الأربعاء 13 يونيو 2018

الحديدة تتحرر تمهيداً لخلاص اليمن

الحديدة تتحرر تمهيداً لخلاص اليمن

الحديدة تتحرر تمهيداً لخلاص اليمن

بدأت قوات الشرعية اليمنية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، امس، هجوما لاستعادة مدينة الحديدة الساحلية، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات لتحرير اليمن من الانقلابيين الحوثيين الذين تدعمهم ايران.
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها إن طائرات وسفن التحالف تنفذ ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات القوات اليمنية البرية التي احتشدت جنوبي المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وبدأت عملية «النصر الذهبي» بعد انتهاء مهلة حددتها الإمارات للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، لتسليم الميناء الوحيد الخاضع لسيطرتهم، وأتمت القوات الموالية للحكومة استعداداتها.
وأوضح قائد ميداني «حصلنا على الضوء الاخضر من التحالف ونتقدم نحو مطار مدينة الحديدة».
وأكد قادة ميدانيون في الجاح على بعد نحو 30 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة، ان القوات المدعومة من التحالف العسكري باتت على بعد أربعة كيلومترات من مطار المدينة الواقع في جنوبها وسيطرت على ضاحية النخيلة. وسيعني تحرير المطار سقوط الجبهة الجنوبية للحديدة.
وشاهد مراسل فرانس برس عشرات الآليات العسكرية المحملة بالمقاتلين تتوجه شمالا نحو مدينة الحديدة.
وأعلن مصدر عسكري رفيع في ألوية «العمالقة»، التابعة للقوات الحكومية في اليمن، أن قوات التحالف، نفذت عملية إنزال جوي جنوب غربي الحديدة، وقال إن «قوات (لم يحدد جنسيتها وعددها) انتشرت بالقرب من الشريط الساحلي، وبدأت في اتخاذ وضعيتها الهجومية نحو المدينة». كما أشار إلى أن تلك القوات سيطرت على منطقة «النخيلة»، وباتت على مقربة من مطار المدينة.
وقال إن «طلائع لواء العمالقة الثاني الحمدي، يفصلها عن مطار الحديدة بضعة كيلومترات فقط»، بعد أن تقدمت في مديرية الدريهمي.بدورها نقلت قناة العربية عن شهود إن قوات التحالف نفذت قصفا «مركزا ومكثفا» قرب ميناء الحديدة. وكثف التحالف قصفه لمواقع المتمردين شرق مدينة الحديدة في حين تم فتح ممرات شمال المدينة لخروج المدنيين ومن يرغب من المقاتلين، وافاد شهود عيان ان حال من الانهيار تسود صفوف الحوثيين على مشارف المدينة.

نقطة تحول
وقالت الحكومة الشرعية ان تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في النضال لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية، وان تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيدي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية».
بدورها قالت دولة الإمارات إن قوات التحالف تهدف إلى استمرار الميناء في العمل لكنها حذرت من أن الحوثيين يمكن أن يخربوا البنية التحتية ويزرعوا ألغاما برية وبحرية مع انسحابهم. وقالت ريم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي إنه إذا خرج الميناء من تحت سيطرة الحوثيين فقد يخفف التحالف القيود الرامية إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين ويسهل تدفق السلع والمساعدات إلى اليمن.
ومن جهته كتب السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، على تويتر «الحديدة تتحرر، اليمن يتنفس». وفي واشنطن اعتبر الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي في الولايات المتحدة ان «السبيل الأمثل لمعالجة مسألة الحديدة والأوضاع الإنسانية فيها وفي اليمن بشكل عام هو (…) الانسحاب من الحديدة، وتسليمها للحكومة الشرعية اليمنية».

واقع جديد 
وانتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف، الى الامم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لإخراج الانقلابيين من الحديدة لتجنب وقوع معركة فيها. وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان «احتلال الحوثيين لميناء الحديدة يطيل الحرب اليمنية. تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعا جديدا ويعيد الحوثيين الى المفاوضات».
واستقبل الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في العاصمة الاماراتية، ليل الثلاثاء، وأكد خلال اللقاء ان التحالف «أكثر قوة وتقدما وإنجازا في اليمن لبسط الاستقرار وحفظ الأمن وتحرير الأرض».
كما جرى اتصال هاتفي بين الشيخ محمد والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وقالت باريس ان ماكرون دعا خلال الاتصال «الاطراف المعنيين» في النزاع اليمني الى «ضبط النفس» و«حماية السكان المدنيين».
وتضم الحديدة 600 الف نسمة ويشكل المرفأ فيها مدخلا للجزء الاكبر من الواردات والمساعدات الانسانية الدولية المرسلة الى السكان المنهكين.

الحوثي يحذر
في المقابل حذر محمد علي الحوثي، أحد زعماء الحوثيين، التحالف العربي من مهاجمة الميناء (أكبر ميناء يمني ويمثل شريان حياة لغالبية السكان الذين يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحوثيين)، وقال على تويتر إن قواته استهدفت بارجة للتحالف. وقالت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون إن صاروخين قصفا البارجة ولكن لم يرد تأكيد من التحالف. وسبق أن هدد الحوثيون بشن هجمات على ناقلات نفط في ممر الشحن الاستراتيجي بالبحر الأحمر. (ا ف ب، رويترز، الاناضول)

 الوسوم

جميع الحقوق محفوظة