الأحد 29 مارس 2020

آلاف العاملين في البلاد على خط الخطر

آلاف العاملين في البلاد على خط الخطر

آلاف العاملين في البلاد على خط الخطر

على خط النار يقف حالياً الآلاف من المنتمين الى العديد من المهن لمواجهة انتشار فيروس كورونا، يشكلون معاً حائط صد منيعاً لحماية الملايين من المواطنين والمقيمين في تلك المرحلة الحرجة، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفيروس.

ويحتم عمل هؤلاء بشكل دؤوب ومخاطرتهم بحياتهم من أجل الحفاظ على الآخرين ضرورة دعمهم في تلك المرحلة الحرجة، والالتزام بما من شأنه تسهيل مهمتهم وتقليل خطر إصابتهم بالعدوى الفيروسية.

ويأتي في مقدمة تلك المهن الأكثر عرضة للإصابة الأطباء، ممن يتحملون عبء التعامل مع المرضى، خاصة في المحاجر الصحية ومراكز الفحص المختلفة والمستشفيات بأنواعها، وعددهم يفوق 10 آلاف طبيب، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة آواخر عام 2018.

وجنباً إلى جنب مع الأطباء، يقف العاملون في مهنة التمريض بمقدمة الصفوف الأكثر عرضة للإصابة نتيجة طبيعة عملهم القائمة على الاحتكاك الدائم والمستمر مع المرضى.

الخط الأول

وبحسب رئيس جمعية التمريض بندر العنزي، فإن الهيئة التمريضية تمثل الخط الأول للتعامل مع المرضى، كونهم من يقدم الرعاية الصحية ويباشرون وضع المرضى على مدار اليوم من خلال قياس العلامات الحيوية وتقديم الأدوية، وهو ما يجعلهم العمود الفقري للمنظومة الصحية في البلاد.

ويضيف العنزي ان المهنة يعمل بها حاليا 27 ألف ممرض وممرضة موزعين على مختلف مستشفيات القطاع الحكومي، مؤكدا في الوقت ذاته توفير وزارة الصحة كل الاحتياطات اللازمة لحمايتهم والحفاظ على حياتهم، وكذلك للمحافظة على حياة المرضى الذين يتعاملون معهم، وهو ما يجري من خلال ارتداء الملابس الواقية والكمامات واتباع كل الإجراءات الاحترازية.

ومن بين المهن ذات الطابع الصحي كذلك يأتي الصيادلة، الذين يشاركون في تجهيز المحاجر الصحية الجديدة من خلال عملهم في إدارة المستودعات الطبية، إضافة إلى وجودهم في المستشفيات المختلفة.

ويؤكد رئيس الجمعية الصيدلية، د. وليد الشمري، أن المهنة يعمل بها 4500 صيدلي تابعين لوزارة الصحةن بينهم 1300 مواطن يتولون حاليا، إلى جانب عملهم في المستشفيات والمراكز الطبية، توصيل الأدوية إلى المنازل لكبار السن في ظل الأزمة الحالية.

وأضاف الشمري ان الجمعية تنسق مع الصحة لاتباع كل بروتوكلات الحماية للحفاظ على العاملين بالمهنة وحمايتهم من انتقال العدوى إليهم من المرضى.

الكاشيرية

وبعيدا عن المهن الصحية، يأتي دور العاملين على تأمين الغذاء واحتياجات المواطنين والمقيمين على مدار اليوم، خاصة باعة الجمعيات التعاونية و«الكاشيرية»، وعددهم يقدر بالآلاف ممن يواجهون تزاحم البعض أحيانا خلال عملية التسوق، وهو أمر يجعلهم عرضة كذلك للإصابة.

ويقول نائب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية، خالد الهضيبان: إن في الكويت 450 فرعا للجمعيات التعاونية، إضافة إلى الأسواق المركزية التي يختلف عددها من جمعية لأخرى.

ويضيف الهضيبان لـ القبس ان الجمعيات كافة تلتزم بإجراءات مشددة، تبدأ بقياس درجات الحرارة لكل العاملين بها صباح كل يوم، مرورا بإلزامهم بارتداء الكمامات والقفازات وتعقيم الأيدي المتكرر نظرا الى طبيعة عملهم الشديدة الحساسية لتعاملهم مع الغذاء الذي يدخل كل بيت. ويضاف إلى هؤلاء كذلك رجال الشرطة، ممن يؤمنون المحاجر المختلفة على مستوى البلاد، وينفذون القانون من خلال العمل على منع التجمعات، سواء في المنافذ الغذائية أو غيرها، وهو ما يترتب عليه الاختلاط بالعديد من الأشخاص يومياً.

توتُّر العاملين في الخطوط الأمامية طبيعي.. ولا يعني عدم كفاءتهم

يقول أستاذ الطب النفسي د. سليمان الخضاري إن الفئات التي تتعامل في خط الدفاع الاول مع وباء كورونا تتعرض لضغوط نفسية كبيرة، اسبابها متنوعة، منها شروط العزل الصارمة والمتعلّقة بارتداء ملابس معينة لفترات طويلة، وهي ملابس مقيدة للأنشطة بشكل كبير، ومن ثم تتسبب في كثير من الضغط عليهم، وكذلك مخاوف تلك الفئات من احتمالية اكتساب العدوى ونقلها لأسرهم.

ولفت إلى عدم التوفيق بين احتياجات الحياة الخاصة وضرورات العمل خلال هذه الفترة، اذ قد يكون بعضهم مصابا ببعض الأمراض كالضغط والسكر ويعمل لفترات طويلة، وكذلك الوصمة الطبية المتعلّقة بالوباء، إذ إن كثيرا من الناس لا يملكون معلومات كافية عن الوباء، وهؤلاء يخشون مخالطة من يتعاملون مع المرضى.

ويرى أن ما ينطبق على الأطباء ينطبق كذلك على كثير من الفئات، مثل مفتشي التجارة ورجال الشرطة، ومن المهم للتعامل مع هذا الوضع وجود خطة دقيقة للتعامل مع الأبعاد النفسية وضمان استقرار هؤلاء العاملين الذين يعاني بعضهم من التوتر بسبب مخاوف الإصابة أو حملها من دون أن يدري، وعلينا أن نعرف أن خوفهم وتوترهم أمر طبيعي ولا يعنيان عدم كفاءتهم، كما أن رغبتهم في الاستقرار النفسي لا تعني الأنانية.

ويضيف انه من المهم وجود جدول عمل واضح، وأن يحصلوا على فترات استراحة كافية، وأن نشجع السلوكيات الصحية، ومن بينها الأكل الصحي بكميات كافية، وألا يُهمل هؤلاء في علاجهم، وأن تعقد اجتماعات يومية للطواقم للحديث عن تجربتهم وتلقي الدعم النفسي، كما من المهم ضمان تواصلهم مع أسرهم حتى ولو بشكل غير مباشر.

  •  

جميع الحقوق محفوظة