الأربعاء 25 مارس 2020

الكويتيون يصطفون تطوعا لمواجهة «كورونا»

الكويتيون يصطفون تطوعا لمواجهة «كورونا»

الكويتيون يصطفون تطوعا لمواجهة «كورونا»

بوتيرة متسارعة، حزامها الحس الوطني، ومحرضها الفزعة إلى الكويت، هبّ أهل الديرة شيبا وشبانا رجالا ونساء، مرتدين ثوب الوطن ولابسين "بلسوت" التطوع، عازمين على هزيمة فيروس كورونا، وتجاوز أزمته التي حلّت بوطن ثوبه الفرح ورداؤه البهجة.

وَثب كل كويتي في إطار ما يكتنز من خبرة وموهبة، هذا يتطوع في القطاع الصحي، وذاك يلتحق بالخدمات التشغيلية، وهؤلاء ينظمون الطوابير أينما كانت، في المخابز، في المتاجر، في الجمعيات التعاونية، في محطات الوقود، لم يتركوا شبرا في الكويت إلا وكان لهم فيه قدم.

قيل قديما أن الكويتيين يتوحدون عند الشدائد وأن الخلافات مهما كان حجمها وشكلها تتضاءل وتنصهر عندما يقترب الخطر من وطن النهار، هنا يصبح "عيال أم الثلاث أسوار" صوت واحد يجمعهم الوطن الكبير ويوحدهم الحب الجارف لبلد فتح دوما ذراعيه لاحتضان أبنائه.

وفي حملة توعوية لتلفزيون الكويت في الثمانينيات تحض على العمل التطوعي، صدح صوت الكويت الخالد عبدالكريم عبدالقادر بأغنية سارت في الأرجاء وحفظها عن ظهر قلب الصغار والكبار "كِلْنا تطوعنا بالدفاع المدني واللي يجمعنا محبتك يا وطني" كانت أغنية رخاء ومع ذلك بثت الحماسة في نفوس الكويتيين، وهبوا للتطوع، ولا زال صداها يرج في الأسماع، في الرخاء وثبوا من كل حدب وجانب، فما بالك والديرة في أمس الحاجة لأبنائها، لأن كورونا التهم العالم، وهو وباء يحصد أرواح البشر، ولكنه يقف متأملا وهو يرى أبناء الديرة يذودون عن حمى الوطن، كل تطوع وأدى دوره وزاد حماسة وفداء عندما أطل قائد الإنسانية عليهم بخطابه التاريخي، فما ذكره سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كان المصل الذي زاد الكويتيين عزيمة وإرادة وصبرا.

جميع الحقوق محفوظة