الأربعاء 28 مارس 2018

المرأة الكويتية.. تتحدى مسؤولياتها والتزاماتها المادية

المرأة الكويتية.. تتحدى مسؤولياتها والتزاماتها المادية

المرأة الكويتية.. تتحدى مسؤولياتها والتزاماتها المادية

تعددت مسؤوليات المرأة الكويتية حاليا مع تزايد التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية والعائلية وضعتها أمام تحد كبير لإدارة نفقاتها المالية والتوفيق بين حاجاتها الأساسية والثانوية التي تتطلبها الحياة المعاصرة. فإدارة نفقات المرأة الكويتية ومصروفاتها تحد شهري ترافقه خطط متوسطة وقصيرة الأجل لشراء المتطلبات والإيفاء بالالتزامات والمستحقات المالية وهو أمر غير بسيط بل تشوبه صعوبة على الصعيدين الشخصي والاجتماعي لتوفير مبلغ مالي من راتبها الشهري مع نهاية الشهر. وأدركت النساء أن استثمار جزء من الدخل المحدود بات أمرا ضروريا وملحا تفرضه الحياة مما زاد من الأعباء على الراتب نتيجة تحييد جزء ليس باليسير منه لأغراض الاستثمار ناهيك عن التحديات التي يفرضها تحديد نوع الاستثمار والمخاطر عليه. وللاطلاع على صعوبة تحديد أولويات الإنفاق لدى المرأة الكويتية التقت وكالة وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء عددا من النساء العاملات بالقطاعين العام والخاص إضافة الى متخصصات بالقضايا الاجتماعية لمعرفة أولوياتهن في توزيع المصروفات والنفقات واختلافها بين الفئات العمرية للنساء الكويتيات الى جانب مدى اهتمام النساء باستثمار جزء من اموالهن في المستقبل. وفي السياق قالت عضو مجلس إدارة شبكة نساء الأعمال الكويتية رفعة الرشيدي ل(كونا) إن القدرة على ادارة الانفاق بكفاءة سواء لدى الرجل او المرأة تعتمد بالدرجة الاولى على الشخص نفسه وقدرته على توزيع المدخول وفقا للمتطلبات والاحتياجات الشخصية والعائلية والمالية. وأضافت الرشيدي أن هذا الامر يعتمد أيضا على الشخص ذاته وقدرته على استثمار قسم من امواله فالبعض يرغب ولديه القدرة على استثمار بعض من الاموال على حساب متطلبات اخرى يراها ليست ضرورية وهناك نساء استطعن استثمار اموال بسيطة وتحولت الى ثروات في المستقبل. وذكرت ان النساء تمكن من دخول ميادين استثمارية عدة فالبعض منهن رغبن بالدخول للاستثمار في البورصة وبعضهن دخلن إلى القطاع العقاري كاشفة عن وجود مبادرات حاليا دخلن الميدان الزراعي من خلال تملك قسائم زراعية والعمل على زراعتها وانشاء مزارع للمنتجات الزراعية وهناك تجارب اخرى لمبادرات في مجال القطاع الصناعي. وأوضحت أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور العديد من المبادرات النساء في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأن التسهيلات الأخيرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة عملت على تيسير أعمال هؤلاء المبادرات بالتالي مسارعتهن الى محاولة تحقيق النجاح في هذا الميدان. ووصفت المرأة الكويتية بأنها متميزة على مستوى المنطقة على جميع الصعد سواء السياسية او الاجتماعية وحتى الاقتصادية مشيرة إلى أن نجاحها هو ثمرة إدارتها الجيدة لمختلف الملفات مما ينعكس على قدرتها على ادارة نفقاتها ايضا. من جانبها قالت هدى الناصر وتعمل موظفة في القطاع الحكومي ل (كونا) إن عملية الادخار وتوفير جزء من الراتب في الآونة الاخيرة أصبحت صعبة في ضوء ارتفاع الاسعار مشيرة الى كثرة الاحتياجات التي تواجه المرأة باعتبارها (موظفة وأما وزوجة وربة منزل) وتحتاج الى مصدر دخل يدعم نفقاتها. وبينت أن هناك عدة امور تعوق عملية ادخار الراتب اهمها وجود اساليب ومغريات شراء بسيطة وسهلة من خلال التسوق في البيت عن طريق (الانترنت) مع سهولة الدفع الامر الذي يجعل الشخص يدمن على الشراء وبصورة مستمرة علاوة على انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح للمرأة التسوق حتى في المنزل والدفع عن طريق الاقساط السهلة المريحة. من جهتها قالت نوف الجاسم وهي موظفة في احدى وزارات الدولة ل(كونا) انه على الرغم من صعوبة عملية توفير الدخل فانها ضرورية تحسبا لاحتياجات المستقبل. واضافت الجاسم ان "استقطاع جزء من راتبي الشهري لا ينتقص من ممارسة حياتي بشكل طبيعي بل على العكس فأنا من عشاق السفر لذا ادخر مبلغا للسفر وتغطية نفقات السكن والتنقل والتسوق". وذكرت انه بالنظر إلى ظروف الحياة التي اصبحت صعبة فإن الامر يتطلب "ان نكون اكثر حزما في زمن زادت فيه الاعباء المادية على المرأة" موضحة "ان عملية الادخار هي وسيلة لمواجهة الحالات الطارئة التي يتعرض لها الانسان مثل المرض او حوادث السيارات والتي تسبب ارباكا مفاجئا للدخل". وبينت ان نجاح المرأة في السيطرة على دخلها ينبع من تمكنها من اقناع ذاتها بحاجاتها الاساسية فقط وليس لحاجتها للكماليات موضحة انها لا تحمل نفسها فوق طاقتها ولا تعيش حياة البذخ بل حياة طبيعية ناجحة بما يتناسب مع ايرادات دخلها مع القدرة على التوفير واستقطاع جزء من الراتب الى جانب محاولة استثمار جزء منه. بدورها قالت نورة العلي وهي موظفة في القطاع الخاص ان وجود مصدر دخل شهري ثابت للمرأة يعد من ضروريات الحياة سواء من دخل الوظيفة او من خلال مشروع خاص لاسيما ان المرأة الان تضطلع بدور مهم في مساعدة الرجل على تحمل جزء من مسؤوليات المنزل وسط موجة غلاء الاسعار الذي تثقل كاهل ذوي الدخل المحدود. وأضافت ان بعض النساء يتوجهن للاقتراض من البنوك لتلبية احتياجاتهن الاجتماعية او مواكبة تطور العصر ما يحمل المرأة عبئا والتزامات مادية مؤكدة ضرورة تشجيع المرأة على تنويع مصادر الدخل والتحلي بالثقافة الاستهلاكية.

جميع الحقوق محفوظة