الخميس 03 مارس 2022

أوكرانيون مقيمون في الكويت لـ «القبس»: لا ننام.. ونتابع أخبار وطننا لحظة بلحظة

أوكرانيون مقيمون في الكويت لـ «القبس»: لا ننام.. ونتابع أخبار وطننا لحظة بلحظة

أوكرانيون مقيمون في الكويت لـ «القبس»: لا ننام.. ونتابع أخبار وطننا لحظة بلحظة

رغم مشاهد الرعب والدمار والتخريب في وطنهم، بعد تعرضه لغزو روسي، فإن الأوكرانيين المقيمين على أرض الكويت يتمسكون بالأمل في عودة السلام وتحرير بلدهم من القوات الروسية، وأن يعم الأمن والسلام والعلاقات الطيبة مع كافة الدول.

القبس التقت بعدد من أبناء الجالية الأوكرانية المقيمة في البلاد حيث أدانوا الغزو الروسي لبلادهم، مشيدين بموقف الكويت والدول الأوروبية التي أعربت عن تضامنها بشتى الطرق سواء برفع العلم الأوكراني على مقار السفارات او بالتنديد عبر البيانات الصحفية أو تقديم المساعدات.

في البداية، قالت الدبلوماسية الأوكرانية أولها سيهيدا: الآن نشهد وحدة غير مسبوقة للمجتمع الدولي بالوقوف مع أوكرانيا، لافتة إلى أن الضغوط والعقوبات التي يفرضها العالم المتحضر بأسره تدفع روسيا إلى العصر الحجري - العصر الذي تستحقه حقاً فيما يتعلق بمعاييرها الأخلاقية.

 

محكمة دولية

وأضافت: نجمع بالفعل أدلة على الجرائم العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذات يوم سنلتقي في المحكمة الدولية لإجبار روسيا على العدالة، وسوف يدفعون تعويضات لأوكرانيا عما فعلوه وسيكون هذا العبء ثقيلاً للغاية وسيتحمل كل الروس المسؤولية عن القرار المجنون لشخص واحد.

ودعت الجميع الى التضامن والدعم من أجل أوكرانيا ومقاطعة الدولة الروسية الآن، حتى تنسحب بالكامل من أوكرانيا وتحمل مسؤولية جرائم الحرب التي ترتكبها.

ومن جانبه، وصف دميترو ماليتس - وهو مقيم بالكويت ويعمل مدرساً في إحدى المدارس الأجنبية - الحرب الروسية ضد بلاده بـ «المروعة» وقد راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.

وقال ماليتس لـ «القبس»: لقد هاجمنا الروس في الساعة 4:00 صباحاً في 24 فبراير بشكل مفاجئ و لقد صُدم أقاربي لأنهم عاشوا حياتهم كالمعتاد، وكان كثير من الناس يعانون من الدقيقة الأولى من الحرب.

وأضاف: قامت قوات بوتين بإرسال العديد من الصواريخ الباليستية على بلدة مسالمة، لذلك بنى رئيسنا تدابير الدفاع عن البلاد على الفور، وكانت قواتنا جاهزة كما نلاحظ، لأن جنودنا يقاتلون ببنية اتصالات منظمة جيدة، إنهم شجعان ويدافعون باحتراف عن وطننا، واحد منهم ابني الأكبر وهو طالب في الجامعة التقنية الوطنية البوليتكنيك في أوكرانيا ويبلغ من العمر 25 عامًا تقريبًا وما زال غير عسكري لكنه جزء من فريق الدفاع عن النفس الذي يدعم قواتنا العسكرية .

وزاد بالقول للأسف، لم يهدأ لي بال منذ بداية الهجمات الروسية على بلادنا ولقد أمضيت 5 ليال بلا نوم.

اتصال كل نصف ساعة

وحول كيفية تواصله مع ابنه وأسرته، قال: « والدايّ ما زالا بخير وهما فوق 70 عاما، وأتواصل معهما هاتفيا كل 30 دقيقة، فيما يتصل ابني بي كلما سمحت له الظروف كونه من الصفوف الأمامية وفِي مقدمة المعركة دائما وهو يحمي وطننا وأرجو من الله أن يحميه».

