الخميس 23 يناير 2020

العراق: الأحزاب تراهن على الوقت وتعب المحتجين

العراق: الأحزاب تراهن على الوقت وتعب المحتجين

العراق: الأحزاب تراهن على الوقت وتعب المحتجين

بدأت الخلافات بين فصائل الحشد الشعبي العراقي تظهر إلى العلن، وسط ما يراه مراقبون تنافساً على خلافة نائب رئيس الحشد السابق ابو مهدي المهندس الذي اغتالته الولايات المتحدة مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وامس نفى مصدر مطلع، الانباء التي تحدثت عن تعيين القيادي في منظمة بدر عدنان ابراهيم النجار الملقب «ابو علي البصري» نائباً لرئيس هيئة الحشد خلفاً للمهندس، داعيا وسائل الاعلام إلى الدقة والتأني في نشر الاخبار وتلقيها من مصادرها الرسمية.

وهذا النفي جاء بعد الضجة الكبيرة التي اثيرت في العراق عقب تناقل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً أفادت بأن شورى الحشد انتخبت «أبو علي البصري» خلفاً للمهندس، لا سيما بعد المعلومات عن التوافق على قائد ميليشيا بدر هادي العامري لتولي رئاسة الحشد. وقال مراقبون ان الحشد يتعمد رمي اسماء لخلافة المهندس من دون ان يتبناها لمعرفة ردود الافعال لدى كل الفصائل، التي يبدو أنها تخوض منافسة حادة في هذا الاطار.

في المقابل، تتجه الانظار إلى بغداد اليوم حيث يعتزم الحشد التظاهر ضد الولايات المتحدة في بغداد تلبية لدعوة رجل الدين مقتدى الصدر، وعلق الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، على رفض القوات الأميركية الانسحاب بالقول إن «بلدنا يعيش الآن مرحلة احتلال، فيما اشار الى أن تظاهرة الجمعة ستكون «ثورة عشرين ثانية». وكان صالح محمد العراقي المقرب من الصدر، أكد أن التظاهر سيكون في العاصمة بغداد وأن «الصلاة فيها أولى وأفضل أمام الله وأمام الوطن».

وامس هددت كتائب «حزب الله» العراقي بطرد الرئيس برهم صالح من بغداد، إذا التقى نظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش منتدى «دافوس»، غير ان صالح لم يأبه لهذا التهديد، الذي اعتبره محللون مجرد كلام في الهواء. وقالت الرئاسة العراقية إن صالح التقى ترامب في دافوس وتم تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار. وقال صالح إن العراق يمتلك شراكة مع الولايات المتحدة بشأن محاربة «داعش» في العراق، و«هذه المهمة يجب أن ‏تكتمل».

في وقت، قال الرئيس الأميركي إن حكومته ستواصل التعاون العسكري مع العراق، والعمل ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا أن علاقة البلدين في «أفضل حال».

شلل «نصفي» متواصل

إلى ذلك، ولليوم الرابع، يواصل محتجون، قطع طرق وشوارع وجسور حيوية، في 9 من أصل 18 محافظة عراقية، للضغط على النخبة السياسية الحاكمة للإسراع بتكليف مرشح مستقل لتشكيل حكومة. وفي بغداد احتدمت المواجهات مع قوات الامن والجيش على الطريق السريع محمد القاسم المقطوع بالاتجاهين، وسط ازدحام مروري في سريع القناة والجسر المعلق.

وفي الديوانية «وسط»، أفاد ناشط مدني، أن محتجين غاضبين قطعوا الطريق السريع الرابط بين الديوانية والمحافظات الجنوبية ما أدى لازدحام مروري كبير وتكدس مئات السيارات.

وفي محافظة كربلاء، اغلقت مداخل وشوارع رئيسة، إضافة إلى جسر «الضريبة» وسط مدينة كربلاء. وكذلك الامر في ذي قار والبصرة التي شيعت الناشطة المسعفة «أم جنات»، التي اغتيلت مساء الثلاثاء، من قبل مجموعة مسلحة.

عرقلة الحكومة

في المقابل، حمّل ائتلاف النصر، بقيادة حيدر العبادي، قوى سياسية مسؤولية «الانسداد السياسي» الحالي وتأخير تسمية رئيس وزراء مستقل، محذراً من انزلاق البلاد نحو العنف والفوضى ومصادرة الحلول السلمية البنّاءة. ودعا الائتلاف القوى السياسية إلى «ضرورة الارتفاع لمستوى الأزمة والتحرر من عقلية المحاصصة الحزبية والمصالح الفئوية وتبعية القرار السياسي».

وفي السياق، اكد المحلل السياسي الكردي، علي الفيلي لـ«السومرية» ان القوى السياسية المعنية باختيار رئيس الوزراء المقبل تتعمد عرقلة هذا الامر في مراهنة منها على عامل الوقت كي لا تستجيب لمطالب المتظاهرين في تقديم شخصية تنطبق عليها مطالب الجماهير وثقتهم، مشيراً إلى أن القوى نفسها التي توافقت على عادل عبدالمهدي سابقاً عادت بالأسلوب نفسه للبحث عن شخصية لا تفتح الملفات على اغلب شخوص العملية السياسية التي هي إما ملفات فساد إما تلطخت أيديهم بدماء العراقيين».

  •  

جميع الحقوق محفوظة