الثلاثاء 14 مايو 2019

إيران تحرّك أذرعها.. إرهاب الحوثي أولاً

إيران تحرّك أذرعها.. إرهاب الحوثي أولاً

إيران تحرّك أذرعها.. إرهاب الحوثي أولاً

في حين لم تهدأ بعد تداعيات تعرّض 4 سفن لعمليات تخريب في المياه الاقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة الأحد، توتّر الوضع في الخليج مجدداً امس، مع استهداف عدد من منشآت السعودية الحيوية في هجوم جوي. واذا كان «الاعتداء» الاول لم يتبنّه أحد، فإن جماعة الحوثي التابعة لإيران أعلنت صباح أمس تنفيذها هجمات بطائرات مسيرة على المنشآت السعودية. وصرح المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية، أمس، بأنه جرى استهداف محدود لمحطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة «أرامكو» بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض بهجوم إرهابي. من جهته، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، خالد بن عبدالعزيز الفالح، ان محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، تعرضتا لهجوم من طائرات درون من دون طيار مفخخة. وأضاف «نجم عن ذلك حريق في المحطة رقم 8، تمت السيطرة عليه، بعد أن خلف أضرارا محدودة». وتابع «وقد قامت أرامكو السعودية بإيقاف الضخ في خط الأنابيب، حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي». وأكد الفالح أن «المملكة تشجب هذا الهجوم الجبان، وأن هذا العمل الإرهابي والتخريبي، وتلك التي وقعت مؤخرًا، في الخليج العربي ضد منشآت حيوية لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكل الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران». وشدد على أن استهداف خط الأنابيب يهدف للإخلال بإمدادات النفط العالمية. كما أكد الفالح استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات من دون انقطاع. مرحلة سخونة هذه التطورات المتسارعة في الخليج، تنذر بما لا تحمد عقباه، وبمرحلة «سخونة» ستدخل فيها المنطقة. فإيران على ما يبدو، قررت إقران تهديداتها بالأفعال، والبدء بالتحرك في المياه الإقليمية التي لطالما توعّدت باستخدمها، للرد على التدابير الأميركية الآخذة بتشديد الخناق حولها. وقد ظهرت تباشير توجّهها هذا، في حادثة تخريب السفن، وإن نفضت يديها منها لكن مسؤولين اميركيين رجحوا وقوف طهران وراء العمليات التخريبية. وجاء ضربُ الحوثيين، المدعومين منها مالا وسلاحا وخبراء، أهدافاً سعودية امس ليؤكد التوجه الايراني نحو التصعيد العسكري. ومن غير المستبعد ان تحرك طهران الحشد الشعبي في العراق والجهاد الاسلامي في غزة، وهناك قلق اميركي تم ابلاغه الى قائد الجيش اللبناني من مغبة تحريك حزب الله لجبهة الجنوب. هذا المسار التصعيدي سيواجه بتصعيد مماثل اميركي – خليجي قد يقود المنطقة الى مواجهة غير مسبوقة خاصة أن المبعوث الأميركي الخاص لملف إيران، براين هوك قد قال الإثنين إنّ واشنطن «لن تتجاهل الاعتداءات الإيرانية»، وإنها ستحاسب طهران على الهجمات التي ينفذها وكلاؤها. وقد أطلق الرئيس ترامب أحدث تحذيراته لإيران، الإثنين، حيث قال إنها «ستعاني بشدة» إذا استهدفت المصالح الأميركية. موضحا «سنرى ما سيحدث مع إيران. إذا فعلوا أي شيء، فسيكون ذلك خطأ فادحا جدا». وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان قدّم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة ترامب، تشمل إمكانية إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أميركية بالمنطقة أو سرّعت وتيرة العمل لإنتاج أسلحة نووية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالإدارة الأميركية لم تذكر أسماءهم أن شاناهان قدّم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترامب الأمنيين الخميس الماضي. وأكدت مصادر الصحيفة أن الخطط الأميركية لا تهدف إلى احتلال أراض إيرانية، لأن ذلك يتطلب مزيدا من القوات البرية. وأوضحت نيويورك تايمز أنه جرت مناقشة تفاصيل خطط عدة، وأن الخيار الأقوى «دعا إلى نشر 120 ألف جندي، وهو ما يستغرق أسابيع أو شهوراً لإتمامه». وأشارت الصحيفة إلى أن مراجعة الخطط العسكرية الأميركية بخصوص إيران جاءت بطلب من الصقور في إدارة ترامب، من أمثال مستشار الأمن القومي جون بولتون. وأضافت أن بولتون كان من الحاضرين في اجتماع الخميس، وكذلك مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، ومدير المخابرات الوطنية دان كوتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد. خلاف داخل الإدارة وقالت الصحيفة إنه من غير المؤكد ما إذا كان ترامب، الذي سعى إلى الخروج من أفغانستان وسوريا، سيعود في النهاية ويرسل مزيداً من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط. وبحسب الصحيفة، فإن هناك انقسامات حادة بالإدارة الأميركية حول كيفية الرد على إيران. وتعرف واشنطن انقساماً إزاء التصعيد مع إيران، بين قوى متشددة تقترب من دوائر المحافظين الجدد وترحب بالتوتر في الخليج واحتمالات حدوث مواجهات عسكرية، وبين قوى معتدلة لا تسعى للتصالح مع طهران لكنها لا ترغب في مواجهة عسكرية محتملة لا يعرف أحد تفاصيلها ولا طريقة إنهائها. طلعات ردع وأجرت مقاتلات أميركية الإثنين «طلعات ردع فوق الخليج العربي»، موجهة ضد إيران. وقال المتحدث باسم قيادة القوات المركزية العقيد بيل أوربان، إن طائرات سلاح الجو الأميركي نفذت «طلعات ردع» ضد إيران، لحماية المصالح الأميركية. وأضاف أوربان، خلال تصريح لمراسل الأناضول، أن الطلعات تهدف إلى «ردع العدوان، وإثبات الوجود الأميركي، إضافة إلى الدفاع عن الوجود الأميركي في المنطقة». ولفت إلى أن الطلعات جرى تنفيذها بواسطة مقاتلات F-15 وF-35، التي جرى نشرها للدفاع عن القوات الأميركية ومصالحها. أسبانيا تتوجّس وتسحب سفينتها من مجموعة لينكولن سحبت أسبانيا «بشكل مؤقت»، فرقاطتها المرافقة لمجموعة سفن هجومية أميركية، أرسلتها واشنطن إلى الشرق الأوسط مؤخرًا، إثر التوتّر المتصاعد مع إيران. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزارة الدفاع الأسبانية قولها إن الفرقاطة «ميندز مونيز» التي تقل 215 بحّارًا، لن تعبر مع الأسطول بقيادة حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن»، مضيق هرمز نحو الخليج. ورفضت الوزارة توضيح أسباب قرارها المفاجئ، وفق الوكالة الأميركية. بدورها، ذكرت وكالة EFE الأسبانية، نقلا عن مصادر بوزارة الدفاع، أن الوزيرة روبلس، أصدرت تعليمات بسحب الفرقاطة من مجموعة السفن الهجومية المتجهة إلى الشرق الأوسط. وأوضحت المصادر أنه جرى تعليق مشاركة الفرقاطة الأسبانية في مهمة مجموعة السفن الهجومية، «لفترة مؤقتة». وأضافت ان الفرقاطة الأسبانية ستلتحق بالمجموعة المذكورة، في حال غادرت الأخيرة منطقة الشرق الأوسط. وقالت وسائل إعلام أسبانية، نقلا عن مصادر حكومية: إن مدريد قلقة من إمكانية جرّها إلى صراع غير مرغوب فيه بسبب الأزمة بين واشنطن وطهران. (الأناضول)

 

جميع الحقوق محفوظة