Admin

الخميس 09 أغسطس 2018

أصل العقوبات الاقتصادية..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

أصل العقوبات الاقتصادية..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

أصل العقوبات الاقتصادية..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

عندنا في التراث الكويتي مقولة تقول «سالفة تيّر سالفة»، أي ان الحديث يجر المتحدثين ويفتح لهم احاديث اخرى.. وحادثة فرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية جديدة على الاقتصاد الايراني جعلني ابحث في التاريخ ان كان هناك من سبقه بفرض هكذا عقوبات.. فوجدت ان الاميركان لهم سوابق عديدة في فرض الحصار على عدد كبير من الدول بين الفينة والاخرى.. فمن عقوبات تطول روسيا والصين وهما من الدول الكبرى الى عقوبات على دول عربية متعددة كالسودان وسوريا، الى دول جارة لاميركا ككوبا الى كوريا الشمالية، والى تهديد للدول الاوروبية، وبالتالي فانهم يقاطعون او يهددون بمقاطعة اغلبية شعوب العالم. ولكن الطريف اني وجدت ان كفار قريش هم من اوائل من ابتكر فكرة المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية، ولعلهم هم الذين ابتكروها.. ففي العام السابع من بعثة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبعد انتشار رسالته بين شباب قريش ارتأى المشركون ان يقاطعوا بني هاشم وهم حماة المصطفى واهله ويحاصروهم في شعب ابي طالب.. ويمنعوا اي تعامل معهم في البيع والشراء والزواج، وان لا يخالطوهم او يتحدثوا اليهم.. واستمر ذلك ثلاث سنين هي من اصعب السنين التي واجهت رسول الله وآله من بني هاشم وبعض المستضعفين من المسلمين. وتحدثنا كتب السيرة عن صور المعاناة الانسانية الصعبة التي واجهتهم، وكيف ان الامر انتهى بالتدخل الالهي وبمعجزة اظهرها الله سبحانه لرسوله حين أكلت الأرضة صحيفة المشركين التي تعاهدوا عليها وعلقوها داخل البيت الحرام. وحين اخبرهم الرسول بذلك وتحداهم ان يفتحوا باب الكعبة ويروا ذلك كدليل على صدقه، والا فلهم ما يريدون.. وحين فتحوها وجدوها مأكولة كما اخبرهم الصادق المصدق صلى الله عليه وآله وسلم، وبعدها انتشر الاسلام ما بين الخافقين. لذلك، فان ما يفعله البشر مهما كانوا لن يمنع الخالق سبحانه من اثبات حقيقة انه يرزق من يشاء، ولن يستطيع احد أياً كان ان يمنع رزقه. ولعل من الطريف ان نتابع مع العالم الى أي مدى ستصل اليه ارادة الله مقابل ارادة البشر.. ولله في خلقه شؤون.

جميع الحقوق محفوظة