السبت 24 أغسطس 2019

الأتراك في المعرَّة.. والنظام يحشد قربها

الأتراك في المعرَّة.. والنظام يحشد قربها

الأتراك في المعرَّة.. والنظام يحشد قربها

بعد أيام من دخول بلدة خان شيخون، وسيطرته بالكامل على مدن وبلدات ريف حماة الشمالي، بدأ النظام السوري بتحشيد قواته والقوات الموالية له على محور التمانعة ــــ ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب ــــ وسط ترقّب لشن حملة عسكرية برية على قرى ريف معرة النعمان الشرقي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار إلى أن «طائرات النظام وروسيا غابت عن أجواء مناطق خفض التصعيد منذ منتصف ليل الجمعة، ليعود ويستأنف الضربات امس، وينفّذ نحو 21 غارة، استهدفت بلدة التمانعة ومحيطها، وكفر سجنة، ملقياً ما لا يقل عن 22 برميلا متفجّراً».

وفي سياق متصل، دخل وفد عسكري تركي إلى محافظة إدلب، لتفقُّد الرتل العسكري في محيط معرة النعمان ــــ جنوبي المحافظة ــــ بعد أيام على منع الرتل من الوصول إلى خان شيخون.

وأفادت التقارير بأن وفدًا من الضباط الأتراك وصل إلى بلدة معرحطاط بمحيط معرة النعمان، وهو مؤلف من عدد من السيارات المدنية الحكومية والآليات العسكرية التابعة للجيش التركي.

ونشرت شبكة «المحرر» التابعة لفصيل «فيلق الشام» صورًا للوفد العسكري أثناء دخوله إلى بلدة معرحطاط.

وشهدت الساحة السورية تطوّرات سياسية على ضوء تصعيد النظام وحلفائه؛ إذ أجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفيا مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، معتبراً أن الهجمات على إدلب تضر بمساعي الحل، وتشكّل تهديداً حقيقياً للأمن القومي التركي.

وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس، رجب طيب أردوغان، سيزور روسيا الثلاثاء لمدة يوم واحد للقاء الرئيس بوتين. وزيارة أردوغان تشابه سيناريو 2018 عندما حشد النظام السوري، بدعم روسي عسكري وإعلامي، على أطراف إدلب، التي تعتبر آخر معاقل المعارضة، بهدف السيطرة عليها. وعقب ذلك، زار أردوغان روسيا في 17 سبتمبر 2018، واتفق مع بوتين، ضمن ما يعرف بـ «اتفاق سوتشي»، على إقامة منطقة منزوعة السلاح. ومن المتوقّع أن تسفر زيارة أردوغان الجديدة إلى روسيا عن التوصل إلى اتفاق جديد حول المنطقة، في ظل تأكيد تركي بعدم سحب نقاط المراقبة التركية، وإيقاف هجمات النظام، خوفاً من موجة نزوج واسعة باتجاهها.

وكان بوتين اجرى ايضا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لمناقشة الوضع في سوريا.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن أنقرة لا تنوي سحب نقطة المراقبة التاسعة (مورك) إلى مكان آخر، في وقت هددت المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري، بثينة شعبان، بإزالة نقطة المراقبة التركية في مدينة مورك بريف حماة الشمالي. وقالت في مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية: إن النقطة التركية في مورك محاصرة، وسيتمكّن جيش النظام من إزالتها وإزالة الإرهابيين، على حد وصفها.

واعتبرت شعبان أن تركيا حوّلت نقاط المراقبة إلى مواقع لنقل الأسلحة إلى ارهابيين، كما وصفتها بنقاط احتلال.

وفي المقابل، نشر الصحافي الروسي، أوليغ بلوخين، صورا لنقطة المراقبة التركية في مورك، تظهر تحصينات كبيرة من جميع الجهات. وعلق الصحافي، المرافق لقوات النظام، قائلاً إن «التحصينات مكلّفة جدًّا، ما يدل على أن تركيا خططت للبقاء في المنطقة لفترة طويلة». وأشار إلى أنه بشكل عام، فإن «الجنود الأتراك في النقطة هادئون من دون ظهور أو تنمّر»، وفق تعبيره.

وتظهر الصور رفع العلم التركي ــــ فوق نقطة المراقبة ــــ إلى جانب جدران أسمنتية محصّنة بشكل كبير على تلة مرتفعة في المنطقة.

انفجار بسيارة

إلى ذلك، قُتل وأصيب عدد من الأشخاص جرّاء تفجير سيارة مفخخة، استهدفت حي القصور، وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة «حكومة الإنقاذ». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، في ظل انتشار أمني من القوى الأمنية والدفاع المدني لتفقّد المكان وإسعاف الجرحى.

«قسد» والأسد

في شأن منفصل، دعت «قوات سوريا الديموقراطية» ـــ قسد ـــ النظام السوري إلى التفاوض معها، في ظل التغييرات التي يشهدها شمال شرقي سوريا. وخلال الاجتماع السنوي لقادة التشكيلات العسكرية المنضوية في «قسد» بمدينة الحسكة، قال القائد العام لـ «قسد»، مظلوم عبدي: إن على النظام السوري التفاوض مع كُرد سوريا، وترجيح الحل السياسي، في ظل «التهديدات التركية» شمالي سوريا. وطالب عبدي النظام السوري بالاعتراف بـ «الإدارة الذاتية» (الكردية) والاعتراف بحقوق الشعب الكردي «ضمن إطار سوريا»، وفق ما نقلت وكالة «هاوار» عنه. واعتبر عبدي أن «الهجمات» التركية على سوريا «تُعكّر» جهود القوات الكردية وقوات التحالف الدولي لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.

إلى ذلك، تعرّض مستشار العلاقات الدولية والدبلوماسية، في وزارة الخارجية السورية محمد عرسان الخلف، لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين بريف درعا، ما أدى إلى إصابته بشكل بليغ. والخلف مقرّب من «حزب الله»، وتكررت زياراته للحزب ومشاركته في مناسبات رسمية. وتتكرر العمليات الأمنية، التي تطول قوات النظام السوري في محافظة درعا، مع تزايد حالات إطلاق النار تجاه المقرّات والدوريات من قبل مجهولين. (وكالات)

  •  

جميع الحقوق محفوظة