الجمعة 19 أكتوبر 2018

تخزين النفط يرتفع.. وسعره يهبط

تخزين النفط يرتفع.. وسعره يهبط

تخزين النفط يرتفع.. وسعره يهبط

نزل النفط أمس الخميس لما دون الـ80 دولارا للبرميل في الوقت الذي تشير فيه زيادة مخزونات الخام الأميركية للأسبوع الرابع إلى وفرة في الإمدادات، في حين يتلقى الخام دعماً من انخفاض صادرات إيران. كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قالت إن مخزونات الخام الأميركية زادت 6.5 ملايين برميل الأسبوع الماضي في زيادة أسبوعية هي الرابعة على التوالي وبما يقرب من ثلاثة أمثال توقعات المحللين. وبحلول الساعة 13 بتوقيت غرينتش انخفض خام القياس العالمي برنت إلى 78.92 دولاراً للبرميل. والخام متراجع بما يزيد على سبعة دولارات من أعلى مستوى منذ 2014 البالغ 86.74 دولارا الذي سجله في الثالث من أكتوبر. وتراجع الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 61 سنتا إلى 69.14 دولاراً للبرميل. وقال أوليفييه جاكوب محلل النفط لدى بتروماتركس «المخزونات تتعزز.. إنه اتجاه مستمر.. أسبوع بعد أسبوع، بدأ الأثر يظهر». وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع صادرات النفط الخام السعودية في أغسطس إلى 7.210 ملايين برميل يومياً من 7.120 ملايين برميل يومياً في يوليو. كما أظهرت بيانات رفينيتيف أيكون أنه من المقرر وصول كمية غير مسبوقة من النفط الخام الإيراني إلى ميناء داليان شمالي الصين هذا الشهر وفي أوائل نوفمبر قبل أن تدخل عقوبات أميركية على إيران حيز التنفيذ. وبحسب الأرقام، فإن إجمالي 22 مليون برميل من النفط الخام الإيراني قد حُملت على متن ناقلات مملوكة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية وتتجه إلى داليان. وتتلقى داليان في المعتاد بين مليون وثلاثة ملايين برميل من النفط الإيراني شهرياً وفقاً لبيانات ترجع إلى يناير 2015. وتعثر إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على عدد أقل من مشتري نفطها قبيل العقوبات الأميركية على صادراتها النفطية التي ستدخل حيز التطبيق في الرابع من نوفمبر. وسبق لإيران أن خزنت النفط في داليان خلال الجولة السابقة من العقوبات في 2014 حيث جرى بيعه لاحقاً إلى مشترين في كوريا الجنوبية والهند. وتضم داليان بعض أكبر مصافي التكرير ومنشآت تخزين النفط التجارية في الصين. كانت «رويترز» قالت الأسبوع الماضي إنه في الثامن من أكتوبر فرغت الناقلة «ديون»، وهي واحدة من بين 11 ناقلة عملاقة، النفط في صهريج تخزين بلا رسوم بقطاع شينغانغ بميناء داليان، في حين أغلقت ناقلة عملاقة ثانية هي «دينو 1» جهاز التتبع بها في الثالث عشر من أكتوبر قرب الميناء. وعادت الناقلة دينو 1 للظهور في وقت سابق من الأسبوع الجاري قرب تايوان وقد فرغت شحنتها. وتضم منطقة شينغانغ عدداً من مجمعات مستودعات التخزين لاحتياطيات تجارية واستراتيجية. وتدير مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) وشركة ميناء داليان المخزونات التجارية في المنطقة وفقا لمعلومات على الموقعين الإلكترونيين للشركتين. وقال مصدر مطلع إن سي.ان.بي.سي لا تتوقع وصول أي نفط إيراني إلى داليان، مضيفا أنه من المستبعد أن يحصل مشترون على النفط الإيراني من الصهاريج في داليان بسبب العقوبات الأميركية. والاحتفاظ بالنفط في مخازن بلا رسوم يمنح مالكو الشحنة خيار بيع النفط داخل الصين أو إلى مشترين آخرين في المنطقة. وتغلق سفن شركة الناقلات الوطنية الإيرانية أجهزة التتبع عند تحميل النفط أو تفريغه لمراوغة السلطات الأميركية حيث ستعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران أوائل نوفمبر وفقاً لبيانات الشحن على رفينيتيف أيكون. وتظهر البيانات أن ثلاث ناقلات من المقرر وصولها إلى الصين في نوفمبر تتجه صوب جزيرة تشانغشينغ. وقالت مصادر بالقطاع إن توبراش، أكبر شركة تكرير نفط في تركيا، تجري محادثات مع مسؤولين أميركيين للحصول على إعفاء يسمح لها بمواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني في نوفمبر. وتستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع طهران وقوى عالمية أخرى في وقت سابق من العام الحالي، لكنها تدرس أيضاً تقديم إعفاءات لبعض حلفائها الذين يعتمدون على الإمدادات الإيرانية. وتعتمد تركيا عضو حلف شمال الأطلسي بكثافة على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإيران المجاورة أحد مصادرها الرئيسية للنفط بسبب قربها الجغرافي وجودة نفطها الخام وملاءمة فروق الأسعار. وقال مصدر بالقطاع على دراية بالأمر إن تركيا تبذل مساعي لخفض مشترياتها قبيل العقوبات الأميركية، لكنها ستفضل الإبقاء على قدر من واردات النفط الإيرانية بعد نوفمبر. وقال: «سيرغبون في التمكن من مواصلة استيراد ثلاث أو أربع شحنات شهريا، مثلما كانوا يفعلون خلال جولة العقوبات السابقة. لكن إذا أبلغتهم الولايات المتحدة بأن يتوقفوا، فسيلتزمون ويعملون صوب ذلك». ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدثة باسم توبراش ولا من وزارة الطاقة التركية. واستوردت تركيا نحو 97 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني في أغسطس و133 ألف برميل يوميا في سبتمبر مقارنة مع ما يزيد قليلاً على 240 ألف برميل يومياً في أبريل وفقا لما تظهره بيانات تتبع الناقلات والشحن. وفي أول أسبوعين من أكتوبر، اشترت تركيا ثلاث شحنات الواحدة بمقدار مليون برميل من النفط الإيراني وهو مستوى يعادل نحو 97 ألف برميل يوميا ما لم تشترِ شحنات أخرى هذا الشهر. ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن تجري مفاوضات مع تركيا بشأن إعفاء، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة مستعدة للعمل مع الدول التي تقلص وارداتها على أساس كل حالة على حدة. وامتنع برايان هوك مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران يوم الاثنين عن التعليق مباشرة على أي محادثات تخص الإعفاءات مع تركيا لكنه أبلغ الصحافيين أن الدول التي تطلب إعفاء من العقوبات يجب أن «تشرح ظروفها الخاصة والمنفردة». وقال هوك إن تلك المحادثات خاصة، لكنه أضاف أن وزارة الخارجية «تسعى لوضع أهدافنا الخاصة بالأمن القومي في المقدمة وتأخذ في الحسبان أيضا احتياجات حلفائنا وشركائنا في أنحاء العالم». وعارضت تركيا علنا العقوبات الأميركية على إيران وتقول إنها لن تقطع علاقاتها التجارية مع طهران بناء على توجيهات من دول أخرى. وفي 2017، تصدرت إيران موردي النفط الخام إلى تركيا بما يعادل 11.5 مليون طن من إجمالي مشتريات أنقرة التي تقارب 26 مليون طن، يليها العراق وروسيا. (لندن، دبي، سنغافورة – رويترز)

جميع الحقوق محفوظة