الأحد 13 سبتمبر 2020

الموجة الثانية تفشيات محلية شديدة.. ليست كالإنفلونزا الأسبانية

الموجة الثانية تفشيات محلية شديدة.. ليست كالإنفلونزا الأسبانية

الموجة الثانية تفشيات محلية شديدة.. ليست كالإنفلونزا الأسبانية

الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بـ«كورونا» المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية في العالم ينذر بموجة انتشار ثانية، وسط استعداد الحكومات لاتخاذ تدابير جديدة للحد من انتشار الفيروس، قد تكون أكثر قساوة، وتنديد منظمة الصحة العالمية بـ«نقص التضامن»، طالبة بتشكيل «قيادة عالمية لهزم الفيروس».

هيئة الخدمات الصحية البريطانية قالت إن «الإصابات تتضاعف كل سبعة أيام تقريباً، بحسب ما كشفت دراسة «رياكت – 1»، ما أدى إلى حالة من التوتر لدى الإدارات الصحية المعنية». وقال ستيفن رايلي أستاذ ديناميكيات الأمراض المعدية في «إمبريال كوليدج» في لندن وأحد مؤلفي الدراسة: «انتشار الفيروس بين السكان آخذ في الازدياد. لقد

وجدنا دليلاً على اتساع رقعته في نهاية أغسطس وبداية سبتمبر». ووجدت الدراسة أن ما يقرب من ثلثي من ثبتت إصابتهم لم تظهر عليهم أي أعراض، سواء في وقت أخذ المسحة أو في الأيام السبعة السابقة عليها، لكن الفريق لاحظ أنهم لم يبحثوا في كيفية انتقال العدوى. بدورها تتجه فرنسا إلى إعلان «قرارات صعبة» لمواجهة وضع وصف بأنه «مقلق جداً».

سيناريو 1918 مستبعد

في سياق متصل، نشرت صحيفة «صنداي تليغراف» تقريراً للصحافي مارك هونيغزبام، رأى فيه أن الموجة الثانية التي يشهدها العالم حالياً لا تشبه ما شهده العالم عام 1918 إبان تفشي وباء الإنفلونزا الأسبانية، لأن الموجة الثانية تشبه بشكل أكبر تفشيات محلية شديدة.

يقول الصحافي إن رئيس الوزراء البريطاني السابق لويد جورج أصيب بالانفلونزا الأسبانية عام 1918 ضمن المصابين في الموجة الثانية التي حصد أرواح الملايين، وأن لندن بمفردها شهدت 12 ألف حالة وفاة في الموجة الثانية للانفلونزا الأسبانية التي حلت في شتاء 1918 بما يعادل 10 أضعاف وفيات الموجة الأولى التي ضربت في صيف العام نفسه.

ويوضح مارك أن العالم شهد وفاة أكثر من 40 مليون إنسان خلال وباء الانفلونزا الأسبانية، أغلبيتهم سقطوا خلال «الأشهر السود» بين أكتوبر عام 1918 ويناير عام 1919، وهي الأشهر التي شهدت موجة التفشي الثانية على مستوى العالم، مقارناً ذلك بالتفشيات المحلية التي تشهدها مناطق عدة حاليا بينها مقاطعات شمالي بريطانيا.

ويضيف: «يجب أن نتساءل هل نشهد حالياً نمطاً متوقعاً للموجة الثانية من وباء كورونا، وهل تكون أكثر فتكاً من الموجة الأولى كما كانت الموجة الثانية للإنفلونزا الأسبانية؟ حسنا، طبقا لرأي الدكتور دافيد نابارو المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة كورونا، فالإجابة على الشق الأول من السؤال هي نعم».

ويشير مارك إلى أن بريطانيا حالياً تشهد إصابات جديدة كل يوم تتخطى الثلاثة آلاف إصابة، وهو معدل مقارب لما كان يحدث في الموجة الأولى، ورغم ذلك لم يرتفع معدل الوفيات بعد إلى المستوى نفسه، بسبب أن أغلبية الإصابات الجديدة تقع بين الشباب، بينما في نيويورك التي شهدت أغلبية حالات الوفاة في الولايات المتحدة في الموجة الأولى لم تشهد بعد تصاعداً جديداً في عدد حالات الإصابة. لكن الأمر لا ينطبق على مناطق أخرى مثل ولايات ميسوري وكاليفورنيا وتكساس وفيرجينيا. ويخلص مارك إلى أن مقارنة نمط التفشي بين وباءي «كورونا» والإنفلونزا الأسبانية ربما يقودنا إلى نتائج خادعة، لأنه في الغالب ما يحدث حالياً يشير إلى أننا لن نشهد تفشياً ثانياً عاماً على مستوى العالم، لكن مجموعة تفشيات محلية أو إقليمية. في سياق آخر، قررت السعودية رفع القيود بشكل كامل على مغادرة المواطنين للمملكة والعودة إليها بعد تاريخ 1 يناير 2021 حرصا على سلامة المواطنين وصحتهم، وألا يواجهوا أثناء وجودهم في خارج المملكة صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

  •  

جميع الحقوق محفوظة