الجمعة 08 مارس 2019

نصر الله: نتوقّع اشتداد العقوبات الأميركية وأن تضع دول أخرى بعد بريطانيا «حزب الله» على لائحة الإرهاب

نصر الله: نتوقّع اشتداد العقوبات الأميركية وأن تضع دول أخرى بعد بريطانيا «حزب الله» على لائحة الإرهاب

نصر الله: نتوقّع اشتداد العقوبات الأميركية وأن تضع دول أخرى بعد بريطانيا «حزب الله» على لائحة الإرهاب

أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله "أننا سنجد تفريخاً للوائح الإرهاب، وعلينا أن نتوقّع أن تضع دول أخرى "حزب الله" على لائحة الإرهاب من ضمن مسار متواصل". وجاء كلام نصر الله في كلمة له عصر اليوم في الذكرى الثلاثين لتأسيس "هيئة دعم المقاومة" حيث تطرق الى "العقوبات الأميركية والحصار المالي ولوائح الارهاب وآخرها القرار البريطاني بضمّ الجناح السياسي لـ "حزب الله" الى قائمة الارهاب البريطانية"، متوقّعاً "أن تشتدّ العقوبات الأميركية على الحزب وداعميه، والتضييق على البنوك اللبنانية مثال على ذلك". واعتبر "اننا معتدى علينا أقوياء، بمعنى هناك سياق اسمه أميركا واسرائيل أصحاب مشروع الهيمنة"، وقال: "لأنهم عاجزون، وبعدما هُزمت اميركا في المنطقة وفي ظل رُعْب الاسرائيلي من القيام بأي حرب جديدة حتى أنهم استعانوا أخيراً بمنظومة "ثاد" الأميركية لمواجهة الصواريخ، وبعدما لم تنجح الاغتيالات في إضعافنا... بعد كل هذا لم يبقَ إلا طريق العقوبات ولوائح الارهاب، وهذه حرب في هذا السياق ويجب أن نتعاطى معها كأننا في حرب وهذا جزء من الحرب المالية الاقتصادية المعنوية والنفسية ويجب ان نواجهها". وأضاف: "اليوم عندما نمرّ هنا وهناك ببعض الصعوبات المالية نتيجة الاجراءات والعقوبات، يجب ان يكون واضحاً لدينا أن هذا جزء من الحرب وليس له علاقة بخلل إداري او نقص هنا او هناك، بل هو من نتائج الحرب علينا، وهي ليست علينا وحدنا. فاليوم هناك تشديد عقوبات على إيران وعلى سورية (...) وهذا مسار يطال كل مَن يتصل بهذه الحركة المقاوِمة التاريخية في منطقتنا وبمحور المقاومة لان المطلوب إضعافنا وإفقارنا وتجويعنا وتالياً ننهار ونستسلم . أي أن مَن لا يستطيع ان يسحقك بالحرب والاغتيال يتصوّر انه من خلال الإفقار والتجويع والحصار المالي وما يسمونه تجفيف مصادر التمويل يمكن أن يجعلك تسقط وتنتهي". وتابع: "في مقابل هذا الجزء من الحرب، نقول يجب ان نكون صامدين أقوياء وألا يمسّ ذلك بإرادتنا ولا معنوياتنا (...) ورغم كل ما يجري ويقال ستخيب آمالهم لأنه ان شاء الله بالترتيبات التي اتخذناها لن يتمكّنوا من إفقارنا ولا حصارنا، ومَن يدعمنا مستمر بدعمنا سواء دول او شعوب او شعبنا وجمهور المقاومة في لبنان. وقد نواجه بعض الصعوبات والضيق، ولكن من موقع المسؤول الذي يدير الأمر يومياً، أقول سنواصل عملنا وبُنيتنا ستبقى قوية ومتماسكة وبالصبر والتحمل وإعادة تنظيم الأمور وحسن التنظيم وتنظيم الأولويات يمكن مواجهة هذه الحرب وعبورها". وذكّر بأنه "عندما كنا نقاتل في حرب يوليو 2006، كان البعص يقف عند حافة النهر ينتظر جثتنا وخابت آمالكم