الأربعاء 25 مارس 2020

فيروس كورونا: إيران تواجه تحدياً كبيراً في السيطرة على تفشي الوباء

فيروس كورونا: إيران تواجه تحدياً كبيراً في السيطرة على تفشي الوباء

فيروس كورونا: إيران تواجه تحدياً كبيراً في السيطرة على تفشي الوباء

رفضت الحكومة الإيرانية عرض مساعدة أمريكية رغم أنها تكافح لاحتواء واحدة من كبريات حالات تفشي فيروس كورونا في العالم.

وقال المرشد الأعلى في إيران، آية الله خامنئي، لا يمكن لإيران الوثوق بالولايات المتحدة، ملمحاً إلى نظريات المؤامرة، التي تتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء تفشي الفيروس، لكن دون تقديم أي دليل على ذلك.

وجاء البيان في الوقت الذي كان يستعد فيه الإيرانيون للاحتفال بعطلة رأس السنة الفارسية الجديدة (عيد نوروز)، بالرغم من دعوات السلطات الرسمية بعدم السفر في ظل تفشي الوباء.

إذاً، ما الذي تفعله السلطات للحد من انتشار الفيروس؟

ماذا عن فترة الأعياد؟

عادة ما تجذب احتفالات نوروز آلاف الناس إلى بحر قزوين، وأجزاء أخرى من البلاد لقضاء العطلات العائلية.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة "يجب على الناس إلغاء جميع الرحلات والبقاء في منازلهم إلى أن يتحسن الوضع في الأيام المقبلة".

لكن أعداداً كبيرة من الناس تجاهلت تلك التحذيرات، وكانت الطرق مزدحمة بحركة المرور، وخاصة مع اقتراب عطلة رأس السنة الجديدة.

وشارك كثيرون صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر اختناقات مرورية على الطريق الرئيسي بين العاصمة طهران ومدينة قمّ، مركز تفشي الوباء في إيران.

وانتقد نشطاء على الإنترنت أبناء وطنهم، لتجاهلهم التعليمات في ظل تفشي وباء كوفيد - 19.

خريطة الاصابات والوفيات في الشرق الأوسط

BBC

ما الإجراء الذي اتُخذ سابقاً؟

كان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد أمر بإغلاق مراكز التسوق والبازارات في جميع أنحاء البلاد في فترة العطلة، التي تستغرق 15 يوماً، واستثنى الصيدليات ومحال البقالة.

وأغلقت السلطات حالياً، مواقع دينية رئيسية من بينها مرقدا "حضرة السيدة المعصومة" و"الإمام رضا" في مدينتي قم ومشهد.

وتعرضت الحكومة لانتقادات شديدة عندما اختارت في وقت سابق، عدم إغلاق الضريح في مدينة قم، في ظل انتشار الوباء، والذي يزوره الملايين من الزوار الشيعة كل عام.

وقال نائب رئيس البرلمان الإيراني ووزير الصحة السابق، مسعود بيزشكيان: "كان من المفترض عزل مدينة قم منذ اليوم الأول، هذا المرض ليس مزحة، وهي الطريقة التي نتعامل بها معه".

أمرأة إيرانية ترتدي قناعا

EPA

ورغم إغلاق الضريح، إلا أنه من المتوقع تدفق الزوار إلى مدينة مشهد خلال فترة العطلة.

و حذر رئيس بلدية المدينة من "كارثة إنسانية" تلوح في الأفق، وانتقد قرار الحكومة بعدم إغلاق المدينة.

ورغم أن الحكومة أغلقت المدارس والجامعات والأضرحة وحظرت التجمعات الثقافية والدينية، إلا أنها لم تفرض عمليات إغلاق كاملة حتى الآن.

كما أعلن الرئيس روحاني، اتخاذ تدابير اقتصادية تهدف إلى تخفيف الضغط على العائلات والشركات التجارية. وتشمل هذه التدابير، تأجيل دفع التأمين الصحي والضرائب وسداد فواتير الخدمات للأشهر الثلاثة المقبلة.

وقالت الحكومة إنها ستقدم مبالغ نقدية لثلاثة ملايين من الإيرانيين الأكثر فقراً، وستحصل 4 ملايين أسرة أخرى على قروض منخفضة الفائدة ومدعومة بشكل جزئي من الحكومة.

هل كان على الحكومة فعل المزيد؟

يقول منتقدون إنه كان ينبغي على الحكومة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في وقت سابق للحد من انتشار الفيروس، لكن وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف قال إن خدمة الرعاية الصحية الإيرانية معرضة للخطر بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

ويضيف: "إنهم استنزفوا موارد إيران الاقتصادية".

إلا أن الولايات المتحدة نفت أن تكون عقوباتها قد قيدت من قدرة إيران على استيراد الإمدادات الطبية، مشيرة إلى إعفاء السلع الإنسانية من تلك العقوبات.

لكن إيران تقول إن الشركات تجد صعوبة في سير عمليات المدفوعات مع البنوك غير الراغبة في المخاطرة بخرق القوانين الأمريكية لئلا تنتهي بنفس العقوبات عليها.

وقالت الحكومة إنها تتواصل الآن مع صندوق النقد الدولي، للحصول على مساعدات نقدية تصل قيمتها إلى خمسة مليارات دولار.

أمرأة إيرانية ترتدي قناعا

AFP

هل تمتلك إيران ما يكفي من المعدات الطبية؟

أرسلت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى إيران، معدات تشخيص ووقاية للعاملين في مجال الصحة، بما في ذلك 7.5 أطنان من الإمدادات الطبية.

ويقول فريق منظمة الصحة العالمية الذي أنهى مؤخراً زيارة إلى إيران، إنه على الرغم من إحراز تقدم في توسيع مجال الاختبار ومجالات مهمة أخرى، إلا أن هناك حاجة للقيام بالمزيد من العمل.

وأرسلت العديد من الدول طرود المساعدات إلى إيران، بما في ذلك الصين وتركيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان وقطر والإمارات وأوزبكستان وأذربيجان وروسيا.

وكما هو الحال في بلدان أخرى انتشر فيها الوباء، أصبح الإيرانيون يصطفون في طوابير أمام الصيدليات لشراء أقنعة طبية إلى جانب معقمات الأيدي وزجاجات الرذاذ المطهر.

وارتفعت أسعار هذه المنتجات- إذا توفرت- بمقدار عشرات الأضعاف.

وادعى البعض على وسائل التواصل الاجتماعي أن السبب وراء عدم توفر الأقنعة يرجع إلى حقيقة أن الملايين منها قد تم التبرع بها إلى الصين سابقاً.

وكانت هناك تقارير أخرى عن شراء الشركات الصينية لكميات كبيرة من الأقنعة من إيران، ما أدى إلى ندرتها في السوق المحلية.

وقالت الحكومة الإيرانية إنها حظرت الآن تصدير الأقنعة الطبية لمدة ثلاثة أشهر وأمرت المصانع بزيادة كميات الإنتاج.

جميع الحقوق محفوظة