وتابع: الحمد لله أن مستوى الاتصال ببلدي مرتفع بما يكفي والإنترنت موجود حتى الآن، لقد استثمرنا في هذا الأمر منذ 3-5 سنوات، وشكرًا لجميع الخدمات الحكومية التي تقدم جميع الخدمات المجتمعية التي تقوم بعمل جيد جدًا في الظروف الحالية.

وتوجه بالشكر للكويت حكومة وشعبا لدعمها المتواصل لبلاده، قائلا نشكر الشعب الكويتي وهو طيب للغاية فنحن نتلقى الكثير من المكالمات الداعمة، فالأشخاص الذين كانوا في نفس الموقف ومروا بنفس الظروف فهم يفهمون جيدًا ما نمر به حاليا.

وثمن دعم الدول الأوروبية لبلاده، لافتا إلى أن بلاده لديها دعم جيد من الأسلحة الدفاعية من أشقائنا الأوروبيين حسبما أبلغه ابنه.

واختتم حديثه بالقول: نحن شجعان ولدينا فرصة للتغلب على الجيش الروسي الضخم وأنا أؤمن بذلك، ونريد السلام والعلاقات الطيبة مع كل الدول.

ولَم تختلف مشاعر مدربة اللياقة البدنية الأوكرانية أولغا أورشولياك والتي تعمل منذ 4 سنوات في الكويت التي وصفتها بأنها بيتها الثاني، عن غيرها من أبناء جاليتها.

وبنبرة صوت يملؤها الحزن والأسى، تقول أورشولياك إن الوضع في أوكرانيا الآن عاجز عن الكلام، فاليوم هو الثامن من أيام الحرب، وروسيا ضد الأوكرانيين، إنهم يقتلون مدنيين، أطفالنا يولدون تحت الأرض، وليس لديهم ما يكفي من الطعام والماء، الهجمات الروسية تدمر كل شيء، والناس يعيشون بلا كهرباء وماء مجمدين وخائفين لكن لا يستسلمون، فنحن نحمي بلادنا وبشرف نقول إننا أوكرانيون.

وأشارت إلى أنها تتواصل بشكل دائم مع والدتها التي تعيش في غرب أوكرانيا والتي تعد أكثر أمانًا، ولكن لا تزال هناك إشارات عن الضربات الجوية، «لذلك يحتاج الناس إلى الذهاب إلى الملاجئ، و أنا الابنة الوحيدة لها و أريد إحضارها إلى بولندا لكنها لا ترغب في ذلك ولا تريد أن تترك أرضها».

دعم كويتي

وقالت «أشعر بدعم كبير من الشعب الكويتي، و كل أصدقائي الكويتيين وغير الكويتيين هنا يدعموننا في هذا القتال، نكافح من أجل أرضنا، ومن أجل بلدنا، ونقاتل من أجل الاستقلال ومن أجل أوكرانيًا، وأنا ممتنة من كل قلبي لكل من يدعم بلدي، ولن ننسى أبدا هذه المساعدة».

ولَم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمقيمة الأوكرانية يانا التي تعمل مديرة مدرسة في الكويت وهي من الجانب الغربي من أوكرانيا وتحديدا من مقاطعة إيفانو فرانكيفسك ولديها شقيقان يحاربان ضد الروس.

وتقول يانا، كان أخي الأكبر يقاتل في دونيتسك ضد الروس خلال 7 سنوات وتعرض لاصابة بالغة أدت الى اصابته بالشلل في الجانب الأيمن تمامًا ولم يستطع تناول الطعام بشكل صحيح، ولم يستطع التحدث وكان كل أفراد أسرته يعتقدون أن هذه هي اللحظة الأخيرة، و الآن هو أفضل، لكنه لا يستطيع التحدث بشكل صحيح، يأكل، يمشي ويريد محاربة الروس مرة أخرى لكن صحته لا تمنحه هذه الفرصة.

وأضافت، أما شقيقي الآخر الآن في منطقة ساخنة «خطرة»، لكنه لا يستطيع أن يخبرنا أين بالضبط، ودائما ما يطمئننا بأنه بخير وأنهم سينتصرون على الروس، مشيرة إلى تواصلها الدئم مع عائلتها بحرية للاطمئنان عليهم .

واختتمت حديثها آملة ان يعم الأمن والأمان والسلام لوطنها وأن يعود الروس إلى بلادهم. 

 

جميع الحقوق محفوظة