السبت 02 مارس 2019

الكويت تتصدَّر الشرق الأوسط في «السلام»

الكويت تتصدَّر الشرق الأوسط في «السلام»

الكويت تتصدَّر الشرق الأوسط في «السلام»

جنت الكويت ثمار سياساتها الحكيمة في المنطقة، فحصدت خلال العام الماضي، المرتبة الاولى في السلام بين دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بعد تحقيقها المركز الـ42 في مؤشر السلام العالمي، من اصل 163 دولة في التصنيف، والذي اصدره معهد الاقتصاد والسلام.
ولم تكن مصادفة ان تحقّق الكويت هذا المركز المتقدم في المنطقة والعالم، فمؤشر السلام العالمي يعتمد على معايير عديدة تعتبر الكويت متقدمة فيها، ابرزها العلاقات المتناغمة مع بلدان الجوار، الأمر الذي تتميز به القيادة الحكيمة التي تنأى بالكويت عن اي احلاف او الاصطفاف مع اطراف في النزاعات الاقليمية او العالمية، فكان الحياد ومحاولة حل النزاعات بين الدول المنهج الدائم والداعي لنشر السلام للبلاد.
كما يقيس المؤشر المشاركة في النزاعات الداخلية والدولية، اضافة الى مستوى التناغم داخل الدولة، وانخفاض معدلات الجريمة مقارنة بالمؤشرات العالمية، وقياس الحد الادنى من الاعمال الارهابية وغيرها، وجميعها معايير تفوّقت بها الكويت على دول المنطقة.
ورغم ان التقرير سبق ان اشار الى ان منطقة الشرق الاوسط تعتبر اقل المناطق سلاما، بسبب ما شهدته من حروب وازمات وقلاقل داخلية وبين الدول، فإن الكويت استطاعت ان تحقق المفارقة بأن تكون بيئة داعمة وراعية للسلام، رغم انها تقع في منطقة شهدت وتزال تشهد حروبا وارهابا ونزاعات وما يتبعها من مخلفات لعدم الاستقرار السياسي، بل كان الموقف الكويتي داعما ليس للاستقرار المحلي فقط، بل لاستقرار دول الجوار ايضا في تحركات انسانية ودبلوماسية في دعم استقرار دول المنطقة.
القبس استمزجت آراء سياسيين وأكاديميين ومتخصصين حول النجاح الكويتي العالمي:

أجمع سياسيون واكاديميون ومتخصصون على ان ما حققته الكويت في السلام الدولي والاقليمي من تقدم باحراز المركز الاول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لم يأتِ من فراغ، بل كان بسبب ما تبذله من جهود انسانية ودبلوماسية، عبر مبادرات عدة في حل النزاعات ودعم الاستقرار في المنطقة، اضافة الى ان الاستقرار الذي تشهده البلاد مقارنة بدول الجوار ساهم في حصولها على هذا المركز المتقدم.

د.جميل المري

وأكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د.جميل المري أن حصول الكويت على هذا المركز يعتبر إنجازا جديدا يحسب لها، لافتا الى أن البلاد تستحق ذلك، وفقا لما تبذله من جهود في سياستها الخارجية ومساعداتها الإنسانية واستقرارها الأمني.
وأوضح المري أن القيادة السياسية استطاعت أن تجعل الكويت مميزة في علاقاتها السياسية والخارجية مع العالم، وان تكون داعية دائما الى السلام والمساعدات، حتى أصبحت «مركزا للإنسانية»، وأميرها «قائدا للعمل الإنساني»، وذلك لما بذلته من مساعدات ومبادرات، مؤكدا أن الكويت دولة صغيرة في مساحتها لكنها كبيرة بعطائها، والقيادة السياسية، نجحت في نزع فتيل الكثير من الأزمات محليا والحفاظ على امن واستقرار المجتمع في الكثير من المشاكل والأحداث.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالجانب الاجتماعي، من أجل الحفاظ على استقرار المجتمع الكويتي، مشيرا الى أن هناك الكثير من المشاكل الأسرية التي تؤدي الى خلق مشاكل تؤثر في أمن المجتمع واستقراره، ولا بد من القيام بخطوات لمعالجة بعض المظاهر والسلبيات.

شكراً للقيادة 
من جانبه، قال أستاذ القانون في جامعة الكويت د.عبد السلام العنزي: إن هذا المركز يعتبر إنجازا، تشكر عليه القيادة السياسية ووزارة الخارجية، مبينا أن «الكويت جاءت في المرتبة الـ42 عالميا بمؤشر السلام، رغم أنني أراها تستحق مراكز متقدمة لما قامت به من جهود ومبادرات للسلام».
وأضاف العنزي: شهد الشرق الأوسط الكثير من النزاعات والتوترات في بلدان كثيرة، إضافة الى انتشار الجماعات الإرهابية في عدد من دولها بالسنوات الاخيرة، ما جعل مؤشرات الأمن والسلام تتراجع به وتحديدا في عدد من الدول، وحال المنطقة تختلف كثيرا عن منطقة أوروبا، والتي يشهد معظم دولها استقرارا امنيا، ولا يقارن وضعها بالشرق الأوسط.
وأكد أن الكويت قامت بمبادرات للسلام وجهود إنسانية، حيث سعت الى حل الكثير من الخلافات والنزاعات، كما كان لها جهود إنسانية وتبرعات لمساعدة الدول المحتاجة والفقيرة، وذلك يجعلها تستحق مراكز متقدمة في مؤشر السلام، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم.

