الاثنين 16 مايو 2022

نتائج أولية لانتخابات لبنان: سقوط مدوّ لحلفاء حزب الله

نتائج أولية لانتخابات لبنان: سقوط مدوّ لحلفاء حزب الله

نتائج أولية لانتخابات لبنان: سقوط مدوّ لحلفاء حزب الله

طويت صفحة الانتخابات النيابية اللبنانية، وفتحت صفحة جديدة مفتوحة على استحقاقات متلاحقة، أبرزها الاستحقاق الرئاسي الذي يتحضر له لبنان في الاشهر المقبلة على وقع أزمة شاملة تفاقمت ماليا واقتصاديا واجتماعيا، وتعمقت سياسيا ووطنيا بعد الانتخابات التي لم تخلُ من مفاجآت كان أبرزها سقوط حلفاء حزب الله في أكثر من دائرة والفوز المدوّي لحزب القوات اللبنانية الذي تصدّر النتائج وبات من اليوم فصاعدا يمتلك أكبر كتلة نيابية على المستويين المسيحي والوطني. ما ينزع بالتالي الغطاء المسيحي الذي تلحف به حزب الله منذ عام 2006.

 وبشكل عام يمكن تسجيل بعض الإستنتاجات والخلاصات من هذه الانتخابات في قراءة سياسية للنتائج الأولية غير الرسمية ويمكن تلخصيها على الشكل التالي:

• دخول القوى التغييرية الى البرلمان بكتلة وازنة: برغم تشتتها في لوائح متعددة، صارت قوى التغيير قوة سياسية داخل المجلس، محققة اختراقات كبيرة في بيروت وفي الشوف وعاليه، والأهم في عقر دار الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة التي تضم النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، حيث حققت لائحة التغيير خرقاً أطاح بمرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان، واقتربت حتى تاريخ اعداد التقرير من تحقيق حاصل انتخابي ثان قد يفوز به المرشح عن المقعد الدرزي فراس حمدان على حساب الوزير السابق مروان خير الدين.

• الرابح الأكبر في انتخابات2022 هو القوات اللبنانية، اذ حصدت أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، وفوزها فاق التوقعات التي أعطتها 18مقعدا، في حين أنها نالت 22 حسب التقديرات الأولية، والأهم في الأمر هو فوز حزب القوات بقوته الذاتية ومن دون تحالفات كما في السابق ودخولها للمرة الأولى الى مناطق كانت مقفلة بوجهها.

• التيار الوطني الحر خرج خاسراً من الانتخابات لمجرد أنه خسر مركز الصدارة وانكشف وضعه الشعبي تراجع ملحوظ. سيحتفظ التيار بكتلة وازنة ولكنه لن يكون الأقوى على الساحة المسيحية لا على المستوى المقاعد ولا على مستوى التصويت المسيحي. وكان لافتاً ان رئيس التيار جبران باسيل حل ثانياً في البترون بعد مرشح القوات اللبنانية غياث يزبك وهو ما أزعج مناصري التيار الذين اعتبروا الامر انتصار بطعم الهزيمة.

• إحتفاظ الثنائي الشيعي «أمل» وحزب الله بالكتلة النيابية والحصة الشيعية الشاملة (27 مقعدا)، ولكن مع إنخفاض في كتلة «الأصوات الشعبية» مقارنة بما كانت عليه الأرقام في السابق، رغم حالة التعبئة الواسعة التي قام ورغم دحول حسن نصرالله شخصيا عبر إطلالات متلاحقة ومساهمة مباشرة في تحفيز المشاركة الشيعية.

• تثبيت الحزب التقدمي الاشتراكي للزعامة الجنبلاطية في الجبل بقيادة النائب تيمور جنبلاط حيث حافظت كتلة اللقاء الديمقراطي على حجمها برلمانياً، وسط سقوط حلفاء حزب الله والنظام السوري طلال أرسلان ووئام وهاب.

• خسارة النظام السوري رهانه على اسقاط النائب وائل أبو فاعور في دائرة البقاع الغربي راشيا، واستشراس اللائحة الحليفة له لمنع حصول لائحة قوة التغيير «سهلنا والجبل» على حاصل انتخابي قد يسفر عن خسارة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي مقعده.

• تحقيق النائب أسامة سعد نتائج مهمة في دائرة صيدا جزين بعيداً عن التحالف مع حزب الله وأمل.. وخسارة النائب فيصل كرامي مقعده في طرابلس بحسب النتائج الأولية.

• الخاسر الأول في الانتخابات هو الرئيس سعد الحريري الذي صار سياسيا وعمليا خارج البرلمان والمعادلة ولعبة الحكم والمعارضة.

• أصوات الاغتراب اللبناني صوّتت بنسب عالية ضد أحزاب السلطة الرئيسية وصوتت للوائح السيادية ولقوى التغيير

• على مستوى المشاركة الشعبية ثمة تراجع كبير بنسبة التصويت، مقارنة بالعام 2018 حيت تخطت المشاركة50 % في حين سجلت هذا العام 41 في المئة. التدقيق في تراجع المشاركة يبيّن انها تركّزت في البيئتين الشيعية والسنيّة، في حين كانت المعركة على «قيادة المسيحيين» محتدمة في الدوائر المسيحية (في جبل لبنان الشمالي تحديداً). 

جميع الحقوق محفوظة