خلُصت دراسة حديثة إلى أن محافظتي الأحمدي والجهراء هما الأكثر خصوبة في الكويت، تليهما محافظتي الفروانية ومبارك الكبير، فيما الأقل خصوبة هما حولي والعاصمة. وأظهرت الدراسة، التي أعدها مركز دراسات وأبحاث المرأة في جامعة الكويت بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي والادارة المركزية للاحصاء، أن «أعداد الأفراد في الأسرة الكويتية في تناقص مستمر، ما يعد ناقوس خطر بالنسبة لدولة بحجم ومكانة الكويت وبالمقارنة مع بعض دول الخليج مثل السعودية». وأشارت إلى أن «نسبة الخصوبة بدأت بالتراجع عقب الغزو العراقي بسنوات قليلة حتى الآن، على عكس ما يجب أن يكون الوضع عليه في الكويت نظراً لقلة سكانها وموقعها الجغرافي ومكانتها الاقتصادية والسياسية». وقال الأمين العام للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي، في تصريح صحافي عقب ورشة عمل لمناقشة نتائج الدراسة، إنها «أظهرت وجود علاقة بين الناتج القومي وحجم الأسرة، حيث تبين ان الكويت ودول الخليج تختلف من حيث النموذج السكاني عن بقية دول العالم، كما سلطت الدراسة الضوء على تأثير التعليم ومستويات الدخل والمستوى المعيشي للأسر على نسبة الخصوبة وما تخطط له الاسر عن مستقبل الانجاب والخصوبة على أرض الواقع». وبيّن ان «دراسة الخصوبة في الكويت ستدفع في اتجاه وضع سياسات في التنمية البشرية وسياسات سكانية تراعي الفجوات التي أظهرتها الدراسة»، عازياً «تراجع نسبة الخصوبة الى عامليْن، أحدهما عالمي يتعلق بالتغير الاجتماعي والثقافي والتعليمي ما أدى الى خفض معدلات النمو السكاني فضلاً عن تأخر عمر الزواج والإنجاب، وزيادة نسبة الطلاق والاجهاض والعزوف عن الزواج». وحذر من أن «تراجع نسبة الخصوبة على المدى البعيد سيجعل من الكويت دولة شياب عكس ما هي عليه الآن، حيث أن الشباب هم السواد الاعظم من المجتمع». وبيّن ان «دراسة نسبة الخصوبة انتهت من عملية الرصد وتحديد النسبة الاعلى والادنى على مستوى المحافظات»، وأن «هناك دراسات عدة في المستقبل القريب ستعنى بتحديد أسباب انخفاض الخصوبة والحلول واعادتها لطبيعتها». من جانبه، كشف عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور حمود القشعان انه «شارك بدراسة اعدت قبل 10 أعوام عن نسبة العقم ونسبة الخصوبة في الكويت وكانت نتيجتها صادمة حيث أثبتت أن واحدة من كل 6 اسر في الكويت ستجد صعوبة في الخصوبة»، مشيراً إلى أن «15 في المئة من الأسر الكويتية تعاني من قلة الانجاب وتأخيره».