وانتصرنا، وعندما ذهبنا الى سورية كجزء من مواجهة الحرب الكونية، أيضاً البعض في العالم والاقليم ولبنان وقف عند حافة النهر ينتظر جثتنا وهزيمتنا، وانتصرنا وكنا جزءاً من الانتصارا الكبير في سورية"، وأضاف: "وأقول لكل الذين يقفون على حافة النهر ينتظرون جثتنا التي يفترضون انها ستنهار من انعدام المال والفقر والجوع، ستخيبون أيضاً". وأعلن "ان المقاومة بحاجة الى المساندة الشعبية، وهيئة دعم المقاومة يجب أن تفعل أنشطتها بقوة كما كان الحال قبل العام 2000 لأننا في قلب معركة من هذا النوع وينبغي أن تواصل الهيئة عملها لتوفّر فرصة الجهاد بالمال ولتساعد في المعركة القائمة". وتناول نصر الله مسألة "مكافحة الفساد والهدر المالي في الدولة"، مؤكداً ان فتْح هذا الملف يشكل امتداداً لما سبق ان أعلنه "حزب الله" قبيل الانتخابات النيابية بعدما "قيل الكثير عن أنه إذا واصلت الدولة في هذا المسار فنحن ذاهبون الى الانهيار المالي والاقتصادي وإلى افلاس الدولة ... وتالياً نحن أمام مفصل وجودي وفي معركة المقاومة التي دافعت عن وجود البلد وسيادته وخيراته وكرامته وحريته، وأي انهيار مالي وافلاس معناه ضياع كل شيء، فشعرنا بأننا أما واجب جديد ديني وأخلاقي وطني". وأضاف: "نعتبر أنفسنا في معركة واجبة ومهمة جداً وجهادية ايضاً لا تقل قداسة عن معركة المقاومة ضدّ الاحتلال والمشروع الصهيوني في المنطقة ... وبناء عليه هذا هو السبب لمَن يسأل لماذا دخل "حزب الله" الان في معركة مكافحة الفساد". واعتبر أن "بعض الناس يقولون إن "حزب الله" بعد انتهاء المعركة في سورية ليس لديه عمل ففتح هذا الملف ولهؤلاء أقول يا جماعة لدينا ما يكفي من الشغل، والبعض يقول إن هدف "حزب الله" الحصول على الشعبية فيما نحن نملك أكبر شعبية ونتائج الإنتخابات واضحة. البعض قال إن هدف "حزب الله" الانتقام السياسي وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق وإلا لَما كنا شاركنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية"، وأضاف: "حقيقة المعركة منع الانهيار المالي ومواجهة الهدر والإنفاق غير المُجْدي ووقف سرقة المال العام ومواجهة الفساد لتبقى الدولة". وأعلن "أن المعركة بمواجهة الفساد والهدر المالي طوية ولسنوات، ونريد تحقيق الهدف وليس المهم الحصول على مكاسب سياسية وإعلامية بل يهمنا وقف الهدر وأن يعود المال المنهوب الى الدولة"، وقال: "بناء عليه نؤكد أننا لسنا بمنافسة مع أحد في هذه المعركة، لا مع حزب أو جهة أو تيار أو زعامة (...) وكل مَن يتقدم ويعمل في هذه المعركة من موقعه نحن معه ... وخلفه وكل من يحمل راية المعركة نقبل به قائداً وحاضرون أن نكون عنده جنوداً وضباطاً". وأضاف: "في مواجهة هذه المعركة من الطبيعي ان يقف الفاسدون في لبنان والسارقون واللصوص والناهبون ويقوموا بالدفاع عن النفس وألا يتركوا المعركة تكبر وتتعاظم لانها ستضع النقاط على الحروف وستنتصر وسيكونون مَن يدفعون الثمن وسيعاقَبون، ولذلك بدأت الحملة المضادة ... وما واجهناه في معركة المقاومة نواجهه في معركة