الثلاثاء 15 مايو 2018

استنكار لنقل السفارة الأميركية إلى القدس

استنكار لنقل السفارة الأميركية إلى القدس

استنكار لنقل السفارة الأميركية إلى القدس

دشنت الولايات المتحدة رسميا سفارتها في مدينة القدس الاثنين في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، بينما استشهد 43 فلسطينيا على الاقل في مواجهات عنيفة اندلعت على الحدود عند قطاع غزة.
واندلعت المواجهات قبل ساعات من قيام وفد اميركي ومسؤولين اسرائيليين بتدشين السفارة الجديدة في حفل في القدس، وهذا اكثر يوم دموي منذ نهاية الحرب على قطاع غزة التي شنتها اسرائيل عام 2014.
وفي القدس، سار حفل تدشين السفارة كما كان مخططا له، وبحضور مسؤولين اميركيين بينهم ابنة ترامب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
وقال ترامب في كلمة مصورة للحفل «املنا الاكبر هو للسلام»، رغم ان خطوته تسببت باغضاب الفلسطينيين.
وبحسب ترامب، فإن واشنطن «تبقى ملتزمة بشدة بتسهيل اتفاق سلام دائم».
وقبل ذلك، أشاد الرئيس الاميركي عبر تويتر بنقل السفارة الى القدس، معتبرا أن ذلك يشكل «يوما عظيما لاسرائيل».
من جانبه، اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حفل تدشين السفارة «الرئيس ترامب، عبر اعترافك بالتاريخ فإنك دخلت التاريخ»، مؤكدا «نحن في القدس ونحن هنا لنبقى».
وأكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو امس مجددا التزام الولايات المتحدة «بسلام عادل وشامل بين اسرائيل والفلسطينيين» في مناسبة تدشين السفارة الاميركية في القدس.
ولم يشر البيان المقتضب لوزير الخارجية الى عشرات الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
يتزامن تدشين السفارة الاميركية مع الذكرى السبعين «لقيام دولة اسرائيل»، وفق التقويم الغريغوري. وكذلك يصادف قبل يومين من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر او نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.
ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة.
ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل، اذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.

استنكار عالمي
واستنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمتها بريطانيا أقرب حليف للولايات المتحدة وروسيا نقل السفارة الاميركية الى القدس.
وأعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع المدينة المقدسة». وأضافت ان «السفارة البريطانية في اسرائيل مقرها في تل ابيب ولا نعتزم نقلها».
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على سؤال حول ما اذا كان نقل السفارة الاميركية يثير مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة «نعم، لدينا مثل هذه المخاوف، وسبق ان عبرنا عنها».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن ان الولايات المتحدة خسرت «دور الوسيط» في الشرق الاوسط بعد قرارها.
وقال «نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة»، مضيفا ان «الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار ان تكون طرفا في النزاع، وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام في الشرق الاوسط».
وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ان الادارة الاميركية تتصرف بـ«عدم نضج» وتنتهج «أسلوب المغامرة»، تعليقا على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس.
وقال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس «خطوة بالغة الخطورة»، معتبرا ان الادارة الاميركية لا تدرك «ابعادها الحقيقية».
واعتبرت الحكومة الاردنية ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس يشكّل «خرقا واضحا» لميثاق الامم المتحدة، مؤكدة انه «إجراء أحادي باطل لا أثر قانونيا له، ويدينه الأردن».
وأكدت الخارجية المصرية في بيان «دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وجدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. (أ ف ب)

عباس: السفارة الأميركية بؤرة استيطانية

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن ما جرى في القدس، امس، هو افتتاح لبؤرة استيطانية أميركية وليست سفارة.
وأعلن الرئيس، في كلمته بمستهل اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، عن تنكيس الأعلام، اليوم، لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الشهداء، كما أعلن الإضراب لمناسبة ذكرى النكبة.
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات: «إن افتتاح السفارة الأميركية في 14 مايو 2018 هو بمنزلة دفن لعملية السلام ومبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وهو ما يعني دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مواجهة مفتوحة وأبدية عبر ضرب الإدارة الأميركية القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط».
وأكد أن السلام حاجة للجميع وليس منّة على أحد، فلن يكون هناك سلام إلا بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 67، بعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، ولا يمكن أن يقرر مصيرها وتغير وجهها ولونها ولسانها بمجرد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إليها، مؤكداً أن هذا النقل لن يخلق حقاً ولن ينشئ التزاماً. وأشار عريقات إلى أن الرئيس الأميركي يحاول أن يقوم بتشريع ممارسات الاحتلال على الأرض من جرائم واعتقالات وهدم البيوت واستيطان.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر الحقيقي على المنطقة، فهو منبع الشر ومنبت للفساد السياسي. فإذا ما أراد العالم السلام والأمن، فعليه أن يقوم بتجفيف منبت الإرهاب، وهو الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن على العالم أن يدرك أنه «لا يمكن لأي قرارات أو ممارسات عنصرية أن تمحو شعبنا أو تقتلعه أو تسقط حقوقه التاريخية».

«لا تبكي ياقدس»

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي امس أغنية Don’t Cry Jerusalem، بمبادرة من النائب في حزب العدالة والتنمية التركي عزيز بابوشجو، بهدف لفت الانتباه إلى مسألة نقل مبنى السفارة الأميركية إلى القدس.
والهدف من الأغنية التعريف بقضية القدس للعالم باللغة الإنكليزية، ومترجمة إلى التركية، والعربية، والفارسية، والأردية، لتصدح بمأساة القدس للعالم.
ويؤدي الغناء الذي يعود كلماته إلى تورغاي أفرين، الفنان أكرم، حيث يلفت الكليب الأنظار إلى المظالم الإسرائيلية في القدس. (الأناضول)

نقل السفارة.. مقامرة دبلوماسية؟
وصفت افتتاحية لصحيفة تايمز نقل السفارة الأميركية إلى القدس بأنه مقامرة دبلوماسية، يمكن ــــ في أحسن الأحوال ــــ أن توقظ عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من سباتها. وتوقّعت الصحيفة تصاعد التوتّر، وحدوث احتجاجات عنيفة هذا الأسبوع، وأردفت بأنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يدعم هذه الخطوة بخطة طويلة المدى لتخفيف الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنه إذا انحرفت الأمور عن مسارها فستدخل المنطقة بأكملها في دورة جديدة من الصراع بالشرق الأوسط. وهناك الكثير يتوقّف الآن على النوايا والقدرة السياسية للرئيس ترامب بعد الارتباك الذي أصاب معارضيه من قرار نقل السفارة؛ لأنه يبدو أنه يقلب رأسا على عقب سبعين عاما من الدبلوماسية المترددة. ومع أنه يتعيّن الآن على الإدارة الأميركية الكشف عن خطة شاملة ووافية لحل الخلافات المتعددة، فإنها بدلا من ذلك كانت تعتمد على تغيير في المواقف بالعالم العربي.
ورأت الصحيفة أنه من خلال تحديد إيران كعدو مشترك للولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ودول خليجية يعتقد ترامب أنه قد غيّر شروط الحوار في الشرق الأوسط.
وختمت «تايمز» بأنه ينبغي على ترامب أن يستغل إقامة السفارة في القدس الغربية، كفرصة ليس فقط للدعوة إلى التهدئة، ولكن أيضا للإعلان عن استعداد أميركي للسيطرة على أزمة محتملة الانفجار، وليس هذا وقت فقدان التركيز.

عربية.. وستبقى

قال علي جابر (53 عاما)، وهو يقف امام المتجر الذي يعمل فيه في البلدة القديمة في الشطر الشرقي المحتل من مدينة القدس «أشعر بالاهانة كعربي وباذلال غير مسبوق. الى متى سيدفعون قدما بالاحتلال؟ وما الذي يمكننا القيام به؟».
وأوردت نهاد ابو سنينة (32 عاما)، وهي جالسة داخل محلها لبيع الملابس، انه في حال اندلعت تظاهرة في القدس احتجاجا على افتتاح السفارة فان «الشرطة الاسرائيلية لن ترحم من ناحية الغرامات او السجن. حتى ان الاطفال سيسجنون. حتى لو اندلعت تظاهرة (هنا) فسيكون هناك عقاب اشد».
اما لؤي خليل (40 عاما)، الذي يعمل في متجر لبيع التحف، فأكد ان وجود الفلسطينيين في المدينة المقدسة «نوع من الصمود». وتابع «وجودي يربطني بالقدس».
وأشار حامد (25 عاما) الى ان «نقل السفارة أمر صعب للغاية. القدس عربية وستبقى عربية للاسلام والمسيحيين وكل الديانات».
واعتبر ان المبالغة الاسرائيلية في الاحتفالات تعكس عدم ثقة لدى الجانب الاسرائيلي، خصوصا بعد يوم من «مسيرة توحيد القدس» التي احياها الاسرائيليون.
وتابع «هل انا مضطر كل عام للخروج لأقول للعالم ان لدي بيتا وهو ليس ملكهم؟».

«إذا انتقلت السفارة فسنحرقها»

قال الفتى طه الجرجاوي (15 عاماً) في غزة «رسالتي للعالم انه اذا انتقلت السفارة الاميركية الى القدس فسنحرقها. جئنا الى هنا على حدود غزة لنسير الى القدس، واذا استشهدنا فسنكون فداء لله ثم الوطن».

غارات على 5 أهداف لـ«حماس»

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس، أنه شن غارات جوية على 5 أهداف في مخيم للتدريب العسكري تابع لحركة حماس شمالي قطاع غزة.
وزعم الجيش، في بيان، أن الغارات استهدفت 5 أهداف «إرهابية»، و«جاءت ردا على الأعمال العنيفة التي ارتكبتها حركة حماس في الساعات الأخيرة». (الأناضول)

جلسة طارئة للجامعة

يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا بشأن القدس غدا الاربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث «سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني» بنقل سفارتها الى القدس، وفق مسؤول في الجامعة.

جميع الحقوق محفوظة