على وقع الضبابية التي تكتنف مشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كشفت مصادر مسؤولة لـ «الراي» أن «الهيئة العامة للاستثمار قد تزيد حجم استثماراتها في بريطانياً خلال الفترة المقبلة، إذا وجدت الفرص الاستثمارية المناسبة». وأفادت المصادر أن «الهيئة تواصلت مع مديري محافظها في بريطانيا خلال الفترة الأخيرة، واستمعت إلى شرح منهم بخصوص تقديرهم للموقف وتوقعاتهم وخططهم في جميع الأحوال»، مبيّنة أن «هناك توافقاً على أن أزمة عدم التصديق على الاتفاق المنظم للخروج من التكتل الأوروبي (بريكست) قد يوفّر فرصاً مغرية ينبغي انتهازها». وفي حين نفت المصادر أي نية للتخارج بشكل كلي أو جزئي من استثمارات الهيئة في المملكة المتحدة، قالت «نتوقع مزيداً من الانخفاض بالأسعار في بعض القطاعات والمجالات، وإذا ساءت الأوضاع أكثر قد نشتري، إذ إن المشاكل تولد أحياناً فرصاً استثمارية طيبة». وأشارت إلى أنه «لا توجد في الوقت الحالي فرصة استثمارية على نار حامية، لكن التوجه العام هو رفع حجم الاستثمارات في بريطانيا، وليس تخفيضه». وشدّدت المصادر على أن «هيئة الاستثمار مستثمر طويل الأجل، وتراقب الوضع البريطاني باهتمام بالغ»، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها «مقتنعة بغموض المشهد العام، لا سيما وأن متخذي القرار أنفسهم لا يعرفون نهاية واضحة لمصير (بريكست)». من ناحية ثانية، أكدت المصادر أن خسائر «الهيئة جراء تداعيات (بريكست) محدودة، فالتأثيرات القوية كانت بالفعل عقب اتخاذ القرار منتصف العام 2016»، منوهة إلى أن «استثمارات الهيئة تأتي ضمن سلة عملات مختلفة في قطاعات ومجالات متنوعة»، ولافتة إلى أنها «متحوطة من الأزمة عبر تنويع استثماراتها». وقدّر عمدة الحي المالي في لندن، اللورد بيتر استلين، أخيراً حجم استثمارات هيئة الاستثمار ومؤسسة التأمينات الاجتماعية في لندن بنحو 50 مليار جنيه إسترليني.