مكافحة الفساد، ومنها محاولات التيئيس، والتشكيك بمعركتنا والكم الهائل من الشتائم والسباب والإتهامات، ومحاولات تحويل المعركة على الفساد الى مسار آخر وتحويلها لصراع طائفي أو سياسي لحماية الفاسدين المفترضين، وأخيراً المراهنة على التعب والملل وترك المعركة وعلى الخوف من التداعيات". وتابع: "أقول للجميع، هذه واحدة من معاركنا المركزية. لا تراهنوا على تعبنا، "بعدنا مبلّشين" ونحن ما تعبنا في معركة المقاومة منذ الـ82 والمقاومة ما زالت في ريعان شبابها عمرها 37، والآن بدأت المقاومة. ولا تراهنوا على يأسنا فلن نيأس ولن نحبط فنحن نعرف أننا أمام معركة طويلة ولا نتوقع انجازات سريعة والشعب يجب أن يعرف أن هذه معركة صعبة وطويلة وتحتاج للصبر والصمود ولا يهمّنا السباب والشتائم، ومَن كان لديه شيء فيما يتعلق بنا ليقدم الملفات للقضاء". وأردف: "لا تراهنوا على خوفنا ولا إخافتنا من فتنة وحرب داخلية لنسكت أو نتراجع، ولكل مَن يظن أو يشكك أننا في هذه المعركة سنتوقف ولن نمضي الى آخر الخط، عندما نضمن أن بلدنا عَبَر مرحلة الخطر الوجودي، فنحن ماضون الى النهاية وبصوت عالٍ أقول يمكنكم أن تتوقّعوا من "حزب الله" كل شيء في هذه المعركة، لأنها معركة الواجب وبقاء الدولة والوطن ومعركة إنقاذه من أيدي الفاسدين واللصوص وماضون الى النهاية اياً تكن الأثمان". وأوضح "اننا بدأنا من ملف الحسابات المالية للدولة منذ 1993 حتى 2017، والـ 11 مليار دولار جزء منه، لأن هذه البداية الصحيحة ولم نختر شخصاً، لنركّب له ملفاً"، وأضاف: "كل مَن يمكن ان يفكر بدفْع هذا الملف الى تسويات أو التمييع سيكون منافقاً وكاذباً على الشعب بأنه يريد منع الانهيار ومحاربة الفساد، علماً اننا لسنا أول مَن ذهب الى هذا الملف، وأول مَن ذهب كان (الرئيس) العماد ميشال عون عندما كان رئيس "التيار الوطني الحر" ووُضع حينها كتاب الابراء المستحيل ". وقال في ردّ ضمني على الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الذي اعتُبرت حملة "حزب الله" عليه في سياق تصفية الحسابات السياسية معه ومع "الحريرية السياسية": " تَعاقَب العديد من وزراء المال ورؤساء الوزراء منذ 1993 ولم يعتبر أحد أننا نستفزه إلا واحد وضع نفسه بقفص الاتهام، ونحن لم نسمّ ولم نتهم ... واليوم بدل الذهاب الى السجالات والاتهامات والسباب اذهبوا الى القضاء ... وسنتابع القضاء وسنرى كيف ستيصرف ونريد أجوبة مقْنعة". واذ لوّح بأن "لدينا ملفات أخرى"، أوضح أن "هناك نتائج مهمة تحققت حتى الآن، فاليوم لبنان أكثر من أي زمن فيه إجماع وطني على مكافحة الفساد ومواجهة الهدر المالي، ورأينا إصرار المجلس النيابي على إقرار الموازنة، والوقوف في وجه بعض القروض غير المجدية إنجاز، والحكومة تعهدت بشطب الأموال غير المجْدية من الموازنة". وقال نصرالله إنه "قبل اسابيع تحدثنا عن دعم الشعب اليمني وبنشاطات بسيطة تم جمع اكثر من مليوني دولار، من الشعب اللبناني رغم قدراته المحدودة، وقد تسلمتها شخصياً، وأوصلتها الى المعنيين في اليمن".

جميع الحقوق محفوظة