الأحد 04 نوفمبر 2018

"بيونج يانج " بين المناورة والتهديد مع الولايات المتحدة

"بيونج يانج " بين المناورة والتهديد مع الولايات المتحدة

"بيونج يانج " بين المناورة والتهديد مع الولايات المتحدة

للمرة الأولى تهدد بيونج يانج ، بالتراجع عن التخلى عن برنامجها النووي،بعد انعقاد القمة التاريخية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية ، بعد جهود مضنية من العمل الدبلوماسي بينهما .
وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان لها الأحد ،أن بيونج يانج قد تعود إلى سياسة "التطوير المتزامن" المعروفة باسم "بيوغجين" إن لم تبدل الولايات المتحدة موقفها في مسألة العقوبات المفروضة عليها.
وأضافت الوزارة أن  "كلمة بيونغجين قد تعود إلى الظهور وقد يتم درس تغيير في السياسة بصورة جدية".


قمة تاريخية ..دون نتائج 
القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكي ، وزعيم كوريا الشمالية ،يبدو أنها وضعت أسس لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ،وبالتالي وضعت نهاية لأزمة أكبر ، تتعلق بالسلام في شبه الجزيرة الكورية .
لكن هناك بعض الغموض شاب هذه القمة ، وبعض الموضوعات تُركت دون وضع حسم، أهمها الإطار الزمني لبدء تخفيف العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية ، وهنا يأتي الاختلاف والخلاف .
الولايات المتحدة قالت عقب القمة،إن رفع العقوبات عن كوريا الشمالية،لا يتم إلا بعد نزع سلاحها النووي بالكامل،لكن على الجانب الآخر بيونج يانج انتقدت هذا الموقف بشدة،،وطالبت الولايات المتحدة بتقديم تنازلات في المقابل ،ووصفت بيونج يانج سياسة الولايات المتحدة أنها " أسلوب عصابات " 
وتظهر كوريا الشمالية إشارات استياء متزايدة حيال الولايات المتحدة، وهي تخضع لمجموعة من العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي والبالستي.
ولكن على الجانب الاخر واشنطن متمسكة بشدة بسلاح العقوبات،فهو الذي مكنها من الوصول إلى نقطة المفاوضات مع بيونج يانج،فبالتالي ترفض أن تتخلى عنه بسهولة ، قبل أن ترى نزعا كاملا للسلاح النووي الكوري .
بيونج يانج لم تقف في دور المتفرج ، إنما حاولت الالتفاف حول طوق العقوبات،ووفقا لبعض المصادر، فبيونج يانج تعتمد بشكل كبير على العملات الرقمية للتهرب من العقوبات الأمريكية.
حيث أوضحت بريسيلا موريوشي، المسؤولة السابقة في الأمن السيبراني لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية، أن كوريا الشمالية تحصل على حوالي 15 إلى 200 مليون دولار من خلال تعدين وبيع العملات الرقمية.
في هذا السياق اتهم تقرير سري للأمم المتحدة كوريا الشمالية بعدم وقف تطوير برامجها النووية والصاروخية في خرق لعقوبات الأمم المتحدة.
وقالت وكالة "رويترز" إن الخبراء الأمميين المعنيين بمراقبة العقوبات على بيونغ يانغ، ذكروا في تقرير من 149 صفحة أن كوريا الشمالية "لم توقف برامجها النووية والصاروخية،و تواصل تحديها لقرارات مجلس الأمن من خلال زيادة كبيرة في نقل المنتجات البترولية بشكل غير قانوني من سفينة لسفينة وكذلك عبر عمليات نقل الفحم في البحر خلال 2018".
مناورة جديدة أم تهديد صريح 
منذ توقيع الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، اتفاقهما المُبهم حول نزع السلاح النووي،إلا أن كل طرف يترقب موقف الآخر،وبدت الطريق نحو تحسين العلاقات بين البلدين مليئة بالمطبات .
و الوثيقة التي وقع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عقب لقائهما التاريخي، في سنغافورة تقضى بالتزام كيم إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مقابل التزام الولايات المتّحدة بأمن كوريا الشمالية.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوفير ضمانات أمنية لكوريا الشمالية، بالإضافة الى تعهد ترامب بالتعاون وإقامة علاقات جديدة من خلال فتح صفحة جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، كما تعهد ترامب بالتعاون لإحلال السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية.
إلا أن الوضع على الأرض اختلف كثيرا،فبعد الاتفاق بعدة أشهر ألغى الرئيس ترامب،رحلة كان من المقرر أن يقوم بها وزير خارجيته إلى بيونغ يانغ بعدما قال إنه لم يتم تسجيل تقدم كاف نحو تطبيق بنود إعلان سنغافورة. لكن الرئيس الأميركي عاد وأعلن بعد ذلك أنه وكيم أعلن كذلك أنه "يحب" رجل بيونغ يانغ القوي.
تلاها بعد ذلك إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على أي طرف يساعد في إرسال وقود إلى كوريا الشمالية ،وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي ، هيذر ناورت،إلى إن كوريا الشمالية تواصل استخدام أساليب للتملص من عقوبات الأمم المتحدة،وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حظر عمليات نقل الوقود من سفينة لأخرى إلى كوريا الشمالية.
إلا أن بيونج يانج قررت أن تلاعب الإدارة الأمريكية بنفس الاسلوب، فهي لم تحصل على أي ضمانات أو امتيازات من الجانب الأمريكي في مقابل التراجع عن خطتها النووية ،كما أن الترقب والتخوف من التراجع الأمريكي،دفع ببيونج يانج،إلى إطلاق التصريحات املا في التحرك الأمريكي ، للحصول على مكاسب، أول رفع لهجة التصعيد مرة اخرى ضد الولايات المتحدة الأمريكية في حال التجاهل أو عدم الاستجابة المرجوة .


لقاء رابع بين الكوريتين 
ووسط هذه الأجواء،تترقب شبه الجزيرة الكورية ، اجتماعا رابعا ، في القريب العاجل يجمع بين الكوريتين ،بهدف السعي نحو التقارب ، ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل العالقة بينهما .
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن،  أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، سيزور سول قريبا، في حلقة جديدة من الانفراج في شبه الجزيرة رغم المأزق الذي تمرّ به مفاوضات نزع الأسلحة النووية بين الشمال وواشنطن.
وأثناء قمتهما الثالثة في سبتمبر في ، اتفق الزعيمان على أن يزور كيم سول في "مستقبل قريب"، من دون تحديد التاريخ، في حين قال رئيس كوريا الجنوبية إن الزيارة قد تحصل قبل نهاية العام.
وتحاول الكوريتين مناقشة نزع السلاح من المنطقة الحدودية وتعزيز السلام بين البلدين.
وقد صرح المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي، اليوم الأحد، فى تعقيب له حول أخبار تحليلية تشير إلى إمكانية إحداث تغييرات فى خطة زيارة الزعيم الكوري الشمالي إلى سول خلال العام الحالى، بأنه لا يوجد تغيير فى الخطة الأساسية..
وحول عقد لقاء القمة الثانى المرتقب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ذكر المسئول أن المسألة يمكن القول إنها تعتمد على مجريات المحادثات رفيعة المستوى المخطط لعقدها خلال الأسبوع الجارى أو المقبل بين بيونج يانج وواشنطن.

جميع الحقوق محفوظة