الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

التعاون الخليجي: الارتقاء بمنظومة الحماية المدنية

التعاون الخليجي: الارتقاء بمنظومة الحماية المدنية

التعاون الخليجي: الارتقاء بمنظومة الحماية المدنية

أكد رئيس مركز مجلس التعاون الخليجي لادارة حالات الطوارئ الفريق متقاعد فهد الشرقاوي اليوم الثلاثاء حرص المجلس على الارتقاء بمنظومة الحماية المدنية الخليجية الشاملة لأعلى المستويات العالمية عبر الربط والاستفادة بأحدث وأعرق المنظومات في ايطاليا والاتحاد الأوروبي. جاء ذلك في لقاء اجراه الشرقاوي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة زيارته الى ايطاليا على رأس فريقين اداري وفني للتحضير لمشروع ربط المنظومة الخليجية بمنظومة الاتحاد الأوروبي مطلع العام المقبل. وقال انه قام والوفد المرافق معه بزيارات وجولات عدة منها بهيئة الحماية المدنية الايطالية في روما والمركز الأوروبي للأبحاث المشتركة في ميلانو وذلك ضمن برنامج يهدف الى تأطير التعاون الخليجي الأوروبي ويأتي في سياق استراتيجية المركز وخطتها للفترة من (2016 - 2020). وأشاد في هذا الصدد بالمستوى التنظيمي والتقني الحديث المتطور والخبرة الواسعة والمتنوعة لهيئة الحماية المدنية الايطالية التابعة لرئاسة الوزراء كمنظومة عالمية رائدة في مواجهة أنواع الكوارث العديدة التي تواجهها ايطاليا. كما اشاد برئيس الهيئة الايطالية أنجلو بوريللي وقيادات الأجهزة التابعة على ما أبدوه من حفاوة بالوفد الخليجي ورغبة كبيرة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الهيئتين. وأضاف أن الخطة الاستراتيجية الخمسية للمركز تهدف للوصول به الى كامل قدرته التشغيلية بكوادر خليجية فنية مدربة على أعلى المستويات من مقره الدائم بالكويت والمزود بأحدث التجهيزات التقنية وبغرفة عمليات متطورة "حتى يعتمد المركز دوليا كمرجع لإدارة الكوارث الإقليمية". وأوضح أن المركز يقوم بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة الفدرالية الأمريكية لإدارة الطوارئ وغيرها على بناء القدرات الخليجية من خلال تمارين مشتركة وورش عمل متخصصة ومشاريع متقدمة مثل (مشروع الربط) مع الشبكة الأوروبية. وبين أن المشروع يتكون من شقين ويتم تنفيذه باستخدام "برمجيات أوروبية" للربط بين دول المجلس على ان يستخدم بعد ذلك "برنامج محاكاة" قادر على تحديد موقع تأثير اي حادثة محتملة مثل التسرب الاشعاعي بربطه بأنظمة الرصد البيئي الخليجية وتقدير الزمن المتوقع لامتداد التسرب الاشعاعي الى المكان المتضرر وبالتالي حساب "حجم الجرعة الاشعاعية المتوقعة" بواسطة حسابات معقدة. وقال الشرقاوي ان تنفيذ هذا الربط سيتم على مرحلتين الأولى مدتها ستة أشهر وتسمى مرحلة "فحص الفكرة" لملاءمة البرامج المصممة للبيئة الأوروبية كي تناسب البيئة الخليجية والتي سيبدأ تنفيذه في دولة واحدة هي الكويت وستشارك فيه ثلاثة هيئات وطنية لكل منها أنظمة رصد أشعاعي مستقل هي (مركز الكويت للأبحاث العلمية) و(وزارة الصحة) و(الحرس الوطني). وذكر أن المرحلة الثانية التي سيتم تنفيذها على مدى 24 شهرا للربط بين كل دول المجلس مع مركز إدارة حالات الطوارئ الخليجي والتدريب على استخدام البرامج في غرفة عمليات عملياته المركزية. واكد ان المركز حدد بالتعاون مع الجهات المعنية في دول المجلس ثلاثة أهداف استراتيجية هي تعزيز القدرة على ادارة المخاطر الاقليمية عن طريق تحسين ادارة المعلومات وتبادلها ودعم الاستجابة للحوادث