الجمعة 25 مايو 2018

سوق الطيور بؤرة إهمال.. والرقابة «مذبوحة»

سوق الطيور بؤرة إهمال.. والرقابة «مذبوحة»

سوق الطيور بؤرة إهمال.. والرقابة «مذبوحة»

قضية قديمة متجددة، وإهمال يقضي إلى موت الحيوانات في ظل غياب للجهات الرقابية ذات العلاقة بسوق الطيور في منطقة الري، حيث رصد ناشطون وبشكل متكرر التعديات والأمراض التي تعانيها القطط والكلاب اضافة إلى الساحة الترابية التي تلقى بها انتظارا للموت الذي كان أكثر رحمة بهم من الإنسان. مشاعر الرأفة التي يجب أن تحضر في نفوس الباعة ومالكي الحيوانات المعروضة للبيع غابت عنهم بعد أن قام أحدهم بإلقاء كلبين نافقين في الساحة الترابية الخلفية للسوق، وتبين أنهما نفقا متأثرين بأمراض وإصابات معينة. ولم تحرك اصابة إحدى القطط الصغيرة في عينها وجدان أحد الباعة حيث بقيت حبيسة القفص معروضة للبيع على حالها إلى جانب أخرى ألقيت في الساحة ذاتها وهي تعاني أمراضاُ واضحة دون اكتراث من أحد. قضية اهمال الباعة وتعديات النظافة والإهمال العام في سوق الطيور حرك مشاعر ناشطين كويتيين وأجانب معنيين بإنقاذ الحيوانات حيث فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال الحالات الحرجة والمريضة ونقلها إلى أطباء بيطريين وتحمل تكاليف علاجهم على حسابهم الشخصي دون أي دعم حكومي يذكر. أجمع الناشطون أن غياب الجهات المعنية بالحيوانات وتطبيق القوانين التي تدعو إلى الحفاظ عليها ساهم في انتشار جميع أنواعها التي يمنع بيعها لما تحتويه من أمراض وفيروسات معدية من الممكن أن تنتقل للبشر لا سيما أن الأطفال الزائرين للسوق يشترونها اعتقاداً منهم أنها صالحة ونظيفة. تطوير السوق وفي مقابل الرصد الميداني لحالات التعدي على الحيوانات وسلبيات التعامل معها أكدت الناشطة وومثلة الفرق التطوعية المعنية بالاهتمام بالحيوانات أبرار عبدالأمير أن الفرق التطوعية تواصلت مع المعنيين في الجهات الحكومية والمسؤولين عن سوق الطيور من دون أي تفاعل. وأشارت إلى أن الفرق لا تسعى إلى إغلاق السوق بل تطبيق القانون ووضع لوائح صارمة تحمي أرواح الحيوانات لا أكثر مقترحة التخلص من الأوبئة والفيروسات والأمراض يكون بتغيير المكان الحالي وهدمه أو حرقه. وتأسفت على حالة التعامل السلبية مع الحيوانات المختلفة بالرغم من التطور الذي يعيشه أفراد المجتمع حيث لايزال المجتمع الكويتي يحتاج توعية كبيرة لشيء بسيط جدا متوافر لديهم وهو تفعيل الرحمة والمحافظة على حقوق الحيوانات وأبسطها العيش بأمان. غياب القانون وأضافت عبدالأمير أنه في حال تعرض حيوان ما إلى أذى جسدي من قبل أحد الأشخاص فلا تتم معاقبته وبالتالي ليس هناك رادع حقيقي مما ينتج عنه انعدام حقوق الحيوانات. واستندت في حديثها إلى الوضع السلبي وغياب الرحمة في سوق الطيور لا سيما أن المكان غير مهيأ لوضع الحيوانات فيه لما فيه تكدس في الحيوانات بقفص واحد وانتشار للامراض الفيروسية كما أن أغلب الحيوانات المعروضة للبيع غير محصنة وليس لديها دفاتر من البيطري يثبت ذلك وجلها مسروق وتباع دون رقابة». ولفتت إلى أن الكثير من الباعة تغيب عنهم الرحمة ويتعاملون مع الحيوانات بشكل وحشي حيث لا يقدمون لها الأكل والماء حتى مع ارتفاع درجات الحرارة والسبب هو عدم رغبته في تنظيف المكان، علاوة على توافر حيوانات محظور بيعها واستيرادها». تسميم الحيوانات أما الناشطة فَي سامي فأشارت إلى أن من أبرز سلبيات التعامل مع الحيوانات في الكويت بشكل عام التخلص منها بالسم الذي يعتبر من أسوأ طرق الموت حيث إنه يعذب الروح لمدة لا تقل عن يومين حتى الموت. وأضافت لـ القبس أن الدخول في مجال حقوق الحيوان يزيد من حبهم والتعلق به، وتكون هناك محاولات اضافية لنشر الوعي، لافتة إلى أنه من الصعب التكهن بالحالات والاصابات وتشخيصها وطريقة التعامل معها لكن مع مرور الأيام والخبرة بدأت هناك سهولة في الطريقة المناسبة للحالات التي نعثر عليها. وأكدت أن سوق الطيور فيها الكثير من السلبيات أبرزها «أن بعض الحيوانات تحمل فايروساً ينتقل في ما بينها مما يسبب المرض أو الموت، إلى جانب عدم توافر المعدات المناسبة للتنظيف داخل وخارج المحال والتعدي على أمهات الحيوانات بفصل أبنائها عنها بغرض البيع على الرغم من الحاجة حينها للحصول على الغذاء المناسب او التطعيم، اضافة إلى مياه الصرف الصحي المحيطة بالمكان وأوساخ وقاذورات منتشرة في ظل غياب الرقابة والمعنيين عن الأمر». مستشفى بيطري أكدت الناشطة أبرار عبدالأمير أن الفريق التطوعي المعني بحقوق الحيوان يعتمد بشكل كبير على المساهمات المقدمة من بعض أفراد المجتمع لمحبي الحيوانات في حين لا مكان معيناً لتقديم الرعاية اللازمة. أما فَي سامي فذكرت أن أغلب الحيوانات التي يتم انقاذها تكون مريضة وتحتاج مستشفى خاصاً و%99 من مصروفات الرعاية الصحية من المدخول الشخصي للناشط نفسه أو من تفاعل المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودعت إلى توفير مستشفى بيطري حكومي على غرار المستشفى السابق، الأمر الذي يسهم في انقاذ الحيوانات بدلاً من رميها في الشوارع، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف المراكز البيطرية الخاصة. «الزراعة» مقصرة أكدت في سامي ضرورة توعية البائعين في سوق الطيور لتحسين تعاملهم مع الحيوانات وحثهم على التعقيم والتنظيف ومراقبة ذلك من خلال الجهات ذات العلاقة وتسجيل المخالفات بحق من يكسر القانون. ولفتت إلى أن الكثير من المسؤولين حين بيان تقصير أو شكاوى معينة تخص الحيوانات يجري الاستهزاء بصاحب الشكوى، الأمر الذي يحتاج مزيدا من الجدية والصرامة في الأمر. من جانبها، حمّلت أبرار عبدالامير هيئة الزراعة المسؤولية، مؤكدة أنها مقصرة في متابعة سوق الطيور بشكل كبير، فهي لا تراقب ولا تطبق القانون بالشكل المطلوب، رغم تواصل الناشطين معهم بكل الطرق المتاحة لكن لا حياة لمن تنادي. فريق تطوعي لإنقاذ الحيوانات تأسس فريق تطوعي يتكون من شباب وبنات من مختلف الأعمار هدفهم غير ربحي جمعوا أنفسهم لإنقاذ الأرواح الضعيفة من الحيوانات. ويسعى المنقذون إلى توعية المجتمع الكويتي حول كيفية التعامل مع الحيوانات إلى جانب تنفيذ عملية انقاذ لها بناء على بلاغات يجري تلقيها من خلال حسابات الفريق عبر مواقع التواصل نظرا لأن هذه الكائنات تكون في حال يصعب عيشها أو وحيدة في الشارع أو أوذيت من المجتمع. اعتداء على ناشطة روسية رصد ناشطون قبل أسابيع عدة محاولة أحد الباعة في سوق الطيور التعدي على ناشطة روسية مقيمة في البلاد بعد أن التقطت مقطعاً وصوراً للحيوانات المعذبة داخل محله في السوق، مشيرة في المقطع إلى أن الكثير من أصحاب المحال أهملوا القطط والكلاب ووضوعها في الأماكن غير المناسبة حتى تلقى مصيرها. ونشر نشطاء تفاعلاً مع القضية، مشيرين إلى ساحة ترابية قريبة من السوق يتم استخدامها في رمي الحيوانات المريضة أو القريبة من الموت في حين تفاعلت البلدية أخيرا مع الشكاوى وأزالت الحيوانات النافقة. أين الرحمة؟ رصد الناشطون باعة يقومون بإلقاء الكلاب المصابة والقطط في الشارع الخارجي والرصيف المقابل لهم تحت أشعة الشمس من دون أدنى درجات الرحمة والعطف. وطالب الناشطون هيئتي الزراعة والبيئة وبلدية الكويت بالتفاعل مع الموضوع بشكل جادٍ وتكثيف حملاتها ومخالفة الباعة المقصرين في حماية الحيوانات إضافة إلى تطوير العمل داخل السوق لضمان الوضع الصحي الجيد للحيوانات. بعض المحال تؤجر من الباطن انتقدت منى باش، والتي تعتبر من المنقذات المتخصصات في مجال الحيوانات الأليفة، غياب التوعية بالرفق بالحيوانات سواء في المدارس او المساجد أو حتى عن طريق الدورات الخاصة. وأشارت إلى وجود إهمال واضح في التعامل مع الحيوانات بمختلف أنواعها حتى وإن كانت داخل البيوت، حيث لا يتم منحها التطعيمات اللازمة واهتماما خاصا بها من ناحية المأكل والمشرب والمكان النظيف. وعن أبرز الملاحظات في السوق، أفادت بأن هناك الكثير من الحيوانات المريضة والممنوعة وأخرى صغيرة يمنع وجودها من دون أم إلا أن ما تشهده سوق الطيور من اهمال حولها لمرتع للقذارة والأوبئة والأمراض في ظل غياب السلطة والرقابة المسؤولة. واكدت ضرورة قيام الجهات المعنية بدورها في فرض السيطرة والإشراف المباشر على السوق وتوفير عيادة بيطرية ودكتور بيطري تكون له جولات على المحال. وبينت أن ضعف الرقابة وترك الحابل بالنابل جعلا المحال هناك غير مملوكة لأصحاب الرخص، حيث أجرت بالباطن لعمالة غير مدربة تدير شبكة استغلال الحيوانات.

جميع الحقوق محفوظة