الأربعاء 17 أكتوبر 2018

«غوانتانامو» يتحول إلى عيادة مسنين

«غوانتانامو» يتحول إلى عيادة مسنين

«غوانتانامو» يتحول إلى عيادة مسنين

يستعد معتقل غوانتانامو للبقاء مفتوحا لمدة 25 عاما أخرى، حيث عمد الجيش الأميركي إلى تحديثه فجهزه بمركز طبي متخصص وقاعات رياضة وغرفة عمليات جراحية، ليصبح أشبه بعيادة للشيخوخة تتكيف مع حاجات معتقلين يتقدمون في السن ويرجح أن يقضوا فيه ما تبقى من حياتهم. ووضع جهاز سَير «ووكر» في زاوية إحدى غرف المركز الطبي الجديد الذي زارته مجموعة صغيرة من الصحافيين في جولة نظمها عسكريون أميركيون. السرير الطبي يشبه أسرة أي مستشفى، وكذلك الكرسي النقال والتجهيزات الطبية في الغرف، والفرق الوحيد هو عدم وجود أي نوافذ، بل مجرد كوّات من الزجاج غير الشفاف، وسياج من الشبك بدل الجدران. ولا يزال هناك أربعون معتقلا في غوانتانامو، أكبرهم عمره 71 عاما، وأصغرهم 37 عاما، ويبلغ متوسط أعمار المعتقلين 46 عاما. وحين تبين أنه لن يتم الإفراج عن المعتقلين، قررت الولايات المتحدة ترتيب المعتقل الذي لم يستقبل أي سجين جديد منذ 2008 والذي تبلغ ميزانيته السنوية 78 مليون دولار، تحويله إلى سجن دائم، فأمرت وزارة الدفاع (البنتاغون) جون رينغ قائد القوة المشرفة على إدارته الأميرال بالتثبت من إمكانية استمرار المعتقل في الخدمة 25 سنة إضافية. وفي هذا الإطار استعد القائمون على المعتقل لاستقبال مجموعة من المعتقلين المسنين، وخصص للمشروع مبلغ 12 مليون دولار، فتم تحويل أحد أقسام المعتقل إلى مستشفى ميداني حديث مجهز بغرفة عمليات وقاعة لتصوير الأشعة مزودة بجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى قسم طوارئ وغرفة عناية فائقة تتسع لثلاثة أسرة. وأوضح رئيس الفريق الطبي في المعتقل، أن الجيش ينشر لتشغيل العيادة ثلاثة أطباء ومساعد طبيب واحد وثلاثة أطباء نفسيين و11 ممرضة، وفق نظام مناوبات تتراوح بين 6 و9 أشهر. وأوضح أن المعتقلين يعانون من الأمراض الاعتيادية في عمرهم مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأمعاء واضطرابات في الحركة. وأقيم في الطابق الأول قسم الطب النفسي مع تحويل زنزانتين إلى غرفتي معاينة، كما أفرغت زنزانة ثالثة جدرانها مبطنة، لينقل إليها المعتقلون المصابون بنوبات. ولم تكشف للصحافيين أي معلومات حول الوضع الصحي لكل معتقل، لكنهم علموا أن «معتقلا يلتزم في الوقت الحاضر صوما غير ديني»، وفق تعبير المسؤولين في السجن عن حالات الإضراب عن الطعام. وكشف الأميرال جون رينغ، أن أحد المعتقلين يواجه تدابير تأديبية إثر حادث مع الحراس، موضحاً أن «العديد من هؤلاء السادة ما زالوا في حرب مع الولايات المتحدة، يواصلون الحرب من خلال أعمال المقاومة الصغيرة هذه». ومازال العسكريون الـ1800 الذين يؤمنون تشغيل المعتقل، من الحراس إلى الطباخين مرورا بدوريات المراقبة البحرية، يقيمون في بيوت قديمة بعضها متهالك، وسط مساع لتسهيل حياتهم عن طريق شركة عمرانية. (أ ف ب)

جميع الحقوق محفوظة