الإقليمية من خلال التنسيق وإدارة الموارد وتعزيز التكامل الإقليمي من خلال وضع أنظمة مشتركة ومقاييس موحدة لعمليات الاستجابة. وشدد على أن مشروع الربط الخليجي الأوروبي يقع في صميم الأهداف الاستراتيجية اذ سيحقق تبادل المعلومات الحيوية بين دول المجلس كما يتضمن برنامج محاكاة لمعرفة تأثير الحادث ما يساعد في تحديد الإمدادات اللوجستية اللازمة ويعطي توصيات لطريقة التصدي للحادث ما يخدم توحيد طريق التعامل على المستوى الاقليمي. وحول أهمية ودور مركز مجلس التعاون لإدارة الطوارئ قال ان قادة دول مجلس التعاون حرصوا على سلامة المواطنين وأمن دوله اذ قرروا انشاء مركز متخصص بهذا الشأن في ديسمبر 2013 نظرا لما تنضوي عليه الأحداث الأخيرة في المنطقة من مخاطر قد تهدد سلامة الناس والممتلكات في دول المجلس مثل "تشغيل منشآت نووية لا تفي بالمعايير الدولية للسلامة" و"عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات العامة في بعض المناطق القريبة وغيرها من الاسباب". وعن التحديات التي تواجه المركز قال الشرقاوي انه بادر فور تسلم مهام عمله الى اجراء مراجعة كاملة لعمل المركز في المرحلة السابقة ودراسة متأنية لكادره الحالي للوقوف على احتياجاته للقيام بمهمته. وذكر أنه قام بوضع رؤية جديدة للمركز تحدد التحديات القائمة وسبل التغلب عليها حيث أقرها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لتدخل طور التنفيذ من خلال خطة واضحة تتضمن مشروع الربط الأوروبي وغيره من المشروعات التي بدأت تؤتي ثمارها الايجابية. واوضح الشرقاوي ان المركز يواجه تحديين يتمثلان في "عدم توفر الخبرات الخليجية المتقدمة في مجال إدارة الطوارئ بشكل كاف" و"الحاجة إلى الارتباط بعلاقات متينة مع مؤسسات دولية متخصصة قادرة على دعم المركز في خططه وأعماله المستقبلية". وخلص الى أن مواجهة التحديين تتطلب قيام المركز بعقد دورات فنية وورش عمل لرفع كفاءة الكادر الموجود وتنظيم زيارات لجهات دولية تشترك في أهدافها مع المركز وقادرة على دعمه من خلال اتفاقيات قائمة بينها وبين الأمانة العامة لمجلس التعاون. واعرب الشرقاوي عن تقديره وشكره لوزارة الخارجية الكويتية على ما تقدمه من دعم واهتمام كبيرين لتوفير كل ما يلزم لتحقيق أهداف المركز الذي تكلفت حكومة الكويت بتأسيسه واستضافة مقره وعامليه على أرضها. كما توجه بخالص الشكر الى سفارة الكويت في روما وفي مقدمتها السفير الشيخ علي الخالد الصباح والقنصلية العامة الكويتية في ميلانو على ما قدمتاه لتيسير ونجاح مهمة وفد المركز الخليجي ولقاءاته بالمؤسسات الايطالية. من جانبه اشاد السفير الخالد بجهود مركز مجلس التعاون الخليجي لادارة حالات الطوارئ في مد جسور التعاون "المثمر" مع الاتحاد الأوروبي مشيرا الى الخبرات والامكانات التي تتمتع به دوله الأكثر تقدما لمواجهة الطوارئ لاسيما ايطاليا التي طورت منظومة متميزة وفعالة في التعامل مع شتى الكوارث المتكررة التي تواجهها. وأكد الخالد في تصريح مماثل ل(كونا) حرص الكويت على العمل على مساندة أجهزة مجلس التعاون في اداء مهامها لاسيما الاستفادة من خبرات وامكانات المؤسسات الأوروبية مثل هيئة الحماية المدنية الايطالية. واعرب عن خالص الشكر والتقدير لرئيس الحماية المدنية أنجلو بوريللي على حسن استقباله للوفد الخليجي وما تبديه الهيئة الايطالية من تعاون دائم مشيرا الى قيامها باستقبال الوفود الخليجية بصورة دائمة ما يعكس علاقات الصداقة والتعاون المتميزة.

جميع الحقوق محفوظة