الاثنين 09 يوليو 2018

النظام السوري ينتهك الاتفاق.. ويحاصر درعا البلد

النظام السوري ينتهك الاتفاق.. ويحاصر درعا البلد

النظام السوري ينتهك الاتفاق.. ويحاصر درعا البلد

حاصرت قوات النظام السوري، أمس، درعا البلد (القسم الواقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا)، بعد سيطرتها على القاعدة الصاروخية الجوية في الجنوب الغربي، قبل إجلاء رسمي لمسلحي المعارضة، وهو ما يخالف اتفاقا توسطت فيه روسيا، قضى بوقف شامل للنار في محافظة درعا، وإخراج مقاتلي المعارضة الرافضين للاتفاق إلى إدلب. وقال الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» الملقب بأبي شيماء إن قوات النظام والميليشيات الرديفة لها خرقت اتفاق وقف النار بسيطرتها على بلدة أم المياذن في الريف الشرقي وقتلها طفلا وامرأة، موضحا أن هناك مقاتلين كانوا يرغبون في الذهاب إلى إدلب، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض بعد حصار قوات النظام لدرعا البلد. وأشار أبو شيماء إلى اجتماع عقد، الأحد، وأن وسيطا لقوات النظام رفض فيه بوضوح طلبهم المغادرة، مبينا أن الاتفاق لا يسمح لقوات النظام بدخول معاقل المعارضة في درعا البلد، ويسمح بتشكيل قوات محلية من المقاتلين السابقين تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية. ووصلت حافلات، أمس، إلى الملعب البلدي في درعا المحطة، التي تسيطر عليها قوات النظام، لنقل مقاتلي المعارضة إلى الشمال، إلا أن سيطرة قوات النظام على أم المياذن وقصفها الذي قتل امرأة وطفلا خرق الاتفاق، فأعلن مقاتلو المعارضة رفضهم الخروج من درعا البلد، وعادت الحافلات إلى دمشق من دون أن تقلّهم. غياب الثقة وأكمل أبو شيماء أن هناك الكثير من المخاوف، وأنهم لا يثقون في الروس ولا في النظام، موضحا أن المعارضين الباقين في مدينة درعا ما زالوا متحصّنين في مواقعهم على جبهة القتال. وقال مفاوض آخر للمعارضة يدعى أبو جهاد إنهم سيعملون مع الروس على تشكيل قوة محلية من السكان لمنع دخول قوات النظام إلى مدينة درعا، بضمانات روسية. ودخلت قوات النظام إلى القاعدة الجوية من جهة الحدود الأردنية، بعد فشلها خلال الأيام الأخيرة في اقتحام القاعدة من جهة مدينة درعا، حيث تصدت المعارضة لها. وانتشرت قوات النظام بعد وصولها إلى القاعدة على كامل الشريط الحدودي مع الأردن، وصولاً إلى منطقة خراب الشحم جنوبي مدينة درعا، لتقطع بذلك الطريق بين ريفَي المحافظة الشرقي والغربي وتطوق مناطق المعارضة في درعا البلد. وبذلك تكون قوات النظام وصلت إلى خط التماس مع تنظيم داعش في منطقة حوض اليرموك، على الحدود الأردنية. وأفادت مصادر في المعارضة بأن الجانب الروسي لم يلتزم بنود الاتفاق، حيث سمح بدخول قوات النظام إلى بلدات حدودية، في حين كان الاتفاق ينص على دخول الشرطة العسكرية الروسية كخطوة أولى، مردفة أن روسيا تماطل في إخراج من لا يرغبون بالبقاء في المنطقة من المعارضين المسلحين والمدنيين. موقف أردني وتعليقاً على انتهاك النظام للاتفاق الذي وقّع بوساطة أردنية، شدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على «ضرورة تنفيذ جميع بنود اتفاقيات المصالحة التي تمت بضمانات روسية في الجنوب السوري لضمان استقرار المنطقة وأمنها»، مردفاً أن «الأردن يظل منخرطاً مع جميع الأطراف في سوريا للعمل على ذلك». من جهتها، ذكرت دائرة الإعلام الحربي المركزي السوري أن «قوات الجيش منتشرة على طول الحدود السورية – الأردنية، انطلاقا من معبر نصیب باتجاه الغرب، وبسطت سيطرتها على 27 نقطة من المخافر الحدودية مع الأردن ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، كما قامت قوات للجيش بتمشيط الشريط الحدودي الممتد جنوب حي درعا البلد باتجاه مركز حدود الرمثا الأردنية، حتى التقت بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية». من جانبه، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا أنه نتيجة نجاح المفاوضات التي يرعاها الجانب الروسي بين دمشق وفصائل المعارضة، ارتفع عدد البلدات المنضمة للهدنة جنوبي سوريا إلى 90، موضحا أن 75 بلدة التحقت بالمصالحة في محافظة درعا، و15 في محافظة السويداء. إلى ذلك، هددت إسرائيل «برد عنيف» على أي محاولة انتشار لقوات النظام في منطقة حدودية منزوعة السلاح في هضبة الجولان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمام نواب حزبه: «سنلتزم تماماً من جانبنا اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وسنصر على التزام حذافيرها، وأي انتهاك سيقابل برد عنيف من قبل دولة إسرائيل». (رويترز، أ ف ب، الأناضول)

جميع الحقوق محفوظة