دبلوماسية طليعية

يوسف شمساه

بدوره، أشار رئيس المكتب الإعلامي بالمنبر الديموقراطي يوسف شمساه الى أن نتائج مؤشر السلام لعام 2018 أظهرت أن العالم وتحديدا منطقة الشرق الأوسط، أقل سلاما من أي وقت مضى وان هذه النتائج لم تبتعد كثيرا عن اطار التوقعات، خاصة مع لهيب الحروب وزيادة حدة التوتّر والاحتقان في المنطقة.
وأكد شمساه أن تصدر الكويت قائمة دول الإقليم الذي يعاني من عدم الاستقرار منذ فترة طويلة، واحتلالها المرتبة الأولى يأتيان نتاجا طبيعيا للدورين الدبلوماسي والخارجي الكبيرين اللذين تلعبهما الكويت في المحافل الدولية ومساعيها المستمرة لاحتضان الخلافات السياسية والتحرّك لحلها، بعيدا عن أي تدخل ودعم لطرف على حساب الآخر.
وأشار الى دعم المنبر للتحرّكات الخارجية الكويتية في حل الكثير من الخلافات والنزاعات، ومنها إيجاد حل سياسي في سوريا ومساعدة فلسطين ودعم العراق، مع العمل على انهاء الحرب في اليمن، مشددا على ضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية في موقفها المحايد من الأزمة الخليجية.
وقال شمساه: لا يمكن نكران حالة الاستقرار الاجتماعي الذي نعيشه الى حد ما والوضع السياسي الذي يمر بمرحلة الهدوء والركود والذي بالتأكيد له مسبباته ووضعه الخاص الذي قد لا نتفق عليها، الا أن هذا الامر قد ترجم للمعهد من خلال نظرة خارجية كنوع من أنواع الاستقرار والامن، حتى وان اختلفنا في أسبابه.

مكانة مرموقة

ناظم المسباح

من ناحيته، أشاد الداعية ناظم المسباح بالجهود التي تبذلها القيادة السياسية والحكومة من جهود ومساعدات ومبادرات في المجالات السياسية والإنسانية في الكثير من دول ومناطق العالم، ما جعلها تحتل مكانة مرموقة في علاقاتها وسمعتها في كثير من المحافل الدولية.
وقال ان سمو أمير البلاد استطاع قيادة الكويت الى بر الأمان، وأن يجعلها دولة معتدلة في سياستها وعلاقتها، ويحفظ امنها واستقرارها من الفتن، كما أن الشعب الكويتي مسالم وهادئ، وشعب محافظ على امن بلده واستقراره، كما يدعم القيادة السياسية في جهودها وأدوارها التي تبذلها دائما.

العجمي: عوامل وأسباب

د.عبدالهادي العجمي

بدوره، قال أستاذ التاريخ في جامعة الكويت د.عبدالهادي العجمي: هناك أسباب وعوامل وراء اختيار الكويت الأولى عربياً في مؤشر السلام، منها واستقرار المنظومة السياسية، حيث إن الشرعية بها ثابتة ونظام الحكم مستقر منذ أكثر من 300 عام، رغم تغيّر الكثير من الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى سياستها الخارجية المتزنة والمتميزة.
وأكد استحقاق الكويت هذه المرتبة لاستقرارها الداخلي وعلاقاتها الخارجية، مبينا أن الكويت تحاول بشكل دائم مد يد العون الى كل الدول التي تحتاج المساعدة، كما أنها تتحاشى الخلافات مع الدول المجاورة لها، وتبذل جهودا ووساطات لحل الخلافات وتخفيف النزاعات وتحقيق السلام في العالم، ما جعل لها مكانة مرموقة بالمحافل الدولية.

إنجاز مشرف

أما رئيس جمعية القانون الدولي يوسف العنجري، فقال: شيء مشرف حصول الكويت على المرتبة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الكويت نجحت في سياستها الخارجية ومساعداتها الإنسانية أن تجعل لها اسما ومكانا عالميا، ونحن نشيد بجهودها ومساعداتها ومبادراتها.
وأكد أن الكويت تحت قيادة صاحب السمو كانت تقوم بوساطات كثيرة لحل الخلافات والنزاعات بالسنوات الماضية، دعما منها للأمن والاستقرار في العالم، مشيراً الى أن الكويت تميّزت بجهودها الإنسانية، إضافة الى تميز علاقاتها السياسية والخارجية بدرجة كبيرة.

جميع الحقوق محفوظة