أقدمت عليه سلطات هونغ كونغ.
ووفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن إن»، فإن هذه الأساور وتطبيق الهواتف الذكية المصاحب، سيقومان بإعلام المسؤولين، في حال انتهك المسافرون الحجر الصحي، حيث ستقوم فرقة مختصة بمتابعة تحركات الخاضعين للحجر أثناء بقائهم في المنزل.

جميع الحقوق محفوظة