Admin

الأربعاء 13 فبراير 2019

شعارنا العتيد للمستقبل.. «تعالَ لنا باكر»! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

شعارنا العتيد للمستقبل.. «تعالَ لنا باكر»! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

شعارنا العتيد للمستقبل.. «تعالَ لنا باكر»! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

ثلاث كلمات اختصر فيها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتي (لاحظوا.. وزير المستقبل) الطريق لتطوير أعمال حكومته، هادفاً بالطبع إلى تمهيد الطريق لتقدم دولته.. كانت هذه الكلمات التي كررها بإصرار في قمة الحكومات العالمية الأخيرة التي عُقدت في دبي هي: الإبداع والابتكار والخيال.. هذه الاشتراطات هي الأساس، كما بيَّن لمواكبة الحكومة في أعمالها لمتطلبات التطور والتغيُّر المتسارع في عالم التكنولوجيا وما تحققه من تطور في أسلوب تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين. كما أضاف رائد الأعمال فوكس من خلال مداخلته أن على الحكومات اليوم مسؤولية كبيرة لتحفيز الإبداع والابتكار لدى الأجيال الناشئة التي ستتولى مسؤولية العمل والإنجاز وفق متطلبات هذا التطور المتسارع في العالم الرقمي والتكنولوجي. مسؤولية عظيمة وجهد أعظم ذانك اللذان تتحملهما الحكومات التي تدير شؤون حياتنا من المهد إلى اللحد مروراً بمتطلبات الحياة الكريمة من تعليم وصحة وإسكان وخدمات مرافق متعددة وغيرها.. وفي كل محور عرض المحاضرون التطور الواضح والتحول إلى العالم التكنولوجي. تساءلت، وقد زاد تساؤلنا في هذا الزمن: لماذا لا نتكلم مثلهم ككويتيين باللغة المستقبلية نفسها لوطننا؟ ولماذا نعتبر ما حققوه وما يعملون على تحقيقه مجرد أماني وتمنيات لنا؟! لماذا لم نرَ مردوداً حقيقياً لجهودنا كمتخصصين ومهتمين بالإصلاح والتطوير الإداري؟ جاهدنا لتحقيقه واستعنَّا بالخبرات المحلية والعالمية، لكن النتائج التي نحصدها دائماً ما تصيبنا بخيبة الأمل.. فلا إصلاح تحقق ولا تطوير أثمر! إلا من بعض الجزر المعزولة للأداء الجيد (كمراكز خدمة المواطن التابعة لوزارة الداخلية) وغيرها القليل، أما بقية الأجهزة الحكومية فحدِّث ولا حرج! فقد تمسكت بشعارها العتيد «تعالَ لنا باكر!»، وتطور الشعار في بعضها «إلى تعالَ بعد أسبوع».. وشعار «السيستم عطلان» أو «اطبع المعاملة عند الطباع»… مع تغلغل جرعة لا بأس بها من الفساد الذي انحدر -مع الأسف- من قمة بعض الأجهزة حتى قواعدها! وها نحن نحصد النتائج السلبية «كاش» كل يوم في طرقنا المتصحرة وفي شهاداتنا المضروبة، وآخرها في وثيقتنا الوطنية العزيزة التي لم تسلم من التزوير وهي الجنسية! نحن نحزن ونضع دائماً الضوء الكاشف على مواطن الخلل لتنهض أجهزتنا لتصحيحها، ولا ننكر بالطبع الجهود الطيبة لبعض وزرائنا في إصلاح الخلل، لكن الأمر أكبر من أن يُسند الى فرد أو اثنين، والخلل يجب أن يُجَابَه بجدية لفضح رموزه والمستفيدين منه إن أردنا الإصلاح.. ونحن نرى بدايات خجولة لكنها طيبة.. ونأمل أن تزداد لعلَّنا نشترك مع الآخرين في ما يستعرضونه من جهود لمقابلة المستقبل.. والخيرة في شبابنا إن كان لهم موقع يبدعون من خلاله.. نرجو ذلك. والله وليُ التوفيق والسداد. د. موضي عبدالعزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة