الجمعة 12 أبريل 2019

«الأزوال» في الكويت فرحون... حائرون!

«الأزوال» في الكويت فرحون... حائرون!

«الأزوال» في الكويت فرحون... حائرون!

بين الصباح وما بعد الظهيرة، تغيّر الحال، وانقلبت المواقف، فكم من «زول» يعيش في الكويت حلم التغيير في بلاده، وهو ينتظر بيان قيادة الجيش السوداني التي أعلنت أنها ستذيعه منذ ساعات الفجر، لكن موقف هؤلاء «الأزوال» تغيّر وألغوا احتفالاً كانوا يعدون له، بعد صدور بيان الجيش، الذي رأوا أنه لا يلبي الطموحات وعبّروا عن صدمتهم مما تضمنه من إعلان حالة الطوارئ ومد فترة الحكم العسكري الانتقالي لمدة سنتين. «الراي» استطلعت آراء عدد من أبناء الجالية السودانية في الكويت قبيل وبعد صدور بيان القوات المسلحة السودانية، والذي أعلن عزل النظام السابق واعتقال الرئيس عمر البشير، وإعلان حكم انتقالي عسكري، فأبدى يوسف عثمان تخوفه من الأيام المقبلة، على الرغم من أن تغيير الرئيس هو مطلب شعبي، معبراً عن هواجس لديه من أن يشابه ما يحدث حالياً في بلاده ما حدث في بعض البلدان العربية بعد تغيير قادتها. وأعرب عثمان أحمد، أحد أبناء الجالية السودانية في الكويت، عن سعادته الكبيرة لما يحدث حالياً في بلاده من تغييرات، معربا عن تفاؤله الكبير بعد تغيير الرئيس، بيد أنه أبدى إحباطه بعد سماعه بيان الجيش، معتبراً أنه لم يُلبِّ طموحات الشعب الذي خرج ثائراً على نظام البشير. وقال عبدالله بابكر ان الشعب السوداني لديه وعي كبير وسيكون حريصاً على استيعاب متطلبات المرحلة المقبلة، التي تتطلب الحفاظ على استقرار وأمن السودان بأكمله، مضيفاً أن المؤسسة العسكرية تنال ثقة واحترام جميع السودانيين، لكنه رأى أيضاً أن البيان الذي صدر عن الجيش كان دون الطموحات ولم يحقق مطالب المتظاهرين. وتشارك كل من علي صديق وحازم حسين في الحديث، مبديين تشوقهما للعهد الجديد من الحرية والديموقراطية، بعد 30 عاما من الظلم والاستبداد، ومعتبرين ما حدث بداية لاستقلال السودان. وأشارا لـ«الراي» قبل صدور بيان الجيش، إلى أنه ليس لديهما أي تخوف على مستقبل السودان بسبب قيادات جيشه الواعية، حيث إن الثورة قد وحدت جميع أطياف الشعب السوداني للمرة الأولى، وتم نبذ الجهوية والعنصرية والقبلية في جميع الشعارات خلال الثورة، والتي حملت شعارات عدة منها «سلمية سلمية بلا دماء» و«يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور». أما علي محمد فقال ان شعوره لا يوصف بعد إزالة ديكتاتور حكمنا لمدة 30 سنة، مؤكداً أنه يشعر كأنه ولد من جديد. ودانت السودانية إكرام الصادق الصمت في الإعلامين العربي والأفريقي وعدم تسليطهما الضوء على الثورة السودانية بشكل كبير منذ بدايتها في ديسمبر الماضي، مؤكدة أن الثورة حرة بإرادة سودانية ومن دون أي دعم خارجي. وهنأت الشعب السوداني على إزالة «حكومة الإخوان المسلمين الذين أضعفوا علاقاتنا الخارجية مع أشقائنا العرب والدول الغربية بتصرفاتهم، وتمنت وقوف جميع الدول مع السودان لإعادة إعماره من جديد، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «البيان جاء مخيبا لآمال الشعب». أما مدير محطة طيران السودان أزهري سليمان، فقال إن هذا البيان من صنع الشعب أولا وأخيراً، «30 عاماً ونحن في ظل حكم ديكتاتوري جائر أرهب الشعب السوداني العظيم». وأشار إلى أنه مقيم في الكويت منذ العام 1983 ولن ينسى موقف البشير وزمرته ضد الكويت وأهلها يوم الغزو، وأن فرحته اليوم بزوال هذا النظام لا توصف، مطالبا الشعب الكويتي بعدم مؤاخذة الشعب السوداني على ما فعل السفهاء. وفي الختام، قال الزميل الإعلامي نزار عثمان إن الفرحة نابعة الآن من كل قلب في السودان، فقد أعاد السودانيون صناعة تاريخهم، وهم قوم لهم تاريخ عريق في الانتفاض على الأنظمة الشمولية والفاسدة والمتجبرة، قبل أن يأتي ما يسمى بالربيع العربي، موضحاً أنهم فعلوا ذلك أول مرة ضد ابراهيم عبود العام 1964، وضد المشير جعفر النميري العام 1985، وأطاحوا الآن نظام البشير البغيض الذي جثم 30 عاماً على صدورهم خرّب خلالها البلاد وقسّمها، وأذلّ العباد وقتلهم وشرّدهم. وقال إن اللافت في هذه الثورة العظيمة التي انتظمت السودان كله منذ 19 ديسمبر الماضي، أنها ثورة بلا ظهير ولا سند غير سندها الشعبي الشبابي، تتقدمهم الفتيات والنساء، وقد قدّمن مع رفاقهن نموذجاً وطنياً شاهقاً ينمّ عن وعي حاول نظام البشير تدجينه على مدى ثلاثة عقود. وأضاف: الآن، يطمح السودانيون إلى إقامة دولة يسودها القانون ويتنفّس شعبها الحرية والعدالة والسلام والمساواة... دولة ترقى الى مستوى تضحيات هذا الشعب الصبور ومعاناته، دولة علاقاتها جيدة ومتوازنة مع جيرانها والعالم.

جميع الحقوق محفوظة