لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يفقد التيار الإسلامي مقعدين دفعة واحدة في الانتخابات التكميلية، التي أجريت أول من أمس، حيث حصل د. بدر الملا (مستقل) على مقعد الدائرة الثانية بنيله 4657 صوتاً، في حين حل د. حمد المطر (الحركة الدستورية الإسلامية) ثانيا بـ4616 صوتاً. أما في الدائرة الثالثة، فكان النجاح من نصيب عبدالله الكندري (مستقل)، بحصوله على 6705 أصوات، وبفارق كبير عن عمار العجمي (مقرب من السلف)، الذي حصل على 5258 صوتاً. قبل الانتخابات بأيام، توقعت الدوائر المغلقة في التيار الإسلامي نجاح المرشح حمد المطر في الدائرة الثانية، إلا أن نتائج الانتخابات كانت خلاف ذلك، بالمقابل كان رهان «السلف» على المرشح عمار العجمي، بأن يقلل الفجوة مع المرشح عبدالله الكندري، وأن يكون الفارق بينهما ضئيلاً، لا سيما أن المؤشرات قبل الاقتراع كانت تشير الى فوز الكندري. مصادر عدة تحدثت لـ القبس، وكشفت عن صراع قوي خلف الكواليس بين أجنحة وتيارات داخل كل من الحركة الدستورية الاسلامية والتجمع السلفي في الانتخابات التكميلية، بسبب ترتيبات للانتخابات المقبلة، فكل طرف لا يريد للآخر أن يحقق انتصاراً يكسبه زخماً في الانتخابات البرلمانية المقبلة. في الدائرة الثانية، كان ثقل «حدس» متركزا على كيفية ايصال مرشحها د. حمد المطر الى البرلمان، ولذلك استنفرت كوادرها في الدائرتين الثانية والثالثة، ولجأت الى خيار «البدل» مع أي مرشح في الثالثة من أجل حصد أكبر قدر من الأصوات لتوجيهها الى المطر في «الثانية». وبحسب المصادر، فإن «حدس» اتفقت مع المرشح عبدالله الكندري على توجيه أصوات كوادرها في العديلية والروضة وقرطبة وجنوب السرة مقابل تصويت عدد من الكنادرة في الدائرة الثانية للمرشح حمد المطر، وكذلك فعلت مع المرشح عمار العجمي، حيث اتفقت ونسقت معه على توجيه اصوات قواعدهم في كيفان والخالدية واليرموك إليه، مقابل الحصول على اصوات «عجمان» الثانية. وأكدت المصادر ان «ترتيبات» حدس هي التي رفعت أصوات المطر الى الرقم الذي حصل عليه، رغم افتقاده أصوات غالبية المنتمين الى التيار السلفي في الثانية. التيار السلفي كشفت مصادر مقربة من التيار السلفي أن عدداً كبيراً من كوادره لم يصوتوا للمرشح المطر، واتجهت أصواتهم الى د. بدر الملا وخالد العنزي من أجل حرمان مرشح «حدس» من النجاح. وذكرت المصادر ان التيار السلفي بشكل عام ينقسم حالياً الى قسمين: جماعة القادسية ، وجماعة السلطان والعميري، وبالرغم من مقاطعة الأخيرة للانتخابات فإن عدداً من كوادرهم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وصوتوا للمطر في الدائرة الثانية.