الخميس 18 أكتوبر 2018

تركيا تفتش القنصلية السعودية مجددا

تركيا تفتش القنصلية السعودية مجددا

تركيا تفتش القنصلية السعودية مجددا

فتش محققون أتراك القنصلية السعودية في اسطنبول ليلا للمرة الثانية في إطار تحقيق بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، بينما تراجع وزيرا مالية فرنسا وهولندا عن حضور قمة استثمارية بالرياض في خضم الانتقادات العالمية للمملكة وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه ينتظر تقريرا وافيا عما حدث لخاشقجي من وزير الخارجية مايك بومبيو بعدما التقى بقادة سعوديين وأتراك، كما قال إنه لا يريد التخلي عن السعودية حليفة بلاده. ويقول مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن خاشقجي، الذي يحمل إقامة في الولايات المتحدة والكاتب في صحيفة واشنطن بوست والمنتقد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قتل داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول ونقل جثمانه من المكان. وتنفي السعودية أي دور لها في اختفاء خاشقجي. وأشار ترامب، دون أن يقدم دليلا، إلى احتمال أن يكون ”قتلة مارقون“ وراء هذا الاختفاء. أما كيف سيتعامل الحلفاء الغربيون مع الرياض فأمر يتوقف على مدى اقتناعهم بمسؤولية ولي العهد والسلطات السعودية عن الأمر. وبدا أن ترامب، الذي أقام علاقات أكثر قربا مع السعودية وولي العهد في مسعى لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، عازف عن الابتعاد كثيرا عن الرياض، وتحدث عن صفقات سلاح محتملة بعشرات المليارات من الدولارات. وعبرت دول غربية أخرى عن قلقها إزاء اختفاء خاشقجي لكنها تواجه موقفا دقيقا مماثلا في تعاملها مع المملكة. وأعلن وزير المالية الفرنسي برونو لو مير يوم الخميس عن إلغاء خطط المشاركة في المؤتمر الاستثماري الذي يعقد بالرياض الأسبوع المقبل، وقال لتلفزيون سينا العام ”الظروف غير ملائمة“. وقالت وكالة الأنباء الهولندية إن وزير المالية فوبكه هوكسترا ألغى أيضا خططا لحضور المؤتمر، فيما ألغت الحكومة الهولندية بعثة تجارية للسعودية كانت مقررة الشهر المقبل. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن خططه لحضور مؤتمر الرياض ستكون محل بحث مجددا بعد أن يتسنى للمسؤولين في بلاده التشاور مع بومبيو. وذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية أن وزير التجارة ليام فوكس لن يحضر المؤتمر. * تسجيل صوتي قال شاهد من رويترز إن فريق التحقيق الجنائي غادر القنصلية السعودية صباح يوم الخميس بعد تفتيش المبنى والسيارات التابعة للقنصلية. واستخدم الفريق أضواء ساطعة لإضاءة الحديقة. وفي وقت سابق، أمضى محققون أتراك قرابة تسع ساعات في مقر إقامة القنصل السعودي، كما فعل محققون سعوديون ذلك أيضا. وفتش الفريق التركي السطح والمرأب وأطلقوا طائرة مسيرة حلقت فوق المنطقة. كانت مصادر تركية قد قالت لرويترز إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية. وقال ترامب إن واشنطن طلبت من تركيا أي دليل بالصوت أو الصورة. ونشرت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة يوم الأربعاء ما قالت إنها تفاصيل من تسجيلات صوتية توثق تعذيب واستجواب خاشقجي. وذكرت الصحيفة أن معذبيه قطعوا أصابعه أثناء الاستجواب وقطعوا رأسه لاحقا ثم قطّعوا أوصاله. ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول تركي كبير تأكيده تلك التفاصيل. وأحجم مسؤولان من الحكومة التركية اتصلت بهما رويترز عن تأكيد التقرير. وقال سبعة مسؤولين أمنيين أمريكيين وأوروبيين لرويترز إن تركيا لم تسلم الحكومة الأمريكية أو حلفاء أوروبيين تسجيلات صوتية أو مصورة. وذكر أربعة من المصادر أن الولايات المتحدة وحلفاءها جمعوا معلومات مخابراتية من خلال مصادرهم ووسائلهم الخاصة تؤكد جانبا من تقارير إخبارية تستند إلى تسجيلات صوتية مسربة. * فريق مخابرات نشرت صحيفة صباح التركية الموالية للحكومة أدلة أولية الأسبوع الماضي نقلا عن محققين قالت إنهم تعرفوا على هوية أعضاء فريق يضم 15 من أفراد المخابرات السعودية وصلوا إلى اسطنبول بجوازات سفر دبلوماسية قبل ساعات من اختفاء خاشقجي. يماثل اسم أحدهم اسما على حساب على موقع لينكد-إن لخبير في الطب الشرعي عمل بوزارة الداخلية السعودية على مدى 20 عاما. وورد اسم آخر في دليل دبلوماسي لعام 2007 بصفته سكرتيرا أول بالسفارة السعودية في لندن. وتشابهت أسماء آخرين وصورهم مع أفراد بالجيش والقوات الجوية السعودية، وذلك وفقا لتعريفهم في تقارير إعلامية سعودية سابقة، وفي حالة واحدة وفقا لحساب على فيسبوك. وربط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن شهود وسجلات أخرى بين أربعة منهم وأمن ولي العهد. ورسم الأمير محمد (33 عاما) صورة لنفسه كواجهة لدولة سعودية جديدة تعج بالنشاط وتتنوع مصادر دخلها وتجري بعض التغييرات الاجتماعية. لكنه يواجه انتقادات منها ما يتعلق باعتقال ناشطات ومنها ما يرتبط بخلاف دبلوماسي مع كندا ومنها ما يرجع لدور بلاده في حرب اليمن التي يسقط فيها ضحايا مدنيون في ضربات جوية لتحالف تقوده السعودية. ولم يتورع خاشقجي إطلاقا عن انتقاد السياسات السعودية، وهو مطلع على شأن الأسرة الحاكمة وكان يوما مستشارا للأمير تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق. ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لخاشقجي تسلمته من مساعده بعد أنباء اختفائه. وفي المقال يندد خاشقجي بتضييق حكومات عربية على الصحفيين وتقاعس المجتمع الدولي عن الرد. وكتب ”نتيجة لذلك، أطلقت حكومات عربية يدها لمواصلة إسكات وسائل الإعلام بمعدل متزايد“.

جميع الحقوق محفوظة