السبت 07 نوفمبر 2020

نجاحات مذهلة لأصحاب المليارات

نجاحات مذهلة لأصحاب المليارات

نجاحات مذهلة لأصحاب المليارات

يقاوم العالم برمته التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، لكن بالنسبة للمصرفيين السويسريين الذين يرعون ثروات أغنى أغنياء العالم، فهذا هو وقت الازدهار والطفرة.

عشرات البنوك الخاصة السويسرية شديدة السرية والشهيرة من أمثال لومبارد أودييه، البنك الذي كان يقرض نابليون في الماضي، شهدت أصول عملائها ارتفاعات كبيرة هذا العام. كما أن البنوك الكبيرة تستفيد أيضاً، إذ أعلن مؤخراً بنك يو بي اس، مقره زيورخ وتعد عملياته المصرفية الخاصة الأكبر في العالم، عن أفضل أرباح ربع سنوية له خلال عقد من الزمان. ومن المتوقع أن يحقق منافسه «كريدي سويس» طفرة مماثلة.

يقول سيرجيو إرموتي، الرئيس التنفيذي لبنك يو بي إس لصحيفة فايننشال تايمز: «لم يشعر عملاؤنا بالذعر أثناء عمليات البيع، بل استخدموها لبناء مراكز استثمارية».

من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة %4.4 هذا العام وفقاً لصندوق النقد الدولي، وهو أكبر انكماش في التاريخ الحديث، ما يلقي بالملايين في هوة الفقر. لكن المليارديرات في العالم أصبحوا أكثر ثراء مقارنة بعام 2019، وفقا لبيانات جمعها يو بي اس. هذا الاتجاه، الذي لوحظ عبر مناطق تمتد من البرازيل والصين إلى الولايات المتحدة وألمانيا، هو مؤشر إضافي على أن الوباء يمكن أن يعمق عدم المساواة.

ويعتقد بعض المصرفيين أن آخر مرة تمتع به أغنى أغنياء العالم بهذا الوضع الجيد كانت في عام 2009، بعد الأزمة المالية العالمية الكبيرة. وكما كان الحال آنذاك، شكَّلت الأزمة فرصة استثمارية بقدر ما كانت تمثل تهديداً. هذه المرة، أصبح حجم يوم جني المكاسب أكبر بكثير، وذلك بفضل ردود فعل الحكومات والبنوك المركزية السريعة لتخفيف الضرر.

حافز ضخم

يقول إيرموتي، الذي استقال في أكتوبر بعد تسع سنوات قضاها في قيادة بنك يو بي اس «مقارنة بعامي 2008 و2009، هناك حافز ضخم يدخل إلى النظام على الفور. كان هناك بالفعل الكثير من السيولة، مع أماكن قليلة جداً للاستثمار فيها. ونتيجة لذلك، صمدت أسعار الأصول في الأسواق المالية بشكل جيد للغاية».

النجاحات المذهلة لأصحاب المليارات المشاهير هي نصف الصورة. ففي جميع المجالات، جعلت الجائحة الأغنياء أكثر ثراء. وبالنسبة للكثيرين، كان المفتاح هو النصيحة التي قدمها لهم المصرفيون في بداية الأزمة: لا تبيعوا.

تقول نيكول كورتي، رئيسة مستشاري الثروة في ستانهوب كابيتال، الذراع السويسرية لشركة ستانهوب كابيتال: «إذا أصبت بالذعر وبعت في فبراير أو أوائل مارس، لكان من الصعب جداً عليك العودة لأن السوق تعاف بسرعة كبيرة». وتروي كورتي حالة شقيقين ثريين تقدم لهما ستانهوب الاستشارات الاستثمارية: «أحدهما باع محفظته مع تفشي الوباء، في حين غامر الآخر وحافظ على محفظته ليشهد نمواً في أصوله بنسبة %7 هذا العام. أما الأول فبقي يراوح مكانه».

تضيف كورتي: «لقد كان الأمر صعباً من الناحية العاطفية، لكن مفتاح الأداء هذا العام كان الاستمرار في الاستثمار».

بدأ بنك لومبارد أودييه، الذي يدير أصولاً قوامها 287 مليار فرنك سويسري من أموال الأثرياء من جميع أنحاء العالم، بإبلاغ عملائه في وقت مبكر من فبراير أنه يجب عليهم تشغيل رأس المال في الأسواق المصابة بالهلع والذعر.

في يناير، كلف البنك جميع محلليه تقريباً المختصين بالتحليل الكمي الذي يركز على التحليل الرياضي والإحصائي بمشروع لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات العامة حول المؤشرات الاقتصادية: من بيانات المرور في المدن الآسيوية إلى أرقام المستشفيات في الولايات الأميركية.

يقول فريديريك روشا، أحد الشركاء السبعة في لومبارد أودييه: «تبين لنا مبكرا جداً على الرغم من عمليات الإغلاق وعلى الرغم من تعطل بعض القطاعات الاقتصادية بشكل واضح، مثل شركات الطيران، أن هناك حياة في قطاعات أخرى، كنا متسقين للغاية بشأن ذلك منذ فبراير. لا تتخارجوا ولا تبيعوا. عليكم بناء مراكز تحوُّط».

ويتوقع العديد من الأثرياء في العالم استمرار هذا الوضع بعد أن أصبحت التكاليف الاقتصادية الحقيقية للوباء أكثر وضوحاً.

الذهب مركز التحوط

أحد مراكز التحوط التي شجع عليها بشكل خاص الكثير من المصرفيين السويسريين ومستشاري الثروات عملاءهم بنجاح كبير هذا العام كان الذهب، إذ وصل سعر المعدن الثمين إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 2073 دولارا للأونصة في أغسطس. وكان شراؤه نتيجة طبيعية للمحفزات الحكومية الضخمة التي عززت أسواق الأسهم. ومثلما استفاد الأغنياء من الإنفاق العام الذي حافظ على استقرار تقييمات سوق الأوراق المالية، استفادوا أيضا من الخوف الناجم عن الاقتراض الحكومي الضخم الذي استلزمه ذلك الانفاق.

73 مليار دولار

ارتفع صافي ثروة الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس 73 مليار دولار بين منتصف مارس ومنتصف سبتمبر، بفضل حصة ملكيته في الشركة، وفقا لتقرير صادر عن معهد دراسات السياسة، وهو مؤسسة فكرية أميركية.

45 مليار دولار

خلال الفترة نفسها، تمتع مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي في تسلا وسبيس إكس، بزيادة صافي ثرواتهما بأكثر من 45 مليار دولار لكل منهما.

257 مليارديراً

في الصين، الحاضنة الأسرع نمواً في العالم للأثرياء، أصبح 257 شخصاً من أصحاب المليارات هذا العام. كما لم يكن كبار رجال الأعمال وأباطرة البزنس في البلاد أقل حظا.

58.8 مليار دولار

جاك ما، مؤسس منصة التجارة الإلكترونية علي بابا، زاد صافي ثروته بنسبة %45 خلال الأشهر العشرة الماضية. وتبلغ ثروته الآن 58.8 مليار دولار، وفقا لتقرير هورون، جهاز المراقبة القياسي لثروات القلة المحتكرة للسوق في الصين. وخلال الأعوام الـ22 الماضية، لم يكن هناك أبداً عام نمت وتوسعت فيه ثروات المدرجين فيه مثلما حدث هذا العام.

 

جميع الحقوق محفوظة