الأحد 26 يناير 2020

احتواء تفشي «كورونا» قد يكون مستحيلاً

احتواء تفشي «كورونا» قد يكون مستحيلاً

احتواء تفشي «كورونا» قد يكون مستحيلاً

قال مسؤولون صينيون إن فيروس كورونا الجديد الذي أصاب نحو ألفي شخص ينتقل من شخص لآخر أثناء فترة حضانته، أي قبل ظهور أعراض المرض على من يحمل الفيروس، ما يجعل احتواءه أكثر صعوبة.

وتوفي 56 شخصا حتى الآن بسبب هذا الفيروس الذي تتزايد قدرته على الانتشار، وفقا لوزير الصحة الصيني ما خياووي. فيما وصل عدد المصابين في شتى أنحاء العالم -ومعظمهم في الصين- إلى 2019.

وفرضت عدة مدن صينية قيودا صارمة على السفر، وعزلت مدينة ووهان تماما - فهي البؤرة الرئيسية لانتشار الفيروس.

تعهد المسؤولون بتكثيف جهودهم لاحتواء الفيروس، وحظر بيع جميع الحيوانات البرية في الصين بدءا من يوم امس.

وساد اعتقاد في البداية أن نشأة الفيروس كانت بين الحيوانات، لكنه انتشر بسرعة منذ أن انتقل إلى البشر.

ويعتقد المسؤولون أن فترة حضانة المرض، والتي يحمل خلالها الشخص الفيروس ولكن دون ظهور أعراضه، بين يوم واحد و14 يوما.

وقد لا يعرف الشخص أنه مصاب بالعدوى لعدم ظهور الأعراض، لكنه مع ذلك يكون قادرا على نشر المرض. وظهر عدد قليل من الإصابات بهذا الفيروس في دول أخرى هي اليابان وتايوان ونيبال وتايلاند وفيتنام وسنغافورة وأستراليا والولايات المتحدة وفرنسا.

احتواء الانتشار

وكان علماء قد حذروا من أنه ربما يكون من المستحيل احتواء انتشار فيروس كورونا داخل حدود الصين. وكشف تحليلان عمليان منفصلان للفيروس الغامض الذي يجتاح الصين، وينتقل إلى مزيد من الدول حول العالم، أن معدل الإصابة بالفيروس يجعل من الصعب السيطرة عليه، ما يُنبِئ بزيادة أعداد المصابين به، ما لم يتم التحرك بشكل عاجل لاحتوائه.

يقول العلماء الذين أجروا دراسات على الفيروس، إن أي شخص مصاب به ينقل هذا المرض إلى ما بين شخصين وثلاثة أشخاص في المتوسط، بمعدل العدوى الحالي.

العلماء أشاروا أيضاً إلى أن استمرار تفشّي المرض بهذه الوتيرة يعتمد على كفاءة إجراءات الحد منه، وقالوا إنه «يجب أن تُوقِف إجراءات السيطرة على المرض انتقال العدوى فيما لا يقل عن %60 من الحالات، حتى يمكن احتواء الوباء ووقف انتقال العدوى».

وقد امتدح العلماء جهود الصين في احتواء الفيروس، لكنهم قالوا إن هناك حاجة لخفض معدل انتقاله.

خوف من القادم

نيل فيرجسون، اختصاصي الأمراض المُعدية في جامعة إمبريال كوليدج بلندن، الذي شارك في رئاسة إحدى الدراسات، قال إنه «ليس من الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشي داخل الصين».

يشير فريق فيرجسون إلى أن أربعة آلاف شخص في ووهان أصيبوا بالفيروس بالفعل بحلول 18 يناير 2020، لكن العلماء يقولون إنه «إذا استمر انتشار الوباء بلا توقف في ووهان فإننا نتوقع أن يصبح أكبر بكثير بحلول الرابع من فبراير».

قدَّر العلماء أن يبلغ عدد المصابين بالمرض في مدينة ووهان، الواقعة بوسط الصين، والتي بدأ ظهور الفيروس فيها في ديسمبر 2019، بنحو 190 ألف شخص بحلول الرابع من فبراير المقبل.

من جانبها، قالت راينا ماكنتاير، رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، إن اتساع نطاق العدوى في الأيام الأخيرة أمر يثير قلقاً كبيراً.

حذَّرت ماكنتاير بالقول: «كلما امتدت الإصابة إلى مناطق أخرى من الصين زاد خطر انتشاره عالمياً»، مضيفةً: «ما نحتاجه هو نشر قدر أكبر من البيانات بشأن عوامل الخطر والعدوى وفترة الحضانة وعلم الأوبئة، حتى نستطيع معرفة أكثر الإجراءات الملائمة للحدِّ من المرض».

وضع خطير

جاء هذا بعدما حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ، من «تسارع» انتشار الفيروس وأن البلاد تواجه «وضعا خطيرا»، وذلك أثناء اجتماع حكومي خاص تزامنا مع احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة.

ويكافح مسؤولو الصحة من أجل احتواء انتشار الفيروس، بينما يسافر ملايين الصينيين ليحتفلوا بالعام الصيني الجديد.

واتخذت السلطات إجراءات وقائية لمنع انتشار المرض وفرضت قيود السفر على العديد من المدن المتأثرة بالفيروس.

وقررت السلطات حظر دخول السيارات الخاصة إلى مدينة ووهان في المنطقة الوسطى من الصين. وألغيت احتفالات العام القمري الجديد لسنة الفأر.

وذكرت وسائل إعلام صينية رسمية أن بكين أجلت إلى أجل غير مسمى دورة الألعاب الشتوية الوطنية لعام 2020، في أعقاب تفشي فيروس كورونا.

وكان من المقرر أن تُقام الألعاب في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين في فبراير المقبل، ووُصف التأجيل بأنه خطوة مهمة في الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 التي ستستضيفها الصين.

دول وصلها الفيروس

ولم تمنع الإجراءات الاحترازية في الصين من وصول الفيروس إلى بلدان أخرى، حيث أعلنت السبت كلٌّ من فرنسا وماليزيا وأستراليا عن إصابات مؤكدة بالفيروس الغامض، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

سبق أن وصل الفيروس إلى أميريكا، واليابان، وسنغافورة، ونيبال، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وتايلاند، وفيتنام، وكندا، وماكاو، كما وصل الفيروس إلى إقليم هونغ كونغ في الصين.

 

جميع الحقوق محفوظة