الثلاثاء 21 يناير 2020

جونسون و «بي بي سي».. إصلاح أم إعدام؟

جونسون و «بي بي سي».. إصلاح أم إعدام؟

جونسون و «بي بي سي».. إصلاح أم إعدام؟

حذرت هيئة الإذاعة البريطانية من انها تواجه لحظة خطيرة حيث يستغل أعضاء مجلس العموم المحافظين، فرصة مغادرة المدير العام للهيئة، طوني هول، للمطالبة بإصلاح نموذج التمويل ووضع حد لرسوم الترخيص.

ويقود جون ويتنغديل، وزير الثقافة السابق، الدعوات لمناقشة طريقة تمويل هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» للبدء بمجرد بدء مراجعة نصف المدة، للمؤسسة في عام 2022، وطالب خليفة هول بدراسة قدرة بي بي سي على المنافسة في عصر Netflix.

وأبلغ عضو المجلس عن حزب المحافظين، والذي شارك عام 2016 في مفاوضات تجديد الميثاق للهيئة، والذي من المتوقع ان يعود الى منصبه السابق كوزير للثقافة، أبلغ صحيفة غارديان أن الزيادة الهائلة في المحتوى المتدفق وانتشار خدمات الاشتراك تثير أسئلة حول الاستدامة وكيف نستمر في دعم مؤسسة بث حكومية عموما، وأيضًا مستقبل رسوم الترخيص.

ومن المقرر أن يتنحى هال عن منصبه في الصيف بعد سبع سنوات قضاها في منصبه، حيث جيء به لتحقيق الاستقرار في المؤسسة بعد فضيحة جيمي سافيل في عام 2012. وقال هيل في رسالة بالبريد الإلكتروني وجهها إلى الموظفين: بي بي سي لديها ميثاق مدته 11 عامًا. ومهمتنا آمنة حتى عام 2027 لكن لدينا أيضًا عملية مراجعة منتصف المدة في ربيع عام 2022. وعلينا تطوير أفكارنا تجاه الإثنين معاً. ومن الصواب أن يكون لدى هيئة الإذاعة البريطانية شخص واحد لقيادتها خلال المرحلتين .

وكشف هول أنه سيتولى منصب المعرض الوطني للفنون. ويتعين على خليفته قيادة المؤسسة خلال فترة من الخلافات المستمرة حول المساواة في الأجور والتحيز السياسي والتنوع.

المعركة الأكبر

ومع ذلك، من المحتمل أن تدور المعركة الأكبر للمدير العام الجديد حول تمويل المؤسسة، بعد أن ألمح رئيس الوزراء بوريس جونسون خلال الانتخابات إلى أنه يعتقد أن رسوم الترخيص ربما لم تعد نموذجًا مستدامًا.

وسوف يختار مجلس إدارة «بي بي سي»، وليس الحكومة، خليفة هول.

وحذرت شخصيات من حزب العمال من أن «بي بي سي» في شكلها الحالي تبدو ضعيفة. وهناك مخاوف عميقة بشأن الاتجاه المستقبلي لها، حيث رأى البعض أن توقيت رحيل هال مصمم لضمان أن يختار رئيس هيئة الإذاعة البريطانية الحالي، السير ديفيد كليمنتي، خليفة هول بدلاً من رئيس مجلس إدارة جديد تختاره الحكومة. من المقرر أن توصي الحكومة رئيس جديد للهيئة في فبراير 2021.

واعتبرت هارييت هارمان، وزيرة الثقافة السابقة في حكومة الظل، إن هيئة الإذاعة البريطانية تواجه «لحظة خطيرة» حيث ان الكثير من أعضاء حزب المحافظين لا يلتزمون تجاه الهيئة على الإطلاق، بينما قال كيفن برينان، وزير الإعلام في حكومة الظل، إن المدير العام الجديد يجب ان يكون مستعدًا للدفاع عن المؤسسة ضد "حكومة يمينية جدًا وفيها بعض الأصوات التي تريد تفكيكها".

وأشار وايتنغديل الى إن استبدال رسوم الترخيص بخدمة الاشتراك سيكون بعيد المنال لأن ذلك لن يكون ممكنًا إلا عند توزيع التلفزيون عبر الإنترنت. لكن" من المنطقي أن نبدأ في مناقشة التحول الى الاشتراك".

وأضاف: كانت تربطني علاقة جيدة مع طوني هول. وأعتقد أنه قام بعمل جيد. وأجرينا مفاوضات مكثفة ولكن انتهى بنا للتوصل الى ميثاق جيد لهيئة الإذاعة البريطانية. ومع ذلك، لم يحدث التجديد إلا منذ ثلاث أو أربع سنوات، لكن العالم قد تغير كثيرًا، لقد أدخلنا في الميثاق، على عكس رغبات بي بي سي، مسألة مراجعة منتصف المدة في عام 2022، وعلى الرغم من أن ذلك كان يتعلق بشكل أساسي بالهيكل الإداري الجديد، إلا أنه يوفر فرصة للبدء على الأقل، في النقاش حول مستقبل رسوم الترخيص.

نموذج جديد

مجموعة من منتقدي الهيئة من حزب المحافظين، قالوا إن أي مدير عام جديد سيحتاج إلى أن يكون منفتحا ً على طرق جديدة لتمويل المؤسسة. قال أندرو بريدجن، العضو البارز في حزب المحافظين، إن مراجعة الميثاق الأخيرة لم تدرك تعقيدات البث عبر الإنترنت ودعا هيئة الإذاعة البريطانية إلى التوقف عن التشبث برسوم الترخيص باعتبارها سترة النجاة، في حين انها في الحقيقة، الصخرة التي جرتها الى الأسفل عن طريق منعها من الاستفادة من السوق العالمية لخدماتها.

وقال عضو آخر من المحافظين، هي جوليان نايت، المرشحة لرئاسة لجنة الإعلام في مجلس العموم، إن الانتخابات أعطت حزب المحافظين فرصة ثانية لإصلاح هيئة الإذاعة البريطانية بعد ان فشل في ذلك، في مراجعة الميثاق الأخيرة. وشددت على إن الحكومة يجب أن تنتهز الفرصة التي أوجدها انتصارنا لمساعدة الهيئة على الانتقال إلى نموذج جديد.

ويعترض داميان كولينز، الذي ترأس لجنة وسائل الإعلام في مجلس العموم حتى الانتخابات، على إلغاء رسوم الترخيص لكنه اقترح على الهيئة أن تراجع الطريقة التي تجمع بها الأموال. وقال: "إن المؤسسة محشورة في الزاوية ويتعين عليها أن تبذل المزيد من الجهد للحفاظ على مشاركة وثقة دافعي رسوم الترخيص. وأعتقد أنه يمكن لها البحث عن طرق جديدة لزيادة إيراداتها من الاشتراكات مثل برامج iPlayer أو الاشتراك الدولي في iPlayer."

خطوات متسرعة

بن برادشو، وزير الثقافة السابق من حزب العمل، حذر الحكومة بأن عليها "التفكير بروية وعدم اتخاذ خطوات متسرعة" تجاه نمط تمويل المؤسسة.

وقال انه "سيكون هناك دائمًا نقاش حول تمويل الهيئة، لكن في عصر يزداد فيه القلق بشأن الأخبار الكاذبة وإساءة استخدام البيانات من قبل المؤسسات القوية والقوى المعادية والأحزاب السياسية والحملات الانتخابية، فان المطالبة بمؤسسة اخبارية جديرة بالثقة وموضوعية وخاضعة للمساءلة، لها ما يبررها أكثر من أي وقت مضى".

من بين الأسماء المرشحة لتولي المنصب، شارون وايت، الرئيس التنفيذي السابق للمؤسسة التنظيمية للإعلام Ofcom، وغيل ريبوك، رئيس مؤسسة Penguin Random House للنشر، والرئيس التنفيذي للقناة الرابعة، أليكس ماهون. ومن بين المرشحين الداخليين المحتملين مديرة المحتوى في المؤسسة، شارلوت مور، مدير الإذاعة والتعليم، جيمس بورنيل، ومدير الأخبار والشؤون الراهنة، فران أونسوورث.

وختم هيل في رسالته إلى الموظفين يوم الاثنين، بالقول لقد كان قرارًا صعبًا علي. فأنا أحب بي بي سي، ولو اتبعت قلبي ما كنت غادرتها، وسوف أبقى مدافعاً عن بي بي سي دائماً.

  •  

جميع الحقوق محفوظة