الخميس 25 يونيو 2020

دواء «ديكساميثازون» المستخدم لعلاج مرضى كورونا.. خطير وقد يكون مميتاً

دواء «ديكساميثازون» المستخدم لعلاج مرضى كورونا.. خطير وقد يكون مميتاً

دواء «ديكساميثازون» المستخدم لعلاج مرضى كورونا.. خطير وقد يكون مميتاً

لم يمر أقل من أسبوع على إعلان علماء في بريطانيا عن عقار قالوا أنه يعتبر بارقة أمل جديدة في علاج المصابين بفيروس كورونا، حتى كشف خبراء أميركيون أن هذا العقار يمكن أن يكون قاتلاً في بعض الحالات.

العلماء البريطانيون أكدوا أن منشط «ديكساميثازون» أظهر أنه أنقذ حياة ثلث المرضى المصابين بالفيروس والذين يعانون من الأعراض الأكثر خطورة، وأعلن أنذاك وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن بلاده ستبدأ فوراً في وصف «ديكساميثازون» لمرضى الفيروس.

مفاجأة الدراسة

تم نشر نتائج تجارب هذا الدواء لأول مرة في بيان إخباري قليل التفاصيل، لكن الآن تم نشر الدراسة الكاملة، التي لم تتم مراجعتها أو نشرها بعد على الإنترنت، وهي تحمل مفاجأة.

تشير البيانات إلى أن عقار «ديكساميثازون» - وهو من الستيرويدات ورخيص الثمن ومتوفر على نطاق واسع- يبدو أنه يساعد المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة، ولكنه قد يكون أيضًا محفوفاً بالمخاطر للمرضى الذين يعانون من أعراض أخف بسبب فيروس كورونا، كما أن توقيت العلاج أمر بالغ الأهمية.

ويقول الدكتور، صامويل براون، أستاذ مساعد في الطب الرئوي والعناية المركزة في كلية الطب بجامعة يوتا، أن «هذا الدواء كان ضارًا ببعض المرضى».

بعد إعلان الأسبوع الماضي من قبل علماء بريطانيا، قال مسؤولون في بعض المستشفيات الأميركية أنهم سيبدأون في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا بـ«ديكساميثازون»، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تسريع الإنتاج لضمان إمدادات كافية، كما تحرك مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة للحد من تصديره.

تفاصيل التجربة

تم اختبار الدواء في تجربة سريرية شملت حوالي 6425 مريضا في بريطانيا، تم تقديم الدواء بشكل عشوائي لثلث المرضى، بينما تلقى الآخرون الرعاية المعتادة، كما تم وصف جرعة منخفضة جدًا من هذا الدواء، تُعطى يوميًا لمدة تصل إلى 10 أيام للمرضى في المجموعة الأولى.

كان دواء «ديكساميثازون» مفيدًا لأولئك الذين كانوا مرضى لأكثر من أسبوع، مما أدى إلى تقليل الوفيات بنسبة الثلث بين المرضى الذين وضعوا على أجهزة التنفس الاصطناعي، وبنسبة الخمس بين المرضى الذين يتلقون الأكسجين الإضافي بوسائل أخرى.

أما المرضى الذين تم إعطاؤهم دواء «ديكساميثازون» والذين لم يكونوا قد وضعوا على أجهزة التنفس الإصطناعي، ولم يتلقوا دعمًا تنفسيًا، ماتوا في الواقع بمعدل أعلى قليلاً من المرضى المشابهين الذين لم يعط لهم هذا الدواء، على الرغم من أن الفرق لم يكن ذا دلالة إحصائية.

وفقا للدكتور مارتين ج. لانداي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الطب وعلم الأوبئة في جامعة أكسفورد، «فإن الدواء قد يكون له آثار متباينة في مراحل مختلفة من المرض أمر منطقي، بالنظر إلى بيولوجيا هذا المرض».

في المرضى الذين لديهم أعراض خطيرة، يصبح الجهاز المناعي في وضعية فرط علاج، مما يؤدي إلى ما يسمى بعاصفة السيتوكين التي تضر بالجسم، بما في ذلك الرئتين.

ويقول الدكتور لانداي في مقابلة «إنه هذا المرض يكون على مرحلتين، المرحلة التي يهيمن فيها الفيروس، والمرحلة الثانية وهي المناعية والتي يكون الضرر الذي يسببه جهاز المناعة هو الأكبر».

قلق الأطباء

يشعر الأطباء بالقلق من استخدام المنشطات مثل «ديكساميثازون» لمحاربة فيروس كورونا، لأن المنشطات هي أدوية مضادة للالتهابات تُخمد الاستجابة المناعية للجسم.

وقال د. لاندراي «إن المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة بسبب فيروس كورونا قد يؤذيهم هذا الدواء أكثر مما ينفعهم».

وأضاف: «في المرحلة الأولى من المرض، يكون جهاز المناعة هو صديقك، إنه يحارب الفيروس، وتخفيف قوة هذا الجهاز ليست فكرة جيدة»، مضيفاً: «لكن في المرحلة الثانية، لم يعد الجهاز المناعي صديقك، بل إنه سيكون مسؤولاً عن فشل الرئتين، وتخفيفه بالستيرويدات يساعد على تحسين الوضع، ويزيد من فرصة نجاة المريض».

واتفق خبراء آخرون مع هذه النقطة ، قائلين إن «الدراسة أظهرت أن الديكساميثازون لا يمكن استخدامه لعلاج مرضى فيروس كورونا من أصحاب الأعراض الخفيفة، أو استخدامه كوسيلة للوقاية من الفيروس».

ويقول الدكتور صامويل براون: «من المحتمل أن يكون تناول ديكساميثازون ضار كعلاج لمرضى كوفيد 19، فالمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة لا يجب أن يتم وصف هذا الدواء لهم».

يرغب العديد من العلماء في رؤية نتائج التجربة تتكرر في دراسة أخرى، ويلاحظون أن بعض الأسئلة لم تتم الإجابة عليها بالكامل في الورقة البحثية، بما في ذلك معلومات حول النتائج طويلة المدى والأضرار العصبية لتناول هذا الدواء.

ويقول الدكتور جيريمي فوست، طبيب غرفة الطوارئ في مستشفى بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن: «إذا كان جزء معقول من المرضى يتعافون بطريقة جيدة ومرحب بها، فإن ما لديك هو انتصار هائل»، وأضاف: «بشكل عام، فإن المرضى الذين أمضوا وقتًا طويلاً في أجهزة التنفس الاصطناعي أمامهم طريق وعرة، حتى إذا كان الديكساميثازون يحسن من احتمالات بقائهم على قيد الحياة».

  •  

جميع الحقوق محفوظة