السبت 17 يوليو 2021

كوبا.. الأمل في تخفيف العقوبات الأميركية يتبدد

كوبا.. الأمل في تخفيف العقوبات الأميركية يتبدد

كوبا.. الأمل في تخفيف العقوبات الأميركية يتبدد

علّقت الحكومة الكوبية آمالاً كبيرة على وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض بسبب وعود أطلقها خلال حملته الانتخابية بالسعي إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها، لكن التظاهرات في الجزيرة أجّجت التوترات بين البلدين.

خلال حملته الانتخابية، أكد الرئيس الأميركي على ضرورة انتهاج «سياسة جديدة حيال كوبا» وتطرّق إلى رفع القيود المفروضة على سفر السياح الأميركيين إلى كوبا وهي إحدى جزر الأنتيل وتقع على بعد 145 كلم من فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) وعلى تحويلات الأموال بين الأفراد.

 

اعتبرت هافانا هذه التصريحات بمثابة «وعود» حقيقية بعد أن عانت خلال أربع سنوات من عقوبات قاسية فرضتها عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب (2017-2021) بما في ذلك تصنيف كوبا دولة راعية للإرهاب.

يشرح الأستاذ الجامعي والسفير الكوبي السابق كارلوس ألزوغاري أنه «من الواضح أن ذلك خلق توقعات كثيرة» في الجزيرة.

لكن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز رأى هذا الأسبوع أن بعد ستة أشهر على بداية عهد جو بايدن، «لم نرَ تغييرات، لا تزال تدابير الحصار سارية».

احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية والصحية، نزل آلاف الكوبيين في 11 و12 يوليو إلى الشوارع في عشرات المدن والقرى، مردّدين هتافات من بينها «نحن جائعون» و«حرية» و«تسقط الدكتاتورية». قُتل متظاهر وتمّ توقيف حوالى مئة شخص.

خيبة أمل

مذّاك تتبادل واشنطن وهافانا الاتهامات.

فالرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل بعتبر أن الولايات المتحدة هي الجهة التي موّلت وشجّعت على تنظيم هذه التظاهرات.

ردّ بايدن الخميس جاء حازما إذ اعتبر أن كوبا «دولة فاشلة تضطهد مواطنيها» مؤكداً أنه مستعدّ لإرسال لقاحات مضادة لكوفيد على أن تديرها منظمة دولية، في وقت تمرّ البلاد في أسوأ مرحلة منذ بدء تفشي فيروس كورونا.

ورفض الرئيس الأميركي أيضاً التراجع عن القيود المفروضة على التحويلات المالية للكوبيين من جانب أقربائهم في الخارج. وقال إن «ذلك لن يحصل الآن» في مواجهة خطر أن «يصادر النظام هذه التحويلات».

يعتبر كارلوس ألزوغاري أن تصريحات بايدن «بالطبع خيّبت آمال الكثير (من الكوبيين) الذين كانوا يأملون ليس فقط أن يتراجع عن سياسات (الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما (2009-2017)، إنما أيضاً أن يتراجع عن القيود الأكثر صرامةً والأكثر عبثيةً التي فرضها ترامب».

ويرى أن عندما تحدث بايدن بهذه الطريقة «أظهر تجاهلاً كاملاً للوضع الكوبي».

ردّ الرئيس الكوبي الجمعة، فكتب «دولة فاشلة هي دولة قادرة، من أجل إرضاء أقلية رجعية تبتزها، على زيادة الأضرار لـ11 مليون إنسان متجاهلةً إرادة غالبية الكوبين والأميركيين والمجتمع الدولي»، في إشارة إلى الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ العام 1962 والذي تمّ تشديده في عهد ترامب.

وأضاف «إذا كان الرئيس جوزف بايدن يشعر بقلق إنساني صادق حيال الشعب الكوبي، يمكنه أن يلغي 243 تدبيراً اتخذها الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك أكثر من 50 فُرضت بشكل عنيف خلال الوباء، في خطوة أولى باتجاه إنهاء الحصار».

«السياسة في حالة جمود»

يحذّر مايكل شيفتر رئيس المركز الفكري «الحوار الأميركي» مقرّه واشنطن، من أن في هذه الأجواء المتوترة، «من الصعب جداً، وحتى من المستحيل، أن ترفع إدارة بايدن التدابير العقابية» التي فرضها سلفه.

يؤيّد الجناح اليميني للمواطنين الكوبيين في الولايات المتحدة النهج المتشدد حيال هافانا ويطالب بتوجيه ضربة قاضية لها.

يعتبر شيفتر أن في حال حاول بايدن «تليين» هذه السياسة من أجل «مقاربة أكثر إنسانية، سيتعرّض لانتقادات لاذعة من جانب (معارضيه) الجمهوريين لأنه تنازل كثيراً أمام النظام. السياسة في حالة جمود».

من جانبه، طالب المستشار السابق للأمن القومي في عهد أوباما، بين رودز الذي كان مهندس سياسته حيال كوبا، الثلاثاء بأن يتحرّك الرئيس الأميركي.

وقال «الكوبيون عبّروا بشجاعة عن شعورهم بالإحباط ومارسوا حقوقهم بشكل ملهم فعلاً. علينا التفكير قبل كل شيء بما يمكن أن نفعله لمساعدتهم»، مطالباً خصوصاً بتسهيل التحويلات المالية.

اتّهم اللوبي الكوبي المناهض للحظر الأميركي «كيوبن أميريكانز فور انغايجمنت» ومقرّه نيويورك، الحكومة الكوبية بتجاهل «نصائح مهمة» تهدف إلى تحرير تدريجي للاقتصاد ما أدى إلى جانب «إخفاقات أخرى»، إلى خروج التظاهرات.

إلا أنه وصف أيضاً إدارة بايدن بأنها «منافقة» وحضّها على «رفع العقوبات، إذا كانت مهتمّة إلى هذا الحد بالكوبيين».

وأضاف أنه يجب يكون هناك «منطق سليم من الجانبين (...) لا يمكن إضاعة 60 عاماً إضافياً».

جميع الحقوق محفوظة