الاثنين 27 يناير 2020

العراقيون يزخّمون الساحات بعد خروج الصدريين

العراقيون يزخّمون الساحات بعد خروج الصدريين

العراقيون يزخّمون الساحات بعد خروج الصدريين

رغم الضغوط الامنية المتزايدة، استعاد العراقيون امس زخم الاحتجاجات ضد الاحزاب مطالبين بالاسراع بتسمية رئيس حكومة حيادي يؤلف حكومة نزيهة تعمل على تلبية المطالب بالعيش الكريم واستعادة السيادة العراقية. في المقابل بدأت الاحزاب الحليفة لايران في بلورة موقف حيال تسمية الشخصية التي سترأس الحكومة المقبلة، ويبدو وفق مراقبين انها حُسمت لمصلحة شخصية يسميها رجل الدين مقتدى الصدر والاحزاب القريبة منه المنضوية في تحالف «سائرون»، لا سيما بعد المواقف الاخيرة للصدر التي قدمها للمحور الذي تقوده ايران في العراق، واعلان انسحابه من التظاهرات.

وفي هذا السياق، أعلنت كتلة بيارق الخير ان «هناك بوادر لحل أزمة مرشح رئاسة الحكومة الجديدة»، وقال رئيس الكتلة محمد الخالدي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، ان القوى السياسية اتفقت على تقديم مرشح رئاسة الحكومة عقب عودة الرئيس برهم صالح من سويسرا مباشرة، على ان يتم قسم اليمين خلال اليومين المقبلين.

وبعد نفي التيار الصدري حقيقة ترشيح سفير العراق في بريطانيا جعفر محمد باقر الصدر، لتولي المنصب، يبدو، وفق مراقبين، ان الكتل قد تسمي مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات، الذي سماه التيار الصدري وكتلة «سائرون» التي اتفقت مع الكتل السنية والكردية حوله، في حين ان تحالف البناء برئاسة هادي العامري لا زال على موقفه حول ترشيح محمد توفيق علاوي او علي عبد الامير علاوي اللذين سمتهما ايران، لتولي المنصب.

وفي غضون ذلك، حذر مسؤولون عراقيون من اعادة تدوير حكومة عادل عبد المهدي، معتبرين ان ذلك سيكون خطوة غير دستورية، وكشف نائب رئيس الوزراء الاسبق بهاء الاعرجي، عن ترشيح شخصية «ضعيفة» لرئاسة الحكومة المقبلة من قبل تحالف سياسي «فعال» لغرض الابقاء على الحكومة الحالية.

الشارع يغلي

ميدانياً، استمر غليان الشارع للاسبوع الثاني على التوالي، حيث استخدمت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي أمس لتفريق متظاهرين في العاصمة وجنوب البلاد ما أثار مواجهات مع المحتجين العازمين على مواصلة حراكهم. وتجدد العنف في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، حيث قُتل أكثر من 15 شخصا في الوقت الذي كثف فيه النشطاء عمليات إغلاق الطرق والاعتصامات.

وانطلقت صباح أمس تظاهرات طلابية من جامعات بغداد إلى ساحة التحرير، ومن المقرر إقامة مسيرات أخرى يقودها طلاب هذا الأسبوع. كما سار الآلاف من طلبة الجامعات والمدارس في الشوارع صوب ساحات الاحتجاجات في محافظات بابل (وسط) والبصرة وكربلاء (جنوب). ورأى مراقبون أن انضمام الطلبة للمتظاهرين جاء لتعويض انسحاب انصار مقتدى الصدر، من ساحات الاحتجاج الرئيسة.

«شلع قلع.. والكالها وياهم»

وردد المحتجون هتافات غاضبة ردا على خطوة مقتدى الصدر التي سحب من خلالها أنصاره من ساحات الاحتجاجات. وترددت الهتافات بشكل أساسي في ساحة التحرير وسط بغداد وفي البصرة وفي مدينة النجف مسقط رأس الصدر. وقال أحد المحتجين في بغداد طلب عدم ذكر اسمه «نحتج لأن لدينا قضية... لا أعتقد أن مقتدى الصدر أو أي سياسي آخر سيغير رأينا».

واستخدم الصدر سابقا هتاف «شلع قلع» للتعبير عن رفضه للنخبة السياسية الحاكمة قبل أن ينتشر بين صفوف المتظاهرين. وأظهرت فيديوهات مصورة جموعا من المتظاهرين في ساحات التحرير وهم يرددون هتاف «شلع قلع... والكالها وياهم (الذي قالها)» في اشارة إلى الصدر.

في ذات السياق، تداول مغردون عراقيون، فيديو يظهر شخصا مسلحا وهو يطلق النار على عدد من المتظاهرين من مسافة قريبة، وقالوا إن الشخص يتبع قوات «سرايا السلام» التابعة الصدر.

وفي الناصرية جنوباً، استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم من الشوارع المحيطة بساحة الحبوبي المركزية في المدينة مركز محافظة ذي قار، فيما أغلق محتجون عدداً من الجسور في المحافظة. وقال مصدر طبي إن خمسين متظاهرا على الأقل أصيبوا بجروح جراء الرصاص الحي.

 

الناصري يخلع العمامة

وأعلن خطيب الكوفة السابق الشيخ أسعد الناصري، امس، خلع «العمامة» وذلك بعد توجيه صدر عن مكتب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر يقضي بـ«تجميد عمله». وقال الناصري، في تغريدة له عبر موقع تويتر: «سأخلع العمامة حباً ب‍العراق والناصرية والثائرين»، مضيفا «أنا مع العراقيين، كنت وما زلت وسأبقى». وتابع قائلا «أرجو الاستعجال في تصفيتي لأنني اشتقت إلى الشهداء».

كما نشر الناصري صورة له وهو يرتدي زيا عربيا خالعا العمامة.

ووجه مكتب الصدر، السبت بتجميد الشيخ أسعد الناصري. وقال انه «نظرا للتجاوزات الصادرة من الناصري وتصريحاته على مواقع التواصل بشأن الاحداث الاخيرة، تقرر ما يلي: يجب عليه فورا ترك ثوار الناصرية وعدم التدخل بتقرير مصيرهم لا سلبا ولا ايجابا»، مضيفا: «يعتبر مجمدا من الان والى اشعار اخر، لعصيانه اوامر الصدر، وكفاه تسلطا وحبا للدنيا، واذا كان مضطرا لتغيير افكاره فلا داعي للتمسك بارتداء العمة الشريفة، ولا دخل للخط الصدري بأفكاره».

وفي وقت أعلن مقتدى الصدر، أمس، رفضه التظاهر لاجله، عزا قرار ابتعاده عن دعم التظاهرات الجارية «سلبا او ايجابا» لارجاع «الثورة الى مسارها»، مشيراً الى انه لن يبتعد عن «الثورة» إنما «لا يريد ان تسوء سمعتها».

وكانت الهيئة السياسية للتيار الصدري نفت في وقت سابق دعوتها إلى تنظيم وقفة احتجاجية ضد السفارة الاميركية ببغداد ومن وصفتهم «المتجاسرين» على الصدر.

  •  

جميع الحقوق محفوظة