الاثنين 18 نوفمبر 2019

قمة سرية في تركيا ضد السعودية

قمة سرية في تركيا ضد السعودية

قمة سرية في تركيا ضد السعودية

بعد شهور من عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وفي أحد فنادق تركيا، التقى مسؤولون في فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني)، مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين. أما الهدف فقد كان السعودية.

كشفت الوثائق المسرّبة أن «القمة السرية» جمعت أقوى منظمتين في الشرق الأوسط من حيث النفوذ، وجاءت في لحظة حرجة لكل من فيلق القدس و«الإخوان»، وبالتحديد في أبريل 2014، حيث كان الجيش العراقي يواجه تنظيم داعش، الذي كان يهدد استقرار الدولة المجاورة لإيران، بينما كانت «الإخوان» تعاني بعد إزاحة الجيش المصري حكومتها والرئيس مرسي المحسوب عليها في الثالث من يوليو 2013.

كانت تركيا تعتبر مكاناً آمناً للقمة، حيث كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع كل من إيران و«الإخوان» في الوقت ذاته، رغم أنها رفضت منح تأشيرة دخول لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وحضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من فيلق القدس، بقيادة أحد نوّاب سليماني، عرف في الوثيقة باسم أبو حسين، وحضر من جانب «الإخوان» ثلاثة من أبرز قيادييها في في المنفى، وهم نائب المرشد العام والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، ويوسف ندا.

افتتح وفد «الإخوان» الاجتماع بالتفاخر بأن «الجماعة لديها حضور في 85 دولة على مستوى العالم»، ربما كانت محاولة منها لمواجهة دعم الحكومة الإيرانية لفيلق القدس، حيث لم تكن لـ«الإخوان» في ذلك الوقت قوة وطنية تقف خلفها. وأكد وفد «الإخوان» أن هناك بالفعل خلافات بين إيران كرمز وممثل عن الشيعة، و«الإخوان» كممثل للعالم السنّي، لكنه أكد أنه «ينبغي التركيز على أرضية مشتركة للتعاون»، وأن العدو «المشترك لكل منهما هو كراهيتهما للمملكة العربية السعودية».

ووفق الوثيقة، بحث الطرفان إمكانية التعاون ما بين الحوثيين و«الإخوان» في اليمن لتقليل الصراع بينهما، وإدارته ناحية السعودية.

في الوقت ذاته، أرادت «الإخوان» إحلال السلام في العراق، ووقف الحرب بين الفصائل السنية والشيعية هناك، وإعطاء الفرصة للسنّة للمشاركة في الحكومة. وحول سوريا، أشارت الجماعة إلى أن الوضع المعقد «خارج سيطرة كل من إيران وجماعة الإخوان حالياً، ولذا فإنه ليس ثمة شيء يمكن فعله حيال ذلك».

 

ورفضت الجماعة في الاجتماع أي مساعدة من إيران بشأن الأحداث في مصر «بالنسبة إلى قضية مصر، فإننا كجماعة الإخوان غير مستعدين لقبول أي مساعدة من إيران للتأثير ضد الحكومة في مصر»، على الرغم من أن الجماعة كان قد تمت إزاحتها من الحكم واعتقال قيادييها في مصر قبل أقل من عام.

وعلى الرغم من أن ممثلي فيلق القدس اختلفوا مع رؤية وجوب بناء تحالف شيعي سنّي، فإنهم أصروا على أنهم لم يختلفوا سابقا مع «الإخوان»، وهو ما لم يقبله وفد «الإخوان».

وبدا واضحا فشل المحادثات بين الطرفين، ولم يتضح من الأرشيف المسرَّب ما إذا عقدت اجتماعات أخرى من هذا النوع بعد ذلك.

صراع أجهزة الأمن القومي الإيراني
تضمنت الوثائق السرية المسربة معلومات عن تفاصيل مثيرة حول صراع وتنافس في كواليس جهاز الأمن القومي الإيراني بين وزارة الداخلية الإيرانية وجهاز المخابرات من جانب، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من جانب آخر.

ومن ذلك ما ورد عن تجنيد المخابرات الإيرانية عميلا سريا لحضور اجتماعات القمة بين مسؤولي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقيادات تنظيم الإخوان المسلمين في أحد فنادق تركيا. وقام العميل السري بنقل تفاصيل كل ما دار في المقابلات وكل النقاط التي تمت مناقشتها، ولم يقتصر دوره على هذا فحسب، بل إنه عمل كـ«منسق لهذا الاجتماع». وتفضح هذه المعلومات أن جهاز الاستخبارات الإيراني ووزارة الداخلية الإيرانية ينفذان عمليات تتبع سرية لأنشطة فيلق القدس والحرس الثوري في جميع أنحاء العالم.

وأظهر تقرير استخباري ايراني غضب عدد من ضباط الاستخبارات الايرانية من قيام الجنرال قاسم سليماني بالتقاط صور له في العراق باعتباره يقوم بدور قيادي في العمليات العسكرية وان ذلك يزيد من شرعية الاميركيين وخصوصا لدى السنة.

  •  

جميع الحقوق محفوظة