Admin

السبت 02 يونيو 2018

لقد طفح كيل «بني صامت»! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

لقد طفح كيل «بني صامت»! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

لقد طفح كيل «بني صامت»! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

كثيراً ما ننعت نحن ــــ الكويتيين ــــ أنفسنا «ببني صامِتْ».. أو «قوم مكاري»؛ فمن المعتاد أننا نرقب الأحداث والأمور، ونعلم تماماً أن الغالب منها يسير في طريق مُعْوَج، والقليل وفق الطريق الصحيح.. ولكننا «نتحلطم» فقط ونثور لفترة، ثم نهدأ لتعود الأمور كسابقها، أو ربما أسوأ.. حتى اعتدنا هذا السلوك واستمرأنا هذا اللقب، نردد دائماً بيننا وبين أنفسنا ــــ الله لا يغير علينا ــــ ربما، لأننا نخشى أنه في كل مرة يكون التغيير سالباً وبمزيد من التخلّف، وليس بالتقدم إلى الأمام!! دعا استفحال كثير من الأمور السلبية كتّاب الصحف الكويتية أو أغلبيتهم للاستجابة لحملة «قبل أن نتلاشى»، فكتب كل منهم في زاويته ليعكس مرارة ما يحسه ويستشعره مع تشجيع كبير من رؤساء الصحف ومسؤوليها.. وكان رد الفعل للمواطنين مشجعا وقويا، خصوصاً ممن يشغلهم هذا الهم فخرجوا عن صمتهم مؤيدين أو شاكرين عبر المكالمات والرسائل والتعليقات.. كل يأمل أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هيبة الدولة وسيادة سلطة القانون.. والعودة مرة أخرى إلى جمال وتقدم هذا الوطن.. ولعل اللافت للنظر تبدّل الحال بين الناس وحكومتنا، فحين تكلم الناس أصبحت حكومتنا «بني صامت»، فالتزمت صمتاً مطبقاً.. فلا نسمع متحدثاً باسمها ولا معلقاً لما يثار، وكأن الأمر لا يعنيها.. فحين يمنع مفكر عربي عاش بيننا سنوات من إلقاء محاضرة نتيجة اعتراض نائب.. وحين يفزع نواب لنصرة طلبة يطلبون السماح بالغش.. وحين تكف يد السلطات المختصة عن معاقبة أو «كبس سيارات» من يهددون البشر برعونتهم يومياً في الشوارع.. وحين تعجز أجهزة الرقابة والمحاسبة كــ«نزاهة» وديوان المحاسبة عن تسمية الفاسدين، ونحن كعامة نتداول أسماءَهم ونشير إليهم بالبنان.. وحين تتضخم الهدايا والعطايا لتأكل مقدرات أجيالنا القادمة، وحين يهدد موظفون وعاملون بالإضراب حتى لا تطول مقدراتهم يد الإصلاح الاقتصادي، لأنهم يعلمون تماماً أن الحكومة سترضخ كالعادة، وحين تُمْتَلأ صحفنا الوطنية يومياً بأخبار مظاهر الفساد والتلوث والتحدي لسلطات الدولة، ولا من متكلم أو ناطق لا من الحكومة ولا من المجلس الذي استمرأ السكون والدَعَة، واستحلى بعض أعضائه العطايا والمقايضات، فأصبح ذلك المجلس الوديع الذي لا تحلم الحكومة بأحسن منه وتتحمل ديكوراته الاستجوابية بين الحين والآخر.. كل ذلك دفع الكتّاب إلى التحدث بشكل جماعي.. نقول إن الخير في «بني صامت» كثير.. وندعو من بيدهم قرار الإصلاح إلى الإنصات لهم والمسارعة في الفعل، لأن الكل الآن أصبح من «قوم هو كاري».. فلنتّقِ الله في بلدنا وأجيالنا… والله الموفق. نقطة مضيئة: تحية لكل من ساهم وأعان وأعطى في حملات الخير الرمضانية لرفع المعاناة الإنسانية وتيسير سبل الحياة لإخوانٍ لنا عبر شعوب الأرض.. هذه هي الكويت، وهذا ما يدفع عنا البلاء في كل محنة.. «برافو» لهيئاتنا وشبابنا المحبين للخير والعاملين في ميادينه.. وجزاهم الله كل خير. د. موضي عبدالعزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة