بقي قرار المملكة العربية السعودية حظْر دخول الخضار والفواكه الآتية من لبنان إلى أراضيها بعد تزايُد عمليات تهريب المخدرات إليها، وكأن آخِرها في شحنة رمان ملغومة، محورَ اهتمام عالٍ في بيروت. وقد تابع الرئيس اللبناني ميشال عون مسار الإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في قصر بعبدا، للتشدد في مكافحة التهريب من المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية. كما واكب ما توصل اليه التحقيق من معطيات في عملية التهريب بواسطة صناديق الرمان الى السعودية ولا سيما التوقيفات التي تمت في هذا الصدد. العجيري: العيد فلكيا.. 13 مايو منذ ساعة سائق دهس طفلا في الدوحة وأصابه بكسور منذ ساعتين وفي السياق نفسه أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أن «الدولة اللبنانية ضد زعزعة علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، وخصوصا المملكة العربية السعودية، فلا يمكن للبنان ان ينسى ما قدمته لسنوات طويلة من مساعدات لا تحصى». وجاء كلام فهمي بعد الاجتماع الأمني الذي ترأسه وتناول المضي وتعزيز إجراءات مكافحة التهريب ربْطاً بقرار السعودية حظْر دخول إرساليات الخضار والفواكه من لبنان. وقال: «استكمالاً ومتابعة للاجراءات التي نقوم بها من لحظة تكليفي من المجلس الاعلى للدفاع متابعة الملف مع المملكة السعودية، انعقد هذا الاجتماع للبحث في موضوع التهريب بشكل عام ومكافحة تهريب المخدرات بشكل خاص الى المملكة وكل الدول. هذه القضية تشكل ايضاً تهديداً لأمن المجتمع اللبناني ويجب العمل على مكافحتها». ولفت الى أن «جهوداً تبذلها شعبة المعلومات ومكتب مكافحة المخدرات المركزي التابع للشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي بشكل دائم وبتنسيق مميز وشفاف مع كل الدول وخصوصا المملكة السعودية»، وقال: «كنا نعمل باللحم الحيّ وهناك نقاط ضعف وأسباب لوجستية يجب العمل على معالجتها بجدية وحزم، منها على المدى القصير ومنها على المدى المتوسط ولقد بدأنا بذلك». وأشار الى أن «هناك اجراءات ستُتخذ خلال أسبوعين او ثلاثة، لجهة تعديل وتغيير المستوى العملاني في ما خص التصدير، وأيضاً لجهة تأمين السكانر. وأطلب من الدول، وخصوصاً الشقيقة منها والتي ترغب بمساعدة لبنان في الوقت الحالي، ونحن جاهزون لذلك لا سيما عبر تأمين آلات حديثة للبنان لكشف ما يمكن كشفه». وتابع: «تم في المملكة العربية السعودية ضبْط ما يفوق 150 مليون حبة كبتاغون في ماليزيا واليونان كانت متجهة الى السعودية». وختم: «قمنا وسنتابع بما علينا لمكافحة عملية التهريب». وفي موازاة ذلك، أفادت وزارة الداخلية انه من خلال التحقيق مع الموقوف حسن دقّو (السوري - اللبناني) تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم والتي تقدّر بنحو 94 مليون حبّة كبتاغون والتي ضُبطت في ماليزيا والتي كانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية. ووزّعت الوزارة جدولاً بأبرز العمليات التي تمّ تنفيذها في إطار مكافحة المخدرات العام 2020 كما في 2021. وأظهر الجدول ضبْط 3 محاولات تهريب الى الكويت في 2020 الأولى لكمية كوكايين (104 غرامات) وحشيشة (1070 غراماً) كانت مخبّاة داخل بلاط ومعدّة للتهريب في البر، وثانية لـ 500 حبة كبتاغون و30 غرام حشيشة ضُبطت في مطار رفيق الحريري وكانت مخبأة داخل كيس بن ومعدّة للتهريب جواً. والثالثة لـ 2370 غراماً من الحشيشة تم ضبطها في مطار بيروت مخبأة داخل ألواح شوكةنوع سابليه وكان مقرَّراً تهريبها جواً. ومن بين كل العمليات التي ضبطتْها شعبة المعلومات او مكتب مكافحة المخدرات أو ساعدت في ضبْطها، شكّلت السعودية «المستهدَف الأول» بـ 18 مليون و587 ألف حبة كبتاغون، 17 مليون منها ضُبطت في السعودية داخل علب متة (كان بلد المنشأ سورية)، والبقية في 6 شحنات ضُبط خمسة منها بين مطار بيروت ومرفأ بيروت وأعدت للتهريب جوا وبراً (وشحنة ضُبطت في الرياض)، وراوحت وسائل تخبئتها بين شحنة من شجر الزيتون، وجهاز تلفاز وطرد بريدي، ومحركات دينامو داخل أقفاص خشب، وشحنة من براميل الشحم.