الثلاثاء 12 يونيو 2018

لبنان: مسودة حكومية للأكثر تمثيلاً

لبنان: مسودة حكومية للأكثر تمثيلاً

لبنان: مسودة حكومية للأكثر تمثيلاً

بعد نحو أسبوعين على تكليفه تشكيل الحكومة، أنجز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تصوراً اولياً للتشكيلة الوزارية، شبيهة الى حد بعيد بالحكومة الحالية. وعلم أن المسودة التي أودعها الحريري لدى رئيس الجمهورية ميشال عون اقتصرت على توزيع الحصص على الكتل النيابية من دون الدخول في أسماء الحقائب. وشملت التوزيعة الكتل الأكثر تمثيلاً وهي «لبنان القوي»، «تيار المستقبل»، «الثنائي الشيعي»، كتلة «الجمهورية القوية»، الحزب «التقدمي الاشتراكي»، «تيار المردة»، والمستقلون، إضافة الى حصة رئيس الجمهورية. ولم يكشف الحريري الكثير من التفاصيل، لكنه قال إنها الأقرب إلى ما يريده عون، داعياً الجميع إلى تقديم التضحيات من أجل تسهيل مهمته. وفي ظل ما يحكى عن رغبة لدى التيار الوطني الحر في إقصاء «القوات اللبنانية»، أعلن الحريري رفضه بقاء كتل أساسية خارج الحكومة. وتقديم المسودة لا يعني ان كل العقبات قد ذللت وأن انجاز الحكومة بات قريبا. وفي هذا الإطار، كشف مصدر وزاري قريب من الحريري في اتصال مع القبس ان ثلاث عقبات لا تزال تعترض مهمة الحريري، أولاها تمثيل القوات اللبنانية إذ يريد الحريري إعطاء القوات حصة وازنة، فيما يطالب التيار الوطني الحر بحصة من 12 وزيرا سبعة منهم للتكتل و5 لرئيس الجمهورية. وهناك العقبة الثانية المتمثلة في إصرار رئيس الجمهورية على شمول حصته الوزارية مقعداً سنياً، وهذا ما يوافق عليه الحريري شرط حصوله على مقعد مسيحي. أمّا العقدة الثالثة التي لم تجد سبيلها الى التذليل فهي التمثيل الدرزي المكون من 3 وزراء والذي يصر الحزب الاشتراكي على نيله كاملاً. وفي هذا الاطار، قال النائب السابق جنبلاط عبر حسابه على تويتر انه «‏في الوقت الحاضر، وبما ان هناك بعضا من الوقت الضائع وبعيدا عن الخلطة الوزارية فلقد قررت قضاء بعض الوقت في رحاب شمال اوروبا. هنا مناظر طبيعية وهناك كرة دائرية تتقاذفها الارجل وتقوم الجماهير ولا تقعد. وان في الخلق شؤونا وشجونا». تصريح سليماني في الأثناء لا يزال تصريح قاسم سليماني الأخير الذي خلع لقب «حكومة مقاومة» بقيادة حزب الله على الحكومة العتيدة، بما انه حصل على 74 نائباً في البرلمان الجديد، يتفاعل ويلقى المزيد من الردود الرافضة. ورد الحريري على سليماني سائلاً عمن هم الـ 74 نائباً؟ اذا كان سليماني يتحدث عن تكتل لبنان القوي فهذا أمر قد تم تجاوزه، هذا التكتل خارج الاصطفافات، ولا مصلحة لأحد بالتدخل في الشؤون اللبنانية. واضاف الحريري: «أنه إذا خسر البعض (ايران) في العراق، لا يمكنه أن يظهر وكأنه يحقّق انتصارات في أماكن أخرى». وكان لافتا امس تصريح النائب في تكتل لبنان القوي شامل روكز الذي أعلن أن تكتله ليس من الـ74 الذين تحدث عنهم سليماني. وفي سياق متصل، نُقل عن مصادر من «القوات اللبنانية» قولها «ان افضل ردّ على ما قاله سليماني هو ما صرَّح به النائب محمد رعد بعد الانتخابات لجهة انّه لا توجد أيّ اكثرية، وإنّ الأولوية في المرحلة السياسية المقبلة هي لاعتماد القانون وتنفيذه، وبالتالي موقف سليماني من خارج السياق، فضلاً عن أنّه لم يصدر عن حزب الله، لا عن أمينه العام ولا عن كتلة الوفاء للمقاومة، اي موقف يدّعي بأن الحزب يملك 74 نائباً». وكان رعد قد لفتَ في وقت سابق إلى ان وضع المجلس النيابي بتكتلاته وموازين القوى فيه قد تغيّر بعد الانتخابات، ولم يعد هناك فريق يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة، وأنّ «الأكثرية أصبحت متجوّلة بحسب أهمّية القوانين والاقتراحات». ملف للمزايدة في الاثناء، برز ملف النازحين السوريين الذي بات يشكل موضوعا للمزايدة بين القوى. فبعد إجراءات وزارة الخارجية بحق مفوضية اللاجئين، طالب النائب في كتلة حزب الكتائب نديم الجميل بضرورة عودة النازحين الى سوريا ولو اضطر الامر الى التنسيق مع حكومة النظام السوري. في وقت تمايز موقف حزب القوات الرافض للتنسيق مع النظام السوري، مشترطا ان تكون العودة في إطار سليم لا يضر بمصلحة لبنان العليا.

جميع الحقوق محفوظة