الأحد 10 يونيو 2018

إيران و«حزب الله» لا يزالان في جنوب سورية «متنكرين»

إيران و«حزب الله» لا يزالان في جنوب سورية «متنكرين»

إيران و«حزب الله» لا يزالان في جنوب سورية «متنكرين»

عشية الاجتماع الأميركي- الروسي- الأردني المقرر في عمان لبحث كيفية تجديد الالتزام بمنطقة وقف التصعيد جنوب سورية بعد التطورات الأخيرة ومع استعداد دمشق لمهاجمة المسلحين في المنطقة، قالت صحيفة أميركية إن الانسحاب الإيراني من الجنوب قبل أيام كان مجرد تمثيلية. قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة من طهران وأبرزها حزب الله اللبناني تحاول خداع الإسرائيليين عبر التنكر بزي القوات التابعة للنظام تجنباً للضربات العسكرية التي تنفذها إسرائيل على القواعد الإيرانية . وأضافت الصحيفة، أن القوافل العسكرية التي تضم مقاتلين من «حزب الله» اللبناني والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران بدأت بالانسحاب من كل من محافظتي درعا والقنيطرة جنوب غرب سورية بالقرب من إسرائيل، في اطار المفاوضات الروسية- الاميركية- الاردنية التي تجري حول المنطقة هناك، إلا أنها سرعان ما عادت مرتدية الزي العسكري الذي يرتديه مقاتلو النظام ورافعة أعلامه. وتراقب إسرائيل الوضع عن كثب، وأوضحت أنها لن تسمح للقوات الموالية لإيران بالتمركز بالقرب من حدودها، خصوصاً بعد إعلان النظام نيته شن حملة عسكرية جنوب غرب سورية. وترى الصحيفة أن التكتيك الجديد المزعوم، ما هو إلا علامة على مدى اعتماد قوات النظام على القوات المدعومة إيرانياً. وقالت مصادر للصحيفة إن العديد من المقاتلين الأجانب القادمين من لبنان وإيران وكذلك العراقيون والأفغان قد حصلوا على بطاقات هوية سورية. وإن البطاقات هذه تعود لسوريين قتلوا أثناء الحرب في المعارك التي دارت في السنوات القلية الماضية. ونقلت عن احد المعارضين السوريين قوله إن «حزب الله» وإيران عملوا طوال سنوات من أجل ترسيخ نفوذهم في الجنوب السوري بما في ذلك ميلبشيات جديدة تتألف من سوريين بولاءات أجنبية. ويأتي ذلك قبل اجتماع مقرر بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن لمناقشة الكيفية التي يمكن فيها الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش في جنوب سورية بما في ذلك درعا والقنيطرة. وقال المحلل في «الجامعة الأوروبية» في سان بطرسبرغ ، نيكولاي كوزانوف، للصحيفة إن إيران قد وافقت على سحب قواتها من الحدود الجنوبية لسورية لتجنب المزيد من التصعيد. وأضاف أن الاتفاق تم التوصل إليه في محادثات غير مباشرة أجريت بين مسؤولين إسرائيليين وإيرانيين في الأردن، إلا أنه لم يشر إلى المدى الذي وافقت عليه إيران لسحب قواتها والقوات الموالية لها من الحدود. داعش يتراجع في سياق آخر، تراجع تنظيم «داعش» الى أطراف مدينة البوكمال في شرق سورية على حدود العراق، غداة تمكنه من السيطرة على أجزاء منها عبر شنه سلسلة هجمات انتحارية على مواقع لقوات النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتمكن التنظيم أمس الأول من دخول المدينة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي والسيطرة على أجزاء منها، في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر ويتزامن مع تكثيف الجهاديين المتوارين في البادية السورية وتيرة عملياتهم ضد قوات النظام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تراجع مقاتلو التنظيم من داخل المدينة الى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية منها اثر اشتباكات عنيفة خاضتها قوات النظام خلال تصديها للهجوم وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية الى المدينة خلال الساعات الأخيرة». وارتفعت حصيلة القتلى من الطرفين منذ بدء الهجوم الى 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام وحلفائها غداة حصيلة أولية بمقتل 25 منهم. ويتوزع القتلى بين 16 من قوات النظام ضمنهم ضابط برتبة لواء، و14 من مسلحين موالين غير سوريين من حزب الله اللبناني ومقاتلين ايرانيين، وفق المرصد. في المقابل، قتل 21 إرهابياً من التنظيم، بينهم عشرة انتحاريين نفذوا أولى الهجمات على المدينة. ماتيس الى ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أمس الأول إلى التعاون القوي بين الدول الـ75 الأعضاء في حلف شمالي الاطلسي (ناتو) من أجل هزيمة «داعش» في وقت ينتقل الحلف من المهمة القتالية إلى عملية تثبيت الاستقرار. وقال ماتيس في كلمته أمام اجتماع وزراء دفاع الحلف الذي شارك فيه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الكويتي الشيخ ناصر الصباح «إن وزراء خارجية دولنا وقعوا بالكويت في فبراير الماضي المبادئ الإرشادية للتحالف إقرارا منهم بأن داعش مازال يشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة». وأضاف: «نعتزم اليوم اتباع تلك المبادئ التوجيهية في بيان مشترك يبرز التزامنا ببذل الجهود لمواجهة داعش على مستوى العالم»، مشيراً الى انه «منذ اجتماعنا الأخير في نوفمبر تم تحرير جميع الأراضي التي كان يحتلها التنظيم في العراق». وأوضح أنه «في سورية وقبل أكثر من 100 ساعة بقليل بدأت قواتنا الشريكة بشن هجوم ضد أحد آخر الجيوب المتبقية للخلافة». ورأى انه «رغم النجاح الذي تحقق في العام الماضي، فإن رسالتي لكم هي أن المعركة لم تنته بعد ويجب أن نتعامل معها باعتبار انها يجب ان تكون هزيمة دائمة لا هزيمة إقليمية»، معتبرا أن «عدم المضي قدما في عملية جنيف للسلام في سورية سيكون خطأ استراتيجيا وسيقوض دبلوماسيينا ويمنح الإرهابيين فرصة للتعافي». بوتين ووصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التعاون الروسي الإيراني في سورية بـ «الناجح»، مشيرا إلى تحقيق نتائج ملموسة. وقال بوتين، خلال لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني أمس، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو الصينية: «نحن نتعاون بنجاح في تسوية الأزمة السورية. وهنا لدينا ما نتحدث عنه، لأن هناك نتائج ملموسة»، بحسب وكالة سبوتنيك.

جميع الحقوق محفوظة