الثلاثاء 10 سبتمبر 2019

النفط يتفاءل بتوزير عبدالعزيز بن سلمان

النفط يتفاءل بتوزير عبدالعزيز بن سلمان

النفط يتفاءل بتوزير عبدالعزيز بن سلمان

ارتفع النفط أمس جراء توقعات بأن السعودية، أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، ستواصل دعم تخفيضات إنتاج الخام التي تنفذها أوبك ومنتجون من خارجها لدعم الأسعار، بعد تعيين الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزيرا جديدا للطاقة.

وارتفعت الأسعار لليوم الرابع، مدعومة أيضا بتعليقات من وزير الطاقة الإماراتي بأن المنتجين في أوبك والحلفاء ملتزمون بتحقيق توازن في سوق الخام.

وبحلول الساعة 0649 بتوقيت غرينتش أمس، ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 61 سنتا، أي ما يعادل واحدا بالمئة إلى 62.15 دولارا للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 65 سنتا، ما يوازي 1.2 بالمئة إلى 57.17 دولارا للبرميل.

والأمير عبدالعزيز عضو في الوفد السعودي في منظمة البلدان المصدرة للبترول منذ فترة طويلة، وعُين في منصب وزير الطاقة أول من أمس خلفا لخالد الفالح، وهو نجل العاهل السعودي، وهذه المرة الأولى التي يتولى فيها أحد افراد الأسرة الحاكمة حقيبة النفط.

وشارك الأمير في المفاوضات الخاصة بالاتفاق العالمي الحالي لخفض الإمدادات بين أوبك والمنتجين من خارجها، بما في ذلك روسيا، في المجموعة المعروفة باسم أوبك +.

وقال مسؤول سعودي إنه لن يكون هناك تغيير في سياسات السعودية وأوبك.

وصرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أنه لن يكون ثمة تغيير جذري في سياسة النفط السعودية التي تستند إلى اعتبارات استراتيجية، من بينها الاحتياطيات واستهلاك الطاقة.

وقال للصحافيين، على هامش مؤتمر للطاقة في أبوظبي: إنه يتعين على جميع المنتجين في أوبك الالتزام بأهداف الإنتاج بموجب اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده المنظمة.

وأوضح أن المملكة، أكبر مصدر للخام في العالم، لا يمكن أن تعمل وحدها دون تشاور مع بقية أعضاء أوبك، وأن التحالف بين أوبك ومنتجين مستقلين، المعروف باسم أوبك+، مستمر لفترة طويلة.

وأضاف ابن سلمان: «عملنا داخل أوبك دوماً على نحو متماسك ومترابط لضمان أن يعمل المنتجون ويزدهرون معاً».

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك حاجة لزيادة تخفيضات إنتاج النفط لدعم السوق، أجاب: «سيكون خطأ من جانبي أن أستبق باقي أعضاء أوبك».

وامتنع الوزير السعودي عن التعليق على أسعار النفط التي ارتفعت أمس بفضل أنباء تعيينه.

وقال الأمير عبدالعزيز إنه لا يعتقد أن الطلب العالمي على الطاقة يتباطأ وان من المتوقع تحسّن آفاق الاقتصاد العالمي فور تسوية الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وأكد أن الرياض ملتزمة بالعمل مع المنتجين الآخرين داخل أوبك وخارجها من أجل تحقيق توازن في أسواق النفط العالمية.

إضافة

وقال بن سلمان إن المملكة تريد إنتاج وتخصيب اليورانيوم في المستقبل من أجل برنامجها المزمع لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية الذي سيبدأ بمفاعلين.

وأضاف: «نمضي فيه قدما بحذر... نقوم بتجربة مفاعلين نوويين».

من جهة أخرى، قال الكرملين إنه لا يتوقع تأثيرا على الأرجح على التعاون الروسي مع أوبك والرياض بعد تعيين الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزيرا جديدا للطاقة في السعودية.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين في مؤتمر بالهاتف: «خروج وزير واحد من الصعب أن يؤثر على الإرادة السياسية العامة لموسكو والرياض لمواصلة وتطوير العلاقات الثنائية».

وقال وزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي إن المنتجين من أوبك وخارجها ملتزمون بتحقيق التوازن في سوق النفط، وإن أبوظبي ستدعم أي قرار جماعي بشأن تخفيضات إنتاج أكبر.

وحين سُئل عن احتمال تعميق تخفيضات الإنتاج، قال الوزير، خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي: إنه غير قلق بشأن أسعار النفط الحالية، بل بشأن مستوى مخزونات الخام.

وأضاف أن العوامل السياسية وتوترات التجارة العالمية تؤثر على السوق أكثر مما تؤثر عليها مستويات العرض والطلب، لكنه استبعد اتخاذ خطوات متسرعة تأثرا بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأبلغ المزروعي رويترز أن «الخوف من تباطؤ الطلب (على النفط) لن يتحقق إلا إذا تصاعدت التوترات، وأنا شخصيا متفائل بأن ذلك لن يحدث».

وذكر المزروعي أن الإمارات العربية المتحدة ستدعم أي قرار يُتخذ بالتوافق بين أوبك وحلفائها بخصوص أي تخفيضات جديدة في إنتاج النفط، مؤكدا امتثال بلاده الكامل بالاتفاق الحالي.

وصرح وزيرا نفط عُمان والعراق للصحافيين في أبوظبي أن من السابق لأوانه تقييم ما إذا كانت ثمة حاجة لتخفيضات أعمق لدعم سوق النفط في وقت تشهد فيه مخاوف من ركود عالمي جراء الخلاف بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح وزير نفط العراق ثامر الغضبان أن بغداد ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي تقوده أوبك، مضيفا أن مستويات إنتاج بلاده حاليا تبلغ 4.6 ملايين برميل يوميا.

وقال: «نحن ملتزمون بكل تأكيد باحترام (التخفيضات).. صادراتنا انخفضت بما لا يقل عن 150 ألف برميل يوميا من الجنوب».

ويُعقد اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ يوم الخميس المقبل في أبوظبي على هامش مؤتمر للطاقة.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن محمد باركيندو، الأمين العام لأوبك، قوله إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك ربما تبحث معايير جديدة لمراقبة سوق النفط العالمية، حين تجتمع في أبوظبي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وتستخدم المجموعة، المعروفة باسم أوبك+، معايير معينة لمراقبة اتفاقها، مثل متوسط خمس سنوات لمخزونات النفط في الدول المتقدمة.

ونقلت «تاس» عن باركنيدو قوله «هذا ليس على جدول الأعمال، لكن من الممكن أن نبحثها (المعايير) إذ اننا سنناقش وضع السوق».

وقال باركيندو إن من المتوقع أن ترتفع صادرات خام الشرق الأوسط لآسيا إلى 20 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040 بسبب التوسعات المتزايدة في طاقة التكرير بالمنطقة ونمو الطلب بقيادة الصين والهند.

وقال باركيندو في رسالة مصورة بمؤتمر البترول لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سنغافورة «من المتوقع أن ترتفع صادرات الخام من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي بأكثر من خمسة ملايين برميل يوميا بين 2018 و2040، لتزيد إلى 20 مليون برميل يوميا بحلول 2040».

وتابع: «من ثم ستكون منطقة آسيا والمحيط الهادي المنفذ الرئيسي لأوبك.. في الأمد الطويل». (رويترز)

  •  

جميع الحقوق محفوظة