الجمعة 10 مايو 2019

الجراد الطائر يلتهم الأخضر ويهدّد المناطق السكنية

الجراد الطائر يلتهم الأخضر ويهدّد المناطق السكنية

الجراد الطائر يلتهم الأخضر ويهدّد المناطق السكنية

استجمعت أسراب الجراد الطائرة قواها، بعد أن كانت تسير دباً على الأرض، إثر الهجمة الكيماوية التي شنتها فرق الهيئة العامة للزراعة، ووزارة الصحة قبل أيام، على الجراد المتجمع في جنوب البلاد، ودخلت مرحلة الجراد الطائر وهي المرحلة الأخطر في حياة هذه الحشرة التي تلتهم كل أخضر تقع عليه، وتهدد بالاقتراب من المناطق السكنية. ورفع المزارعون في منطقة الوفرة الصوت بأقصى درجات التحذير، بعد أن تعرضت محاصيلهم الزراعية للضرر، حيث تأكل الجرادة الواحدة في اليوم الواحد ضعف وزنها، حسب ما تفيد الدراسات العلمية. وتضاعفت مخاطر الجراد بعد أن تحول من مرحلة الدب إلى مرحلة الطيران، ما يمكنها من قطع المسافات والتهام كميات كبيرة من المحاصيل، وحتى الوصول إلى المناطق السكنية. وقال المزارع والباحث البيئي غالب مراد إن «الجراد بدأ بالطيران بكميات كبيرة، وأخذ بالتهام المحاصيل الزراعية بشكل كبير، وتسبب بأضرار كبيرة للنباتات، حيث يتغذى الجراد على الأوراق، وهذه المرحلة تتطلب تدخل الجهات المختصة، من خلال عمليات مكافحة الجراد الطائر، قبل وصوله للمناطق السكنية». وقال إن «بعض الأصدقاء نقلوا أنهم شاهدوا جراداً في مناطق سكنية، وهذا مؤشر خطير، قد يكلف الدول مبالغ طائلة، نتيجة الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تعتمد الأضرار على المدة التي سيبقى بها الجراد في المنطقة الواحدة وحجم الأسراب». وأشار مراد إلى أن «الجراد يتغذى على المحاصيل الزراعية، وتنتقل أسرابه من مناطق التكاثر إلى غيرها، بحثا عن الغذاء، كما يستغل سرعة الرياح النشطة لمواصلة رحلته»، مشيراً إلى أن «بعض أسراب الجراد تستطيع قطع مسافة تزيد على 130 كيلومتراً في اليوم، ويصنف الجراد ضمن أهم العوامل المسببة لنقص الغذاء وزيادة الجوع في العالم. ويصبح ضرر الجراد أكثر فداحة، عندما تهاجم أسرابه في دول تعاني أصلاً من ضعف الإنتاج الزراعي، وهذا ما يتطلب وضع خطط علاجية سريعة». وإزاء هذه الهجمة العكسية، كشفت مصادر في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية أن «نطاق الحرب ضد أسراب الجراد ستكون في حدود المناطق الزراعية فقط، أما في حال دخولها المناطق السكنية فهذا ليس من اختصاصنا». وأضاف المصدر أن «الجراد القادم إلى البلاد، تقوم بمكافحته فرق متخصصة، للحفاظ على المحاصيل الزراعية في منطقة الوفرة»، لافتا إلى أن «الجراد الذي يتسلل إلى المناطق السكنية لن يكون من مهام عملنا، فحدود عملنا المناطق الزراعية فقط».

جميع الحقوق محفوظة