السبت 18 أغسطس 2018

ترامب إلى مواجهة مع «الاستخبارات»

ترامب إلى مواجهة مع «الاستخبارات»

ترامب إلى مواجهة مع «الاستخبارات»

بعد أن بدأ بجون برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التلويح بسحب التراخيص الأمنية لمسؤولين أمنيين سابقين وحاليين، في توجّه قد يفضي إلى مواجهة بينه وبين الاستخبارات، مما يمثّل خطرا على الجبهة الداخلية للولايات المتحدة. وعادة ما يحتفظ المسؤولون السابقون بتصريحاتهم الأمنية بعد مغادرة مناصبهم، للسماح لمن يخلفهم باستشارتهم في قضايا آنية، ولكن تهديد ترامب بسحب تراخيصهم الأمنية ومنعهم من الاطلاع على المعلومات السرّية الحساسة يحرمهم من إسداء النصح وتقديم خبراتهم للأجيال الشابة. وبرر ترامب قراره سحب ترخيص برينان بـ«المخاطر التي تمثّلها تصرفاته وسلوكه الخاطئ»، ولكنه أقر لاحقا بأن قراره صدر بسبب انتقادات برينان وتصريحاته حول وجود روابط بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، وأنه مرتبط بالتحقيق الفدرالي الجاري الذي يقوده روبرت مولر، حول احتمال وجود تواطؤ بين حملته وروسيا للتأثير على مسار الانتخابات الرئاسية عام 2016. وأمس، غرّد ترامب: «هل نظر أحد في الأخطاء التي ارتكبها جون برينان أثناء عمله كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية؟ إنه الأسوأ في التاريخ، وسيسقط بسهولة، فمنذ خروجه أصبح لا شيء، ويمثل نوعا من الاختراق السياسي الحزبي، ولا يمكن الوثوق به مع أسرار بلدنا!». وعقب برينان، لمّح ترامب إلى أنه من المرجح ان يجرد المسؤول في القسم الجنائي في وزارة العدل بروس أور من تصريحه الامني، قائلا: «أعتقد أن بروس أور وصمة عار. أظن أنني سأسحبه (التصريح الأمني) قريبا جدا». وحول مولر، قال ترامب: «السيد مولر أيضا لديه الكثير من التضارب في المصالح، هو نفسه بشكل مباشر». ولكنه استدرك أنه ينبغي السماح لمولر بإنجاز تقرير بخصوص «التدخل الروسي». حملة جديدة في المقابل، انضم 60 ضابطا سابقا في «سي آي إيه» إلى 15 ضابطا من كبار ضباط الاستخبارات المتقاعدين الذين أعربوا عن رفضهم لموقف ترامب من برينان بعد إلغاء تصريحه الأمني، لافتين إلى أن الرئيس الأميركي يتصرف بما يتعارض مع مصالح الأمن القومي. وأعلنت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن مديرين سابقين لـ«سي آي إيه»، عيّنهم رؤساء جمهوريون وديموقراطيون على السواء، بينهم روبرت غيتس، وجورج تينيت، وبورتر غوس، وليون بانيتا، وديفيد بترايوس، نددوا بقرار ترامب بإلغاء التصريح الأمني لبرينان. وأكملوا: «لم نشهد في السابق استخدام إعطاء تصريح أمني أو إلغائه كوسيلة سياسية، كما هي الحال في هذه القضية». معاقبة بابادوبلوس بدوره، أوصى مولر في مذكرة قضائية بمعاقبة جورج بابادوبلوس الموظف السابق في حملة ترامب بالسجن ستة أشهر، بسبب كذبه على موظفين اتحاديين يحققون في «التدخل الروسي». وأقر بابادوبلوس، في أكتوبر الماضي، بأنه مذنب بكذبه على موظفي «إف بي آي»، ومن المقرر أن يصدر الحكم عليه في السابع من سبتمبر المقبل. إلى ذلك، قال القاضي الذي ينظر قضية بول مانافورت المدير السابق للحملة الانتخابية لترامب إنه لن يكشف عن أسماء وعناوين المحلَّفين التي تسعى وراءها وسائل الإعلام، لأنه قلق على «أمنهم وسلامتهم». وأضاف القاضي تي.إس إليس في المحكمة، بينما كان المحلفون يجرون مداولات في شأن القضية لليوم الثاني: «لقد تلقيت هجوما وتهديدات. أتصور بأنهم (هيئة المحلفين) سيتلقون الشيء ذاته أيضاً». وقال: «لم تكن لدي فكرة أن القضية ستثير تلك الانفعالات.. لا أشعر أن من الصواب نشر أسمائهم»، مردفا أنه يتمتع بحماية دائمة وفرها «إف بي آي». ووجّهت لمانافورت اتهامات بالاحتيال المصرفي والضريبي. وتلك أول محاكمة تعقد نتيجة لتحقيق «التدخل الروسي» الذي يشرف عليه مولر. وقال ترامب إن مانافورت كان «شخصا جيدا للغاية»، واصفا محاكمته بأنها «سيئة جداً»، وأن يوم المحاكمة هو يوم حزين. (رويترز، أ ف ب) من اليمين: بترايوس وبانيتا وغيتس وتينيت ضمن المسؤولين الذين انتقدوا ترامب لسحبه ترخيص برينان | إنترنت الوسوم

جميع الحقوق محفوظة