الأحد 10 فبراير 2019

مبارزة دبلوماسية إقليمية في بيروت

مبارزة دبلوماسية إقليمية في بيروت

مبارزة دبلوماسية إقليمية في بيروت

تشهد العاصمة اللبنانية (بيروت) على مدى يومين زحمة دبلوماسية، بدأت أمس مع وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على أن يليه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الذي سيزور لبنان مساء الثلاثاء في زيارة تهنئة ودعم. ولتزامن هذه الزيارات وصفها مصدر سياسياً بالمبارزة الدبلوماسية، حيث تحمل زيارة ظريف أبعاداً تتخطّى التهنئة بالحكومة إلى ما يشبه «الرعاية» لها بعد ترجيح كفة «حزب الله» وحلفائه فيها، وهي تأتي بعد أيام على إعلان أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله عن استعداد ايران لدعم الاقتصاد اللبناني وتزويد الجيش بمنظومة دفاع جوي. وفي حين وصفت زيارة أبو الغيط بالبروتوكولية، وتقتصر على تسليم رئيس الجمهورية دعوة لحضور القمة الاورو ــــ المتوسطية، المقررة في 24 و25 فبراير في شرم الشيخ، فإن زيارة الموفد السعودي انما تهدف الى تأكيد الاحتضان العربي للحكومة والحد من الاستثمار الإيراني فيها. وكان ظريف اعلن فور وصوله امس عن هدفين لزيارته الاول إعلان التضامن والوقوف إلى جانب لبنان، وإعلان إيران استعدادها للتعاون مع الحكومة، مشيدا بكون «لبنان عنوانًا للمقاومة والانفتاح». في المقابل، وجّه وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي رسالة إلى ظريف، مذكرا فيها «ان لبنان بلدٌ مرَّت عليه احتلالات ووصايات كثيرة، ودُفنت من ساحله الى جباله.. فلا يعتقد النظام في إيران أن ابتلاع لبنان ممكن». وتابع ريفي في رسالته إلى ظريف قائلاً: «زيارتك للبنان للمزيد من توريطه وتشويه ما تبقى من صورة دولته نعتبرها تحدياً مرفوضاً، فإذا كنتم تتوهّمون أن وصايتكم ثبتت أقدامها، فهذا سيكون خطأ جسيماً». وكان مطار بيروت شهد امس استقبالا رسميا لظريف من قبل نواب «حزب الله» وحركة أمل ومحور الممانعة، وشهد اعتداءات على بعض الصحافيين؛ إذ أعرب عدد من الإعلاميين عن امتعاضهم من الطريقة التي تعامل بها عناصر قوى الامن والجيش معهم خلال تغطيتهم وصول ظريف الى المطار وصالون الشرف. وكتبت هدى شديد مراسلة «إل. بي. سي» على موقع تويتر: «أبشع مشهد عندما أضطر إلى القول على الهواء تهذّب لعسكري لبناني يستقوي على صحافيين ويتجنّب صحافياً لمجرد انه مراسل قناة تابعة لحزب الله». بدورها، أعربت مراسلة الـ«ام. تي. في» نوال بري أيضاً عن استيائها للسبب عينه، وأسفت لأن يصبح الصحافي عرضة «للبهدلة» من القوى الأمنية، وقالت «الاستقواء علينا غير مقبول! عيب ناس بسمنة، وناس بزيت». تنحية الخلافات الإقليمية ومن الإمارات العربية المتحدة، اكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن هناك إجماعاً سياسياً على برنامج الحكومة، وأن البيان الوزاري شمل كل الإصلاحات المطلوبة، لافتا إلى أن لبنان لا يملك فرصة ثانية للإصلاح ومحاربة الفساد. واعلن على هامش مشاركته في «القمة العالمية للحكومات» أن التدخلات الخارجية لا دخل لها في الإصلاحات التي أقرها البيان الوزاري لحكومته، لافتاً الى أن «ما اتفقنا عليه بين اللبنانيين والقيادات السياسية هو أن الخلافات الإقليمية ستستمر، فأنا لن اقتنع بسياسة «حزب الله» ونقطة على السطر، ولا «حزب الله» سيقتنع بسياستي الإقليمية، فماذا نفعل حيال ذلك؟ هل نعطل البلد؟ او نضع الخلافات الإقليمية جانبا ونقوم بالإصلاحات التي تنفع المواطن اللبناني؟». واستشهد الحريري بقول نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد الذي أراد «أن تكون دبي كبيروت يوماً ما»، وقال: «أريد أن تكون بيروت مثل دبي». وأكد أن الحكومة «وضعت برنامجا صريحا وواضحا للإصلاحات لكي تشجّع المستثمر العربي والأجنبي ليستثمر في لبنان»، لافتا إلى أن «محاربة الفساد ستكون من أصعب الأمور التي سنواجهها في لبنان». وفاة النائب السابق روبير غانم روبير غانم توفي أمس الوزير والنائب السابق روبير غانم عن عمر يناهز 76 عامًا إثر تعرّضه لأزمة قلبية مفاجئة. والنائب الراحل من مواليد 18 يونيو 1942 في بلدة صغبين بالبقاع الغربي، ومعروف عنه أنّه هادئ النبرة، وقد ترعرع في منزل يقوم على مفهوم الدولة، فوالده اسكندر غانم ابن المؤسسة العسكرية، حيث كان قائدا للجيش اللبناني. وكان غانم قد تلقى علومه الجامعية في معهد الحقوق في جامعة القديس يوسف حيث تخرج مجازاً في الحقوق عام 1965، ويتقن ثلاث لغات، في 23 يناير 1975 تزوج من الصحافية في جريدة «لوريان لوجور» فيفيان حداد، وله ولدان هما اسكندر ونديم. انتخب نائباً عن المقعد الماروني في البقاع الغربي في دورات 1992 و2000 و2005 و2009. وعين وزيرا للتربية في حكومة الرئيس رفيق الحريري الثانية عام 1995.

جميع الحقوق محفوظة