السبت 19 يناير 2019

أوروبا تقترب من سياسة ترامب.. لعزل إيران

أوروبا تقترب من سياسة ترامب.. لعزل إيران

أوروبا تقترب من سياسة ترامب.. لعزل إيران

في طهران يوم الثامن من يناير الجاري أثناء اجتماع مع مبعوثين أوروبيين، وقف المسؤولون الإيرانيون فجأة وخرجوا من الباب وأغلقوه بعنف في خرق غير مألوف للبروتوكول. كان الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون والألمان والدنماركيون والهولنديون والبلجيكيون في غرفة بوزارة الخارجية الإيرانية قد أزعجوا المسؤولين الإيرانيين برسالة مفادها أن أوروبا لم تعد قادرة على تحمل تجارب الصواريخ البالستية في إيران ومؤامرات الاغتيال على الأراضي الأوروبية، وفقاً لما ذكره أربعة دبلوماسيين أوروبيين. قال أحد الدبلوماسيين الأربعة: «كان هناك الكثير من الملابسات غير المتوقعة، لم يعجبهم ذلك، لكننا شعرنا أن علينا نقل مخاوفنا الجادة.. يُظهر ذلك أن العلاقة باتت أكثر توتراً». وامتنع مسؤول إيراني عن التعليق على الاجتماع. وفي اليوم التالي، فرض الاتحاد الأوروبي أول عقوبات على إيران منذ أن توصلت قوى عالمية لاتفاق في فيينا عام 2015 مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي. كانت العقوبات رمزية إلى حد كبير، لكن الاجتماع العاصف انطوى على تحول غير متوقع في الدبلوماسية الأوروبية منذ نهاية العام الماضي. ويقول دبلوماسيون إن دولاً أصغر حجماً وأكثر وداعة في الاتحاد الأوروبي انضمت إلى فرنسا وبريطانيا في موقف أكثر صرامة بشأن طهران بما في ذلك النظر في فرض عقوبات اقتصادية جديدة. وقال ثلاثة دبلوماسيين: «إن ذلك قد يشمل تجميد أصول وحظر سفر على الحرس الثوري الإيراني وعلى إيرانيين يطورون برنامج الصواريخ البالستية للجمهورية الإسلامية». ويقترب هذا النهج الجديد من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في عزل إيران بفرض عقوبات صارمة، رغم أن الحكومات الأوروبية لا تزال تدعم اتفاق فيينا المبرم في عام 2015 الذي انسحب منه ترامب في مايو. وبرغم وجهات نظر متباينة في أوروبا، يمكن أن تكون لهذا التحول عواقب على حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت تتطلع فيه إلى العواصم الأوروبية لإنقاذ هذا الاتفاق. قد يعزز هذا التحول أيضاً الشعور المناهض للغرب في إيران ويؤدي إلى المزيد من التحركات الإيرانية العدوانية في الشرق الأوسط. وثار قلق القوى الغربية بسبب إطلاق إيران صواريخ بالستية قصيرة المدى على سوريا يوم 30 سبتمبر وإجراء تجارب صاروخية وإطلاق قمر صناعي هذا الشهر. ويقول دبلوماسيون إن مؤامرات الاغتيال المزعومة التي دبرتها إيران على الأراضي الفرنسية والدنماركية في 2018 كانت القشة الأخيرة بالنسبة لأوروبا. وتنفي طهران المؤامرات وتقول إن تجاربها الصاروخية دفاعية تماماً. وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط بإحدى البعثات الدبلوماسية في أوروبا: «الاتهامات بحق إيران على مدى الأشهر القليلة الماضية أيقظت بعض الدول في أوروبا التي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشدداً مع إيران». وثار قلق أوروبا من سياسة ترامب التي تحمل شعار «أميركا أولاً»، واعتبرت أن قراره في الثامن من مايو بالانسحاب من الاتفاق الإيراني انتكاسة شديدة، لكن بدا أن الطموحات الدولية لإيران قدمت لبروكسل وواشنطن فرصة أكبر للعمل معاً. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الآن هناك إجماع دولي متزايد على مدى التهديدات الإيرانية. وأضاف المسؤول: «الولايات المتحدة ترحب بجهود أوروبا للتصدي لإرهاب إيران على أراضٍ أوروبية وإطلاقها للصواريخ وانتهاكها لحقوق الإنسان وتهديدات أخرى». تعثُّر الحوار وفي اجتماعات ضمت دبلوماسيين أوروبيين وإيرانيين العام الماضي حاولت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا الضغط من أجل اتخاذ إيران مبادرات في ما يتعلق بدورها في الحرب السورية والمساعدة في إنهاء الصراع في اليمن. لكن العديد من المحادثات الثنائية بشأن برنامج الصواريخ البالستية لم تتمخض عن نتائج. وحاول الاتحاد الأوروبي أن يظهر لإيران أن الالتزام بالاتفاق النووي لا يزال يعني الحصول على منافع اقتصادية رغم قرار ترامب إعادة فرض العقوبات الأميركية ووقف صادرات النفط الإيراني عبر الضغط على حلفاء الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً هذا الشهر آلية خاصة تهدف لتسهيل التجارة مع إيران، لكنها لن تدخل حيز التنفيذ قبل أشهر عدة. وستسجل تلك الآلية في فرنسا وستديرها ألمانيا وستشمل على الأرجح بريطانيا مساهماً. وقال دبلوماسي بارز آخر في الاتحاد الأوروبي: «هناك شعور بالإحباط بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى بعد المرحلة الأولى من الجهود الدبلوماسية مع إيران.. اعتقدنا أن بمقدورنا دفع الإيرانيين لبذل بعض الجهد على أصعدة عدة». وتقول إيران إن أوروبا قد تخفق على أي حال في حماية الاتفاق النووي وتتهم مسؤولين أوروبيين بالتردد والتباطؤ. وقال آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس الخبراء الذي يتمتع بالنفوذ في إيران الخميس إن أوروبا «لن تفعل أي شيء فيه مصلحتنا». وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: «الأوروبيون أسوأ من الأميركيين. وحتى إن لم يكونوا أسوأ، فلا فرق بينهم». خلافات الاتحاد الأوروبي أفادت وثيقة أطلعت عليها «رويترز» أنه في مارس، وفي إطار المساعي لإقناع ترامب بالالتزام بالاتفاق النووي، اقترحت فرنسا وبريطانيا وألمانيا تجميد أرصدة الحرس الثوري الإيراني وشركات وجماعات إيرانية تطور برنامج إيران الصاروخي وفرض حظر سفر عليها. ويقول ثلاثة دبلوماسيين إنه يجري الإعداد الآن لسلسلة إجراءات مشابهة. وقال دبلوماسي أوروبي كبير: «نفضل عدم اتخاذ هذه الإجراءات، لكن عليهم أن يكفوا عن محاولة قتل الناس على أراضينا، كما أنهم على مدى السنوات الثلاث الماضية طوروا برنامجهم للصواريخ البالستية». ويقول الدبلوماسيون إن حمل كل دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 على الاتفاق سيستغرق بعض الوقت. وذكر أربعة دبلوماسيين أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التي ساعدت في إتمام اتفاق 2015، تشعر بالقلق من التحرُّك أسرع من اللازم خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق بشكل كامل. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون إصدار بيان مشترك فريد من نوعه يوم 21 يناير بشأن ما يقولون إنه تدخل إيران في المنطقة وكانوا يريدون الدعوة لإنهاء التجارب الصاروخية. لكن دبلوماسيين قالوا إن موغيريني أرادت وضع الآلية الخاصة للتجارة مع إيران أولاً. ونفى مسؤول في الاتحاد الأوروبي أي انقسام في السياسة بين موغيريني وحكومات التكتل، قائلاً إن البيان سينشر بمجرد إطلاق الآلية. وقال دبلوماسيون إن حكومات شرقي أوروبا قد تتمادى في اتخاذ إجراءات ضد إيران لإرضاء ترامب مقابل ضمانات أمنية ضد روسيا. وذكر دبلوماسيون من التكتل أن مؤتمرًا دعا إليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وسيستمر يومين في بولندا خلال شهر فبراير وسيتناول الشرق الأوسط وتحديدًا إيران يمكن أن يحدث انقساماً بين شرقي أوروبا وغربيها. وقال مسؤول من الاتحاد إن موغيريني لن تحضر بسبب ارتباط رسمي آخر، وليس من الواضح مستوى التمثيل الذي سترسله فرنسا وبريطانيا وألمانيا. (رويترز) ظريف يستخدم «تحدي السنوات العشر» للسخرية من بولتون استخدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وسم «تحدي السنوات العشر»، المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، «للسخرية» من تصريحات لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون. ووضع ظريف مساء أول من أمس، على موقع تويتر صورتين لتصريحين سابقين نشرهما بولتون يدعو فيهما لمهاجمة إيران عسكريًا، أحدهما بتاريخ 2009، والآخر بتاريخ 2019. وكتب ظريف معلقاً على الصورتين التي تفصل بينهما عشر سنوات: «نفس الهراء، نفس التنمر، نفس الأوهام». (فارس) الصورة التي نشرها ظريف للسخرية من تصريحات بولتون| تويتر

جميع الحقوق محفوظة