الخميس 17 يناير 2019

لبنان يستضيف القمة الاقتصادية بحضور ضعيف

لبنان يستضيف القمة الاقتصادية بحضور ضعيف

لبنان يستضيف القمة الاقتصادية بحضور ضعيف

بحضور هزيل، لكن برسائل بالغة الدلالة ستُعقد القمة الاقتصادية التنموية العربية في بيروت. هذه القمة التي استجرَّت سجالات وأخرجت خلافات القوى اللبنانية إلى العلن، تارة بين فريقَي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتارة أخرى بين الأخير ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ستُعقد بمن حضر في ظل غياب معظم القادة والرؤساء العرب ليقتصر الحضور على 19 دولة على مستوى وزراء ووكلاء وزراء. وهزالة القمة الاقتصادية هي أحد تداعيات أزمة أعمق ظهرت دلالاتها في مسار تأليف الحكومة التي نفض الجميع أيديهم منها، وآخرهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي كان يضطلع بواسطة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة بقوله صراحة «لم أعد معنياً على الاطلاق بالمبادرة الحكومية». ومما لا شك فيه أن غياب حكومة فاعلة، وسجالات الأفرقاء اللبنانيين المتناسلة شكَّلت أسباباً لغياب القادة العرب وتراجع مستوى التمثيل، الذي عبَّر عنه مندوب الكويت في القمة العربية أمس حين قال: ان «الإشكالات الداخلية أثّرت في مستوى التمثيل، لكنّ الكويت حريصة على لبنان وعلى علاقاتها معه»، لافتاً إلى أنّ «الدعم الخليجي للبنان لم يتغيّر والكويت والدول الخليجيّة تقف إلى جانب لبنان». ولو ان الاشتباك الحاصل ظل في اطاره السياسي لكان الامر طبيعياً، لكن ما رافقه من تهديد فئة من اللبنانيين بمنع حضور الوفد الليبي، ومن حرق الأعلام الليبية على مرأى من أجهزة الدولة الرسمية من دون أن تحرك ساكناً، رسَّخ الانطباع بأن لبنان الرسمي لا يزال تحت سطوة الميليشيات الأمنية والسياسية. وفي السياق، أعلن السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي اعتذاره عن حضور قمة بيروت «كون الجامعة العربية هي المنظمة وحتى الآن الجامعة في وضع غير صحيح تجاه سوريا». وكانت معلومات أشارت الى ان وزارة الخارجية ارسلت إلى السفير السوري دعوة إلى حضور افتتاح القمة، من ضمن الدعوات للسفراء المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية. معركة الرئاسة على صعيد آخر، وفيما كان يؤمل أن يسفر اللقاء الوجداني الماروني الذي جمع رؤساء الاحزاب والنواب الموارنة برعاية البطريرك بشارة الراعي في بكركي، عن نواة حل للمعضلة السياسية الراهنة من خلال الخروج بموقف مسيحي موحد، كشفت محصلة النقاشات التي استمرت لأكثر من اربع ساعات أن لب المشكلة ينحصر بالصراع الماروني -الماروني على رئاسة الجمهورية الذي ظهر في السجال داخل الاجتماع بين زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ولم يكد حبر البيان الختامي الذي كرَّس ثوابت بكركي يجف، حتى انفجر الخلاف على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهور التيار الوطني الحر وجمهور المردة الذي أطلق وسم «طار العهد» في إشارة الى إخفاق عهد الرئيس عون. وفي سياق متصل، غرّد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرّاً وحريصاً على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية كما قرأنا في «المستقبل» اليوم فليتنازل من حصّته عن وزير سنّي للقاء التشاوري فتُحلّ المشكلة». واضاف «حزب الله متمسّك بتمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة ولن يتراجع، ونحن لم نقل انه ضد ان يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن، أما نحن كفريق مسيحي فإننا ضد منح الثلث الضامن لمن يريده ضدّ بقية المسيحيين».

جميع الحقوق